فى الوقت الذى مازال فيه معتصمو رابعة العدوية يواصلون حديثهم عن تجليات الأنبياء والملائكة والصحابة فى ميدان رابعة العدوية، وفقًا لروايات المعتصمين، ما عدا ظهور المتصوفة رابعة العداوية التى سمى الميدان باسمها، ربما لأن المعتصمين ينكرون التصوف، أو ربما لموقف شخصى من جانبهم من شخصية رابعة العدوية، وبالأمس أكدوا أن السيدة مريم العذراء تجلت لهم أيضًا. حديث التجليات يعكس أزمة حقيقية يعيشها المعتصمون هناك، خاصة وأن الأمر خرج من نطاق التجلى والهلاوس إلى نطاق الحديث عن أمراض خطيرة ومعدية أصابت الناس هناك، بالإضافة لحالة الضيق والفزع التى يشتكى منها سكان المنطقة هناك.
الأنبا يوحنا قلته، نائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، علق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على حديث التجليات قائلا: "إذا كانت العذراء وجبرائيل والصحابة والمسيح والنبى محمد تجلوا هناك فأدعو هؤلاء المعتصمين أن يتبعوا خطواتهم والعودة إلى منازلهم، فهؤلاء جميعا كانوا دعاة سلام، ولم يكونوا مقامرين بالسياسة كما تفعل جماعة الإخوان التى تقامر بكل مكتسباتها التى حققتها طوال الثلاثين عاما الماضية، وتراهن على مشروعيتها، ويدركون أن 90% من المعتصمين ينتظرون قرارا من قيادتهم لينصرفوا، الإخوان يقامرون وسيخسرون كل شىء، ولا خوف على هوية مصر، لأن الملايين مازالت تخرج للشارع لتدافع على هوية مصر الخلاقة، ما أخاف عليه هو إنسانيتنا وليس هويتنا، أخشى أن يجردونا من إنسانيتنا، فأنا ألاحظ أن بعض الناس لا تفزع من مشاهد القتل، رأيت أمهات غير منزعجة من القتل أمام الحرس الجمهورى، هذا هو الخطر الحقيقى وكثير من الناس غير مستعدة للتعاطف مع من يقتلون، أفزعنى استخدام قادتهم لهم كدروع بشرية أمام مكتب الإرشاد، قيادة الإخوان تشن حربا على الدولة المصرية، وتستخدم الحشود كدروع بشرية، هذا التصعيد سيؤدى إلى خسارة الجميع فى النهاية.
وأضاف الأنبا يوحنا أنه لا يوجد تيار أكبر من دولة، ولابد أن تدرك جميع التيارات السياسية فى مصر أنه لن يستطيع أيا منهم إلغاء الآخر.
ويرى الكاتب الكبير يوسف القعيد أن ما يحدث فى رابعة يندرج تحت مسمى "الهلاوس" وليس التجليات، والأدق أن يكون الحديث عن الجرب والأمراض المعدية التى انتشرت بين المعتصمين، بل أنهم لا يستحقون الحديث عنهم لأنهم معتدون والدولة أخطأت حينما تركتهم حتى الآن، ولابد من مواجهتهم بالقانون ومعاقبتهم على اعتداءاتهم على الدولة والشعب والقانون، وعدم الانجرار للرد عليهم بنفس أسلحتهم المتخلفة.
ويؤكد الروائى محمود الوردانى أننا سنعانى لسنوات بسبب إصرار الإخوان على العنف الذى هو حلقة مفرغة، لأنهم يستخدمون الكراهية كسلاح لهدم الوطن ويخرجون الأمر من نطاق الخلاف السياسى إلى شفا الحرب الأهلية، وفى هذا المناخ تشيع هذه الغيبيات وتعطل مسيرة المجتمع والثورة، وتمنع الناس من العودة للحوار وتشبع الجو بالكراهية، ويحذر الوردانى من استمرار جريمة استخدام الدين فى السياسة، وضرورة نص القوانين صراحة على ذلك، مؤكدا أن الشعب المصرى سيهزم الإخوان لكن سيستغرق وقتا طويلا للتخلص من آثارهم.