أصيب العشرات من أبناء المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل بجروح طفيفة فيما اعتقل آخرون اليوم الاثنين، إثر مهاجمة الشرطة الإسرائيلية لمسيرات عربية تحت شعار "الغضب" احتجاجاً على مخطط "برافر" الإسرائيلى الرامى إلى ترحيل بدو النقب (جنوب) من قراهم.
وذكر شهود عيان أن "قوات كبيرة من الشرطة قامت بمهاجمة المتظاهرين فى "بئر السبع" (شمال) بعد إغلاقهم الطرق فى المدينة، الأمر الذى أسفر عن إصابة العشرات بجروح طفيفة من بينهم العضو العربى فى الكنيست الإسرائيلى، جمال زحالقة. وأضاف شهود العيان أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 7 على الأقل من المتظاهرين.
وانطلقت بعد الثامنة صباحا (تج) مجموعة من المظاهرات الحاشدة فى البلدات العربية تحت عنوان "مسيرة الغضب" فى مدن (بئر السبع، شفا عمرو، الناصرة) شمال إسرائيل (فلسطين المحتلة عام 1948) رفضاً لمخطط "برافر" وهدم البيوت فى المدن العربية.
وشهدت بلدة شفا عمرو شمال إسرائيل، صباحاً مسيرة حاشدة، قطع المتظاهرون خلالها الطريق الرئيسى، الأمر الذى تسبب فى اختناقات مرورية كبيرة دفعت الشرطة الإسرائيلية إلى فتح الطريق بالقوة أسفرت عن إصابة عدد من المتظاهرين واعتقال آخرين.
وكانت لجنة المتابعة العربية العليا فى إسرائيل (غير حكومية) قد وجهت نداءً دعت فيه جميع المرافق فى الوسط العربى إلى الإضراب الشامل، والخروج فى مسيرات اليوم الاثنين احتجاجاً على مخطط "برافر".
وقال أسامة العقيبى رئيس الحركة الإسلامية فى النقب فى اتصال هاتفى مع مراسل الأناضول، إن "المئات من أبناء المدن العربية داخل إسرائيل خرجوا فى مسيرة سلمية باتجاه جامعة "بئر السبع" صباحاً، ولا زال الكثير منهم معتصم فى الشارع الرئيس أمام مكتب ما يسمى بـ"سلطة توطين البدو".
وأشار العقيبى إلى أن قوات من الشرطة الإسرائيلية قامت بمهاجمة المتظاهرين واعتقال العديد منهم بهدف ثنى الجماهير العربية عن التصدى لقانون "برافر".
وأضاف " نحن الآن نواصل تظاهرنا، وسنمضى حتى تصل رسالتنا إلى من يهمهم الأمر وهي" أن هدم 45 قرية فى النقب، ومصادرة 80 ألف دونم، تعنى إعلان حرب على الشعب الفلسطينى فى الداخل"
من جهته قال رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسه للأناضول " إن أهالى الناصرة أغلقوا منذ الصباح المدينة وخرجوا فى مسيرة تضامناً مع أهالى النقب ونصرة لهم، وتأكيداً منهم على أن الوسط العربى موحد فى وجه السياسات التهويدية للنقب".
ومن المنتظر أن تنطلق مظاهرات حاشدة بعد الساعة الخامسة مساءً (13.00 تج) فى البلدات العربية تحدياً للإجراءات الإسرائيلية وتنديداً بـ"برافر".
وأقر الكنيست الإسرائيلى يونيو الماضى بالقراءة الأولى قانون "برافر- بيجن" القاضى بتهجير نحو 36 ألف من فلسطينى 1948 يقيمون فى 45 تجمعا سكنيا لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية فى صحراء النقب، جنوبى إسرائيل.
وينص مشروع القانون الذى سيحصر الفلسطينيين الذين يشكلون 30% من سكّان النقب على 1% فقط من أراضى هذه المنطقة، على "امتلاك الدولة كافة الأراضى غير المسجلة فى دائرة الأملاك الإسرائيلية"، معتبرا كافة الأوراق الثبوتية غير الرسمية "غير قانونية"، كما يعتبر أن "الآثار التى ترتبت على امتلاك الأراضى بالصورة غير الرسمية غير شرعية"، مما يترتب عليه هدم 45 تجمعا سكنيا، "سيتم نقلهم إلى تجمعات معترف بها".
ويتناول القانون شق تعويض بعض المتضررين دون الحديث عن نسب واضحة، تاركا ذلك للجهات التنفيذية، ومعتبرا أن أراضى النقب هى "أراضى مشاع لا يملكها سوى الدولة"، خاصة أن طبيعة التسجيل لأراضى النقب تعتمد التسجيل من خلال رؤساء القبائل وهذا ما لم يقبله القانون.
وفى بيان، قالت لجنة المتابعة العربية العليا،إن أكثر من مليون وربع عربى سيدخلون الإضراب فى رسالة لإسرائيل بأننا شعب لا يمكن سرقة تاريخه وحاضره ومستقبله".
وحول خارطة التحركات المسائية أوضحت اللجنة أن "مظاهرات أخرى ستنطلق عند الساعة الخامسة مساءً (15.00 تغ) فى مدخل مدينة "أم الفحم" ومفترق "مسغاف" ومدخل "مجد الكروم" شمال إسرائيل، وتظاهرة أخرى فى الساعة السادسة مساء (16.00 تج) عند دوار "الساعة" فى مدينة يافا (شمال).
وفى تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، وصف النائب العربى فى الكنيست الإسرائيلى، محمد بركة، قانون "برافر" بالعنصرى والجائر".
من جهتها وصفت الحركة الإسلامية فى تصريح صحفى القانون بالعنصرى، مؤكدة على أن هذا القانون جاء ليشير إلى تهجير أكثر من 40 ألف فلسطينى غالبيتهم من سكان القرى الفلسطينية البدوية فى النقب مما يعنى تنفيذ مخطط لمصادرة 90% مما تبقى من أراض بأيدى فلسطينيى النقب، أى مصادرة أكثر من 860 ألف دونم من أراضيهم.
ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية فى إسرائيل (غير حكومية) هى كيان سياسى تأسس عام 1982 بهدف شمل وتركيز العمل السياسى للعرب الفلسطينيين فى إسرائيل والتنسيق بين مؤسساته.
ويشارك فى اللجنة، رؤساء السلطات المحلية العرب وأعضاء الكنيست العرب من الأحزاب التى تمثل القضايا العربية وممثلون عن أحزاب سياسية وتنظيمات عربية غير برلمانية.
مواجهات فى مسيرات "غضب" عربية بإسرائيل احتجاجا على تهويد النقب
الإثنين، 15 يوليو 2013 02:48 م
الشرطة الإسرائيلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة