أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

مواقف غير لائقة من تركيا

الإثنين، 15 يوليو 2013 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا نحتاج إلى تعاليم ونصائح وزير الخارجية التركى أحمد أوغلو، ولا ننتظر منه أن يعلمنا كيف تكون الديمقراطية، وكيف يمارسها الشعب المصرى، هو يحتاج أن نقول له بصوت عال، فلتكف أنت وحكومتك عن التدخل فى شؤون مصر، وكفى لكم أربعمائة عام استعماراً عثمانياً لمصر تحت خديعة الخلافة الإسلامية، فحولتم مصر إلى خراب كبير، وفى ذلك لم يكن لكم من الإسلام شىء فى تقدمه وسماحته وعظمته.
فى تصريحات له نقلتها صحيفة «جمهوريت» التركية، قال أوغلو، إن هناك قوى تريد إفشال الديمقراطية فى مصر، وأن من جاءوا بإرادة الشعوب لا يمكن أن يغادروا إلا بإرادة الشعوب، وأضاف: «نحن ندافع عن رئيس جمهورية منتخب تم عزله بالرغم من انتخابه من قبل الشعب المصرى فى انتخابات حرة نزيهة شارك فيها الجميع، وإن كانت هناك أخطاء فى إدارته للبلاد فالشعب المصرى وحده هو المخول بمحاسبته وليس شخص آخر».
يتحدث أوغلو عن الشعب المصرى كما لو كان وكيلا عنه، وإذا كان كما يقول، أن الشعب المصرى هو وحده المخول بمحاسبة مرسى إذا كان ارتكب أخطاء، فكيف له أن يتجاهل أن الشعب بالفعل قال كلمته، وحاسب الرئيس يوم 30 يونيو وقرر إسقاطه.
ليس من الوارد أن نصدق الموقف التركى الرافض لنتائج 30 يونيو، باعتباره موقفاً مبدئياً ينحاز إلى قيم الحق والديمقراطية الصحيحة، وإنما هو انحياز للمصالح التركية فى المنطقة أولاً وأخيراً، فحكم الإخوان لمصر كان رصيداً هائلاً لتركيا، وكنزا لمصالحها، وربطا أصيلا لمشروع كبير للهيمنة التركية على المنطقة، ارتضت جماعة الإخوان أن تصغر بمصر فى هذا المشروع، ومضت نحو ذلك ظنا منها أن إبقاء مصر تحت الراية التركية سيجلب لمصر السمن والعسل.
تحدث أوغلو عن أن «تركيا ومصر شكلا محورا لنظام جديد فى منطقة الشرق الأوسط»، وهذا الاعتراف من أوغلو يعنى أن سقوط حكم الإخوان أصاب هذا المحور بزلزال كبير، يكاد يكون مدمرا للسيناريو التركى للمنطقة.
ما حدث يوم 30 يونيو فى مصر أفسد إلى حين السيناريو التركى لسوريا، أفسد تحالفا لقيطا بين حكم مرسى ومعه أهله وعشيرته، وبين تركيا لحساب تقطيع الأرض السورية وتقسيمها بين الطوائف.
موقف مرسى فى أسابيعه الأخيرة من حكمه والذى فتح فيه صدره تأييداً للمعارضة السورية، وفتح الباب للمصريين للجهاد فى سوريا، كان تأكيداً على أن الطبخة التركية للمنطقة تسير فيها مصر باعتبارها «خدماً»، وهذا ما تريده تركيا لأن يقظة الدور المصرى يعنى سحباً من كل الدول الطموحة للهيمنة الإقليمية، أى سحباً من تركيا وإيران وإسرائيل، وتأسيسا على ذلك فإن التواطؤ على إسكات مصر وإبقائها فى رقادها يأتى من كل هؤلاء الطامحين للهيمنة على المنطقة. الغضب التركى من ثورة الشعب المصرى ضد الإخوان، يعطينا مفاتيح لفهم أشياء كثيرة، فإلى جانب أن تلك الثورة ستؤثر على الطموح التركى فى الهيمنة على المنطقة، علينا أن نعيد تفسير مواقف حكومة أردوغان من القضية الفلسطينية، فهى فى الأساس كانت تأييداً لحماس كامتداد لمشروع الإخوان.
ثورة 30 يونيو تعيد رسم الخريطة، تؤدى إلى سقوط الأقنعة، كشفت أن تركيا لم تكن تساعد شعب مصر، وإنما تساعد «إخوان» مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

۩۞ مفيـش نقيصـة أخـرى لتلصـق بالإخـــوان ۞۩

عدد الردود 0

بواسطة:

!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .

!!!"" مــصــــر تـتــحـدث عــن ابـنـائــــهـا """!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محين

ككك

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

أرض الكنانة بعد 30 يونيو تعطى ظهرها للثورة السورية والقضية الفلسطينية .. ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

صقر قريش

لازلت لا استوعب سقوط الاخوان بهذه السرعه ...فما بالك بالاخوان انفسهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي

اللي خلاكم تكتبوا ظلمكم وظلم الناس اللي ممكن تسمع لامثالكم

فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة