قال معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية، إنه عندما خرج الملايين عام 2011 ضد نظام الرئيس السابق حسنى مبارك وتم الإطاحة به، لم يشكك أحد فى أن البلد شهدت ثورة، بينما سريعا ما خرج المراقبون على قناة الجزيرة يصفون الإطاحة بالدكتور محمد مرسى، بعد أن أغرقت الشوارع بملايين المصريين الرافضين حكمه، "بالانقلاب".
وأوضح المركز الأمريكى البارز، فى تقرير لمدير قسم الدراسات الجيوستراتيجية والأمن العالمى جون ألترمان والزميلة كارولين بارنيت، أن الاختلاف بين الحالتين يأتى من اختلاف توجه التغطية الإعلامية للثورتين، مما يكشف عن قدر كبير من دور وسائل الإعلام التقليدية فى العالم العربى، ويساعد فى تفسير حالة الاستقطاب التى تشهدها مصر، مشيرا إلى أن الفاعل الأبرز فى هذه القضية هى قناة الجزيرة، التى ترتبط بمصلحة طويلة ودائمة فى مصر، فعندما خرج المتظاهرون فى الشوارع أوائل عام 2011، سرعان ما وصفت القناة الفضائية الاحتجاج بأنه ثورة والمحتجين بالثوار، وأظهرت تعاطفا واسعا مع المحتجين وقامت بتغطية الاحتجاجات عن قرب، بل فى بعض الأحيان، خاصة فى الأيام الأولى، كانت تهول فى إعداد المحتجين.
ويمضى بالقول إنه فى النهاية كان الجيش هو من أخبر الرئيس حسنى مبارك بأنه لم يعد الحاكم، ولكن قله هى التى شككت فى أن الجيش ينفذ إرادة الشعب، لكن اختلف الأمر بعد مرور عامين، فبدلا من الضغينة التى كانت تحملها الجزيرة ضد مبارك، بدت متعاطفة مع خليفته محمد مرسى والنظام الحاكم، فبينما خرج المحتجون بالملايين يوم 30 يونيو، راحت القناة القطرية ذات الصيت العالمى، تركز على شرعية الرئيس المنتخب، ولم تفعل مثلما فعلت فى 2011 حيث قسمت شاشتها لنقل الحشود المتظاهرة فى القاهرة والإسكندرية والمنصورة والسويس، حيث كانت ترغب فى 2011 فى فرض انطباع أن البلد فى حالة ثورة مفتوحة.
ويقول المركز، الذى يمثل أحد أكبر معاهد الأبحاث فى واشنطن، إنه عندما أخبر الجيش الرئيس مرسى بأنه لم يعد الحاكم، مثلما فعل بالضبط مع مبارك، ذهبت الجزيرة سريعا لصرخات "الانقلاب"، لافتا إلى أن الجزيرة كانت القائد الأول للتغطية الإعلامية العربية والدولية فى 2011، وأرسلت الأطر والمصطلحات التى سارت عليها غيرها من وسائل الإعلام فى وصف الاحتجاجات، وهو ما أثر بدوره فى المراقبين فى الخارج.
ويضيف التقرير أن المحتجين فى ثورة 2013 الذين يرون أنهم فعلوا بالضبط، وربما بأعداد أكبر كثيرا عن 2011، يرون أن اختلاف التغطية الإعلامية مربك للغاية، ويتساءل المركز: "لماذا يتم فجأة رفض إزاحة طاغية بنفس الإجراء الذى قوبل به إزاحة سابقة؟".
ويتابع أن المصريين احتشدوا بالملايين فى شوارع وميادين مصر، وكذلك ميدان التحرير الذى يمثل رمز الثورة. وعلاوة عليه، أمضى النشطاء أسابيع لجمع ملايين التوقيعات لسحب الثقة من مرسى، لذا يرى المصريون أن وصف ثورتهم بالانقلاب ليس مربكا فقط وإنما "خيانة".
فهذا التفسير للأحداث يدحض مظالمهم ويؤيد سرد أنصار مرسى حول الشرعية، فبالنسبة للملايين التى خرجت فى 30 يونيو يبدو الأمر كما لو أن الإعلام الدولى يردد مزاعم مبارك فى 2011 ضد معارضيه بأنهم ينفذون مؤامرة خارجية لتأجيج الاضطرابات.
ويقول مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن تغطية بعض وسائل الإعلام المتحيزة تشجع أنصار مرسى على الرد بتحدى أكبر ، كما أنها تسببت فى تفاقم مشاعر العداء للغرب بين المصريين الرافضين لمرسى، وقد قام بعض المصريين الغاضبين بالاحتجاج أمام مكاتب شبكة "سى.إن.إن" فى نيويورك، وأكد العديد أن التغطية الدولية للأحداث فى مصر منحازة للغاية.
ويخلص المركز الأمريكى بالقول إنه بعد عامين من تغطية الجزيرة لأحداث 2011، حيث بدت كمحطة عالمية حقا تستطيع تأطير الطريقة التى يفهم بها العالم الانتفاضات العربية، فإنها شوهت هذه العالمية المزعومة.
وختم أن تغطية الجزيرة تقف شاهدا على السلطة المستمرة للتليفزيون وتسلط الضوء على كيفية تأثير هذه السلطة على كلا من توحيد أو تقسيم الشعوب. فبينما صنعت هذه القناة سمعتها من عرض الرأى والرأى الآخر، فإنها تحيزت لجانب واحد.
معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية يدين تحيز "الجزيرة" ضد ثورة يونيو 2013.. القناة شوهت سمعتها كمحطة عالمية وانحازت لمرسى والإخوان ومررت فكرة "الانقلاب".. ويؤكد: لا اختلاف بين ثورة 25 يناير و30يونيو
الإثنين، 15 يوليو 2013 12:50 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف محمد السيد
فعلاً مظاهرات 30 يونية انقلاب على ثورة 25 يناير
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري وأفتخر
ولماذا لا تدينوا غلق القنوات الفضائية وتحيز الأعلام المصري بأوامر الجيش ضد الأسلاميين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
وماذا عن تغطية "العربية" لحكم الأخوان طول السنة الماضية؟
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
lمصر اليوم
سقطت
عدد الردود 0
بواسطة:
د.علي حجازي ايرلندا
ثورة الكذب تستشهد باعتي صهيوني في العالم.
ثورة الكذب تستشهد باعتي صهيوني في العالم.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
كان الشعب فى يناير على قلب رجل واحد عكس يونيو كان هناك ميدانان
وبكل أسف إنحاز الجيش الى غير الديمقراطية طريقا .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الإنتقام
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل
لا والله
اقفلوها كمان يا فشله واتكلمو لوحدكم
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
تحية قناة العرب
عدد الردود 0
بواسطة:
امير
الشعب واعى