ليلى إسكندر من حى "الزبّالين" بالمقطّم للترشيح لوزارة البيئة.. اختارها منتدى «دافوس الاقتصادى» ليمنحها جائزة "شواب" للإبداع الاجتماعى.. وتمثل المنطقة العربية منذ عام 2005 فى الأمم المتحدة لمحو الأمية

الإثنين، 15 يوليو 2013 06:28 ص
ليلى إسكندر من حى "الزبّالين" بالمقطّم للترشيح لوزارة البيئة.. اختارها منتدى «دافوس الاقتصادى» ليمنحها جائزة "شواب" للإبداع الاجتماعى.. وتمثل المنطقة العربية منذ عام 2005 فى الأمم المتحدة لمحو الأمية ليلى إسكندر
كتبت منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليلى راشد إسكندر.. المرشحة لتولى حقيبة وزارة البيئة لم يكن اسمها من الأسماء المعروفة فى دوائر عالم المال والأعمال والاقتصاد، مثلما كان معروفًا بين سكان أحد أفقر الأحياء المصرية وهو حى «الزبّالين» بالمقطم، الذى أمضت فيه خمسة عشر عامًا تُطَبِّق فيه خبرتها ودراستها الأمريكية فى التعليم على أبناء الزبالين، وقد ذاع صيتها حين اختارها منتدى الاقتصاد الدولى فى «دافوس» ليمنحها جائزة "شواب" للإبداع الاجتماعى، نظير أعمالها التطوعية فى مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خلال انعقاد المنتدى فى شرم الشيخ.

الدكتورة ليلى إسكندر هى رئيسة مؤسسة التنمية المجتمعية وشركة استشارات (CID) التى حصلت على جائزة "أفضل ناشط اجتماعى لعام 2006" من منظمة "شواب"، على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى.

عملت الدكتورة إسكندر فى هيئة التحكيم الخاصة بجائزة اليونسكو الدولية لمحو الأميّة، وتمثل المنطقة العربية منذ عام 2005 فى الأمم المتحدة لمحو الأمية (UNLD)، وعقد التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD)، وتعمل كذلك مستشارة لشئون التعليم لدى الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA)، ومستشارة لشئون السياسات فى برنامج تحسين الأداء التعليمى للبنات (GILO)، وهو أحد المشاريع التعليمية التى تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمساعدة وزارة التربية والتعليم فى مصر على تحسين الأداء التعليمى فى عدد من المدارس المختارة فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، كما دخلت قائمة المبدعين الاجتماعيين الذين يصل عددهم لدى منتدى دافوس إلى 97 مبدعاً فى 40 دولة فى العالم.

تلقت فرق العمل التى تعمل تحت قيادة الدكتورة ليلى إسكندر جوائز فى مشاريع مجتمعية معنية بالنساء والشباب والأطفال.

كانت بدايتها عادية، فهى بدأت طالبة مصرية تتلقى تعليمها فى مدرسة الإرسالية البريطانية ثم حصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، وتزوجت وهاجرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة عام 1968، واستقرت بولاية كاليفورنيا وعملت فى إحدى الإدارات التعليمية الأمريكية وحصلت على شهادة من جامعة كاليفورنيا فى التربية، أهلتها للتدريس لطلبة الثانوى فى منطقة وادى السيليكون الشهيرة بصناعة الحاسبات وأجهزة الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.

ليلى إسكندر تمتلك خبرة ميدانية فى المجال البيئى وفتحت مكتب استشارى للاستشارات البيئية بجاردن سيتى، وتعد من الخبرات النسائية فى المجال البيئى، ومن الوجوه المألوفة فى المنتديات والمؤتمرات الدولية.

شاركت ليلى إسكندر فى مشروع "بساطة" المقام فى نويبع لتدوير المخلفات، كما شاركت فى ورش التدوير للقمامة بمنشية ناصر، وشاركت فى الدراسة التى أعدتها وزارة البيئة حول نقل مصانع تدوير القمامة فى المنطقة الكائنة خلف العبور.

قامت إسكندر بتدريس الاقتصاد لطلبة من أذكى الطلاب مما كان يشكل حافزاً للإبداع والتطوير فى طرق التدريس، وبعد عشر سنوات من النجاح فى عملها والحياة المرفهة فى الولايات المتحدة، انتابها الحنين إلى مصر وقررت العودة إليها، وقبل العودة للوطن عملت لمدة عام ونصف العام فى الصندوق الصناعى السعودى وهى خطوة هامة فى حياتها، تعلمت خلالها معنى «التنمية» حيث تقوم الدولة بتدخلات مخططة ترفع الاقتصاد فى اتجاهات معينة تقود إلى التنمية، بينما الوضع يختلف فى الولايات المتحدة حيث يقود القطاع الخاص السياسة الاقتصادية، وتهيئ له الدولة المناخ المناسب للانطلاق.

وبهذه الخبرة فى مجال التنمية من السعودية عادت إلى مصر عام 1981 ووجدت أن مفهوم التنمية فى مصر يختلف هو الآخر عن السعودية لأنه مرتبط بالفقر، وقررت أن تكون التنمية والتطوير هما هدفها، ولم تجد وظيفة تناسبها، وبعد فترة وجدت إعلاناً يطلب متطوعين للتدريس فى حى الزبالين بالمقطم، وتحمست للفكرة، وفى أول يوم رأت مدى الفقر وصعوبات الحياة التى يعيشها الزبالون فى هذا الحى، حيث يسكنون أكشاك من الصفيح والكرتون حول أكوام من الزبالة والحيوانات النافقة.

وهناك قررت أن تنقل خبرتها فى جامعة كاليفورنيا إلى حى الزبالين وقوامها التعليم الفردى، حيث ينطلق فى هذا النظام كل طالب فى دراسته وفقاً لقدراته دون انتظار للآخرين، وطبقت النظام بأدوات بسيطة وتمويل وهبات من أهل الخير وتبرعاتهم وأسست نظامًا يعتمد على محو الأمية والتعليم التنموى من خلال القصص والحرف البسيطة، وتزايد عدد الأطفال حتى وصلوا خلال ست سنوات إلى 300 طفل بعد أن بدأت بعشرة، وبالتوازى مع هذا العمل التطوعى فى حى الزبالين، طَبَّقَت نفس الأفكار فى بلدتها بمحافظة المنيا مع الفلاحين، وحاولت نقل النظريات فى التنمية وطرق التعليم إلى خارج المدرسة من خلال مشروعات يتم الربط بينها وبين التعليم خارج الإطار الرسمى، فأى مشروع مثل مشروعات إقراض المرأة أو الحرف اليدوية تضع له برنامجاً ومنهج عمل يتمركز حوله التعليم.

وتضرب ليلى إسكندر مثالاً لذلك بمشروع النول اليدوى للسيدات، حيث يتم وضع برنامج لتعليم الفتاة كيفية العمل على النول مع ربط النظافة الشخصية بحوافز العمل، فتأتى الفتاة بملابس نظيفة لأنها تعلمت أنه إذا اتسخ النسيج الذى تنتجه سينخفض الأجر الذى تحصل عليه، وفى نفس الوقت تتعلم أصول الحساب التى تؤهلها لتفهم كيف تبيع وتشترى وتتعلم القراءة فى إطار أسماء المنتجات وأسعارها، كذلك فى مشروعات تربية الأرانب يتعلم القائم بالمشروع كتابة المواعيد الخاصة بجداول نضج نوعيات الأرانب وطعامها ويتعلم الحساب وعمليات البيع والشراء وهكذا.

