رصد موقع "دايلى بيست" الأمريكى تزايد وتيرة العنف فى سيناء منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، وفى تقرير له تحت عنوان "المعركة من أجل سيناء"، رصد الموقع الأسباب التى قال إنها لن تجعل القاهرة قادرة على تجاهل تلك المنطقة لإستراتيجية، لكنها لا تزال غير مستقرة.
وأشار الموقع الأمريكى إلى أن الصراع من أجل حقوق البدو فى سيناء أصبح أكثر تعقيداً وأكثر خطورة الآن، فقد أدت موجة من عمليات القتل، والتى أطلق العنان لها الإطاحة بمرسى، إلى جعل الأمور أسوأ فى شبه الجزيرة الإستراتيجية الواقعة على الحدود مع إسرائيل.. وكان الجهاديون قد حاولوا على مدار السنوات القليلة الماضية ملء فراغ السلطة فى سيناء، فعملت فيها الجماعات المتعاطفة مع أهداف تنظيم القاعدة، وتحركوا فى المنطقة التى ضعفت فيها سيطرة الدولة وأصبحت حالة الاستياء فيها كبيرة.
لكن سيناء لها مكانة إستراتيجية مهمة، حيث تقع بجوار غزة، وتمثل شرياناً حيوياً لها فى ظل الحصار الإسرائيلى عليه، وعلى الطرف الآخر يوجد منتجع إيلات الإسرائيلى، حيث عثرت السلطات على صاروخ لم ينفجر الأسبوع الماضى.
ويقول عمر عاشور، الخبير بمركز بروكنجز الدوحة والمتخصص فى الجماعات الجهادية إن كلما طالت الفترة التى بقيت فيها الحكومة المؤقتة، كلما زادت احتمالات عدم هدوء الإرهاب، وأشار إلى أن المطلوب قيادة قوية وتوازن بين العمل العسكرى والمدنى لإخماد العنف المتطرف، وحذر من أنه فى حالة عدم حدوث ذلك، فإن سيناء ستصبح أرض معركة تؤثر على البلاد وعلى المنطقة كلها.
ويشير "دايلى بيست" إلى أن الأمر الذى سيتعين على أى حكومة فى القاهرة الاعتراف به هو ضرورة الانتباه العاجل لسيناء، وتحدث الموقع عن حوادث العنف والإرهاب التى شهدتها المنطقة مؤخراً بدءًا من يوم 5 يوليو، أى بعد يومين من الإطاحة بمرسى.
من ناحية أخرى، نقل الموقع رأى البدو فى الأحداث الجارية، ونقلت عن أبو أشرف وهو زعيم قبلى قوى من قبيلة السواركة التى قالت عنها الصحيفة إنها تمثل صوت الوساطة مع الجهاديين، قوله إنه عندما تم انتخاب مرسى العام الماضى، كان هناك أمل ببدء فصل جديد فى سيناء..بعد 30 عاماً من المعاملة غير الإنسانية والتهميش والسجن.
وقد وعد مرسى بتطوير سيناء، لكن لم يكن هناك تطور فعلى على أرض لواقع، وألقى أبو اشرف باللوم على مؤسسات الدولة فى أغلب إخفاقات الرئيس السابق، ويتهمها بأنها عملت ضد مرسى وليس معه.. وقال إنه لو لم يدر الجيش المرحلة الانتقالية بحذر، فإن الأمور قد تصبح أسوأ بكثير، وهو لا يرى الآن أى طريق ذى مصداقية للمضى قدماً.
ويشير أبو أشرف إلى أنه بسبب التراخى الأمنى، انضم الجهاديون والسكان المحليون إلى محاربة قوات الحكومة، خاصة الأسر التى يواجه أعضائها الاعتقال غيابياً.
من جانبه، قال الكاتب السيناوى مسعد أبو فجر، إنه يتصور أن أغلبية البدو قد يدعمون الجيش فى حربه ضد الإرهاب، ويعتقد أن النتيجة يمكن أن تكون إيجابية بشكل مثير للدهشة، واعتبر أن القتال ضد الإرهاب يمكن أن تطور العلاقة بين سيناء والدولة المصرية.
وفى ظل اتجاه مصر نحو بداية مرحلة انتقالية جديدة، ويتناقش الساسة فى القاهرة عن كيفية إخراج البلاد من الاضطراب، فإن أهالى سيناء يأملون ألا يتم نسيانهم، بعد عقود مما يرونه خيانة ووعود كاذبة، وهم لا يحبسون أنفاسهم من أجل أى تغيير حقيقى.
وأكد أبو فجر أن البدو يريدون الأمن والمياه والطرق الجديدة، ويريدون أن يأكلوا وأن يعيشوا، ولا يهمهم من الموجود فى القصر.
موقع "دايلى بيست" الأمريكى يرصد "المعركة من أجل سيناء": أرض الفيروز تحتاج لقيادة قوية وتوازناً بين العمل العسكرى والمدنى لإخماد التطرف.. مسعد أبو فجر: أغلبية البدو يدعمون الجيش فى حربه ضد الإرهاب
الإثنين، 15 يوليو 2013 11:14 م