من يتأمل سلوك جماعة الإخوان وقدرتها على تنظيم مظاهرات واعتصامات وقطع طرقات، ورسم خطط وتكتيكات، يتساءل لماذا لم تفعل الجماعة كل هذا أثناء السلطة؟ ولماذا ظلوا طوال عامين ونصف يعلقون الفشل على شماعات، وعادوا ليعترفوا بوجود أخطاء، ولايريدون التراجع أو الاعتذار عن الاتهامات وشق الصف وتقسيم المصريين، والغرور والصلف الذى لم يره المصريون فى حكم من قبل؟.
الإخوان يعترفون بأن هناك متظاهرين ولهم مطالب، لكنهم سرعان ما يتملصوا من الكلام، ليعتبروا كل معارض متآمرا وصاحب أجندة، وحتى فى أوج انفعالاتهم ورغبتهم فى العودة ومخاطبة الجمهور، يصرون على خطاب عنصرى استبعادى يقسم الناس. كانوا طوال الوقت ينكرون سيطرة الجماعة على السياسة والرئيس، ونحن لم نر بعد مرسى سوى الجماعة. بل لم نر مرسى طوال عام كامل، كان خاضعاً لمكتب إرشاد شاخ وترهلت أفكاره.
خطط الجماعة وأفكارها ومخططاتها لم تظهر إلا بعد أن فشلوا فى السلطة، وإذا كانوا بهذه المهارة فى التخطيط والمناورة، والتظاهر، فلماذا لم تتوفر هذه المهارة عندما كان تحت يدهم النفوذ، أم أنهم فقط يجيدون التعطيل والحرق وقطع الطرق.
التنظيم الدولى والجماعة الذين يجتمعون لبحث مصيرهم ومستقبلهم، لماذا لم يجتمعوا لبحث تقديرات الموقف؟ ولماذا لم يبحثوا ويدرسوا ويتعرفوا على عالم السياسة، وتنوعات المجتمع؟. هم يتحدثون عن خطط لإعادة مرسى أو إنقاذ التنظيم، ولم يفكروا طوال عام أو أكثر فى دراسة تقديرات الموقف، واكتفوا بتقديم تقارير عن مؤامرات وهمية.
ولو فرضنا وجود مؤامرات يفترض أنهم رأوها وعرفوها ودرسوها، لماذا لم يتحركوا لمواجهتها سياسيا قبل أن تكبر؟، الجماعة تفضل موقع المظلوم والضحية، كان عليهم أن يتصرفوا كحكام وليس كجماعة، هذه الجماعة والتنظيم عليهم أن يجتمعوا ليعترفوا أنهم هم من أغرقوا أنفسهم. ومازالوا يفكرون بهذه الطريقة ليعودوا، وإن عادوا هل سألوا أنفسهم عن الشعب الذى يريدون حكمه؟، وهل يكتفون باعتبار الأمر كله مؤامرة سرعان ما تتراجع؟!.
الجماعة تصنف كل من ليس معهم أنه عدو، كيف تحكم بلدا من الأعداء، إلا إذا كنت تعتبر نفسك قوة احتلال، قيادات الجماعة يتحدثون عن الشعب، ويتجاهلون أن هذا الشعب هو نفسه الذى خرج عليهم وعارضهم ورفضهم، اختصروه فيمن انتخبوا شفيق، بينما أكثر من نصف من انتخب مرسى أعلنوا معارضتهم كما تسجل التقارير.
اليوم يفرحون ببوارج أمريكية، أو تصريحات أجنبية أو تركية، ولا يبحثون أبداً عن أن المصريين يرفضون هذا، وحتى هؤلاء الذين تعاطفوا مع الجماعة، ابتعد بعضهم بعد اكتشاف الاستقواء، وعدم الممانعة فى تدمير البلد مقابل السلطة.
الجماعة مازالت تفكر بنفس الطريقة السابقة، عاجزة عن قراءة الواقع أو التوجه للشعب بتنويعاته وتعدده، وليس بقسمته دينياً ومذهبياً وعرقياً، هو نفس شعب يناير، مضافاً إليهم من يشعرون بالخوف من الفشل، ومن يرون التهديد والوعيد ولايرون الأمل. إنهم مازالوا يفكرون فى تكتيكات، ولا يفكرون إذا عادوا ماذا سيفعلون، اسألوا أنفسكم بدلاً من الاستمرار فى خداع البسطاء والتفكير بعيداً عن خطط تدمير تقضى على دولة تريدون حكمها، وتهددون بحرقها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
بدون
هذا هو الحال عندما تصبح السلطه غايه وليست وسيله
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
انها ثقافة السمع والطاعة التى توقف نمو العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
الحقيقه المؤلمه