ولكن كيف تحول الأمر من عمل تطوعى إلى "بيزنس" أسست من خلاله شركة خاصة، وهل تحقق الشركة أرباحاً من خلال عملها فى التنمية؟ تجيب ليلى إسكندر: هناك عدد كبير من الجمعيات الأهلية بها رجال ونساء يقومون بأعمال تطوعية، وبدأت أتعرف على بعضها، ومع صعود تيار المشروعات الممولة من الجهات المانحة للتنمية، بدأت أقارن بين مشروعات تأخذ ملايين الدولارات ولا تحقق النتائج المرجوة منها.

أضافت إسكندر "هناك مشروعات أخرى تتم بتمويل ذاتى بسيط وتؤدى نتائج أكثر من المتوقع، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الشركة عام 1995 مع مجموعة من أصدقائى من القطاع الخاص وأسسنا الشركة برأسمال 60 ألف جنيه، على أساس أن تُقَدِّم خدمات تقليدية فى البداية مثل الاستشارات والتدريب والدراسات والأبحاث حتى نصل إلى القيام بمشروعات شراكة لتحقيق التنمية دون اللجوء إلى جهات مانحة، وهذا لا يعنى ألا نحقق ربحاً، لكن أن نعمل على أساس كيف نختار المشروعات التى تؤدى إلى تقوية وبناء المؤسسات، وقمنا بالعمل مع ثلاثة قطاعات هى الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية.

وتقول ليلى إسكندر: كان من المهم فى الشركة أن نقوم بتنظيم برامج تربط ما بين البيزنس والتنمية، وعلى سبيل المثال ساعدنا إحدى شركات الشامبو التى كانت تعانى من مشكلة الغش التجارى للعبوات الفارغة التى تحمل أسمها ويتم إعادة استخدامها، فأسسنا جمعية أهلية فى حى الزبالين، وعلمنا الأولاد أن يشتروا العبوات الفارغة (بأموال الجمعية الأهلية) ويقوموا بتكسير العبوات وإعادة تدوير البلاستيك والزجاج المكسور وبيعه للشركات وتحقيق عائد يعود جزء منه لبناء فصول ومشروعات جديدة للحى.

وتشير ليلى إسكندر إلى أن شركتها قامت بتصميم خرائط رقمية لكل ورشة فى حى الزبالين بالمقطم وعدد العمالة بها وحجم استثماراتها، موضحة أنه يوجد 600 مشروع صغير ومتوسط فى مجال إعادة تدوير المخلفات فى حى الزبالين، تورد المخلفات التى يتم تصنيفها إلى خمسين أو ستين مصنعاً على مستوى الجمهورية تعيد استخدام هذه المخلفات.

وتحلم ليلى إسكندر بأن ترفع الوعى بأهمية إعادة تدوير المخلفات، موضحة أن إحدى الدراسات التى قامت بها أكدت أنه فى حال فصل المخلفات من المنبع أى فى المنازل والمنشآت سيخلق كل طن من المخلفات 7 فرص عمل.

الجدير بالذكر أن الدكتورة ليلى إسكندر درست الاقتصاد والعلوم السياسية فى كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة، ودراسات الشرق الأدنى وتطوير التعليم الدولى بجامعة بيركلى فى كاليفورنيا، وجامعة كولومبيا بنيويورك.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد محمود

ما شاء الله

ياريت تكون الأختيارات كلها علي هذا المستوي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابرهيم

الى الأمام ياحفيدات حتشبسوت "فأنا لم الوث ماء النهر"

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمة

الحمد لله

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم .. سنى.. مش إخوان مزلمين ( من أبو زلومة يعنى )

ما شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد

من الشعب للشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم فهمى

اخيرأ

عدد الردود 0

بواسطة:

أميمه ناصر

مثال يحتذى به

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد رضا

نفتخر ونتشرف بنساء مصر العالمات

عدد الردود 0

بواسطة:

فيليب

حاجه تشرف .... مصر ولاده

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري أصلي

شباب يعني شباب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة