قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية إنه على الرغم من أن الجيش فى مصر له تاريخ طويل من التدخل فى السياسة، ويظل منصب وزير الدفاع من أقوى المناصب فى البلاد، إلا أن المحللين يقولون إن الجيش لا يرغب فى حكم مصر، ويبدو أنه على وشك التخلى عن بعض سلطاته على الأقل مع تقدم البلاد فى عملية انتقالية مضطربة.
وقال طارق رضوان، الخبير بالمجلس الأطلنطى، وهو أحد المراكز البحثية لأمريكية، إن الجيش كما ثبت مرارا وتكرارا، يمسك بالورقة الرابحة فى نهاية المطاف، وهو الطرف الأقوى.. لكنه لا يرى أن هذا يعنى أنه يريد أن يشارك فى عملية الحكم.
من جانبه، يقول مايكل وحيد حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية، إنه بعد "انقلاب" يونيو 1952، من قبل الضباط الأحرار، حصل الجيش على قدر كبير من المناصب الحكومية وترأس عددا من الشركات التى تم تأميمها، وكان الجيش يدير الأمور، إلا أن السلطة تحولت تدريجيا إلى حكم الرجل الواحد تحت حكم الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، وثلاثتهم من خلفية عسكرية. ويضيف حنا أنه داخل النظام كان الجيش هو الضامن الصامت لاستقرار النظام.
وفى عام 2011، قفز الجيش من مقعده الخلفى، وتولى المجلس العسكرى السيطرة، ليصبح أقوى قوى سياسية فى البلاد وحكم لمدة 16 شهرا حتى تم انتخاب مرسى.
ويقول المحللون إن الجيش تعلم من الماضى، ولا يريد قادته إدارة الشئون اليومية أو يخاطروا بسمعته. وفى ظل عدم وجود طموحات فى الحكم وحماية الامتيازات، فإن بعض الخبراء يقولون إن الجيش أطاح بمرسى بشكل رئيسى بسبب تهديداته للأمن القومى.
يقول روبرت سبرنجبورج، الخبير فى شئون الجيش المصرى وأستاذ الشئون الأمنية فى الكلية البحرية العليا فى كاليفورنيا، إن عدم الاستقرار الداخلى كان جزءا من تدخل الجيش، لكن أيضا من ضمن الأسباب السياسة الخارجية الفوضوية التى انتهجها مرسى. ويوضح الخبير الأمريكى أن الأمن القومى لمصر كان مهددا، وهو الأمر الذى لا يستطيع أن يخاطر به الجيش. وقدمت مظاهرات 30 يونيو الرمز الواضح للعالم بأن مرسى فقد شرعيته ومن ثم مكنت الجيش من التحرك.
ومع تعيين رئيس المحكمة الدستورية، عدلى منصور، رئيسا مؤقت للبلاد، يقول محمد قدرى سعيد الخبير فى الشئون العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن الجيش لا يستهدف السيطرة على البلاد. ويرى أن الجيش له وجود مهم، لكن فى نفس الوقت، يعتقد أنه لا يستطيع أن يقوم بالأمر لوحده، فيجب أن يحظى بدعم ليس الرئيس فقط، ولكن أيضا بدعم الشعب.
وفى الوقت نفسه، يقول سبرنجبورج إن سلطة الجيش فى المرحلة الانتقالية ستتقلص عقب تشكيل حكومة حازم الببلاوى، مشيرا إلى أن الأخير ليس بالشخص الذى يمكن أن يستسلم لما يمليه عليه الجيش. ويوضح الخبير الأمريكى الذى عرف الببلاوى لسنوات، أن الجيش قد تخلى عن قدر من السلطة لحلفائه المدنيين، ويتوقع أن يتخلى عن المزيد ما لم يحدث انهيار كامل للنظام.
صحيفة أمريكية: القوات المسلحة غير راغبة فى الحكم.. ولن تخاطر بـ"سمعتها" فى إدارة الحياة اليومية للمصريين.. "مرسى" مثل تهديداً للأمن القومى.. والببلاوى ليس من يستسلم لما يمليه عليه الجيش
الإثنين، 15 يوليو 2013 03:22 م
الفريق أول عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة