"الجارديان" ترصد تداعيات ثورة مصر على المنطقة.. الإطاحة بمرسى وجه ضربة لإخوان الأردن ودفعت النهضة فى تونس للتركيز على القضايا الوطنية.. وتربك إخوان ليبيا وألقت بشكوك حول أجندتهم المحافظة

الإثنين، 15 يوليو 2013 01:06 م
"الجارديان" ترصد تداعيات ثورة مصر على المنطقة.. الإطاحة بمرسى وجه ضربة لإخوان الأردن ودفعت النهضة فى تونس للتركيز على القضايا الوطنية.. وتربك إخوان ليبيا وألقت بشكوك حول أجندتهم المحافظة الرئيس المعزول محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تأثير الثورة التى شهدتها مصر فى 30 يونيو على المنطقة، وقالت إنها أحدثت موجات عبر الشرق الأوسط فى تونس وليبيا وغزة وإسرائيل وتركيا والأردن والمغرب، بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى.

ورصدت الصحيفة الأوضاع الراهنة فى هذه الدول، ففى تونس، قالت الجارديان إن الأحداث التى شهدتها مصر قد عززت حجج كل مؤيدى الحكومة المكونة من الإسلاميين والعلمانيين، فلا تزال الأحزاب السياسية فى البلاد تتعلم كيف تعمل فى ظل نظام ديمقراطى، ولا تزال العديد من القضايا عالقة بعد الثورة، بما فى ذلك توقيت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ومعاملة شخصيات النظام السابق، ومادتين فى الدستور الذى لا يزال قيد النقاش، تتعلقان بدور الدين.

ورحب بعض التونسيين بالإطاحة بمرسى، وكانت هناك محاولات متواضعة لتكرار حملة تمرد المصرية هناك، إلا أن قليلين فقط هم من يبدون استعداد للاستجابة لدعوات رموز النظام السابق لحل الحكومة التونسية التى يقودها الإسلاميون وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، حسبما تقول الصحيفة.

وأغلب التونسيين لديها مخاوف أخرى الآن، كالبطالة والتضخم والتباطئ فى إنعاش صناعة السياحة. وبعد عقود من الاستبداد، فإن تونس تعيد اكتشاف هويتها الوطنية. صحيح أن حزب النهضة تتبع أصوله الأيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، لكنه أيضا حريص على المطالب الشعبية التونسية. ومع مواجهة الإسلاميين فى مصر مزيد من القمع، فإن النهضة سيتجه للتعبير القوى عن التضامن. ومع اقتراب موعد الانتخابات سيتعين عليه التركيز على قضايا الناخبين التونسيين الوطنية.

وفى ليبيا، تقول الجارديان إن الثورة فى مصر أربكت إخوان ليبيا، وألقت بشكوك حول الأجندة المحافظة التى يأملون فى تطبيقها، حيث جاءت الإطاحة بمرسى بعد احتفال حزب العدالة والبناء الليبى بالنجاح بعد أن تم انتخاب حليفه نورى سهمين رئيسا للمؤتمر الوطنى. ورغم أن الحزب لم يفز فى الانتخابات البرلمانية إلا بـ 10% من المقاعد، إلا أنه منذ هذا الوقت استطاع جذب أعداد كبيرة من الأعضاء المستقلين ليصبح أقوى كتلة فى البرلمان.

وقد أدت المخاوف من رد فعل عنيف على الغرار المصرى إلى شكوك بشأن المحور الرئيسى لبرنامج الحزب التشريعى، وهو ما يسمى بقانون العزل، والذى يستهدف تطهير الإدارة من مسئولى عهد القذافى، حيث تم تمرير هذا القانون وسط مشاهد العنف مع اقتحام الميليشيات الموالية للعزل للبرلمان وإعاقة الوزرات الرئيسية بالحكومة والمطالبة بتولى الثوار الوظائف الرئيسية، وبعد شهر من تفعيل القانون، تلكأت الإدارة فى سن التطهير، وقادة الإخوان ليسوا فى حالة تسمح لهم الآن بفرض هذه المسألة خوفا من رد الفعل الشعبى.

وقد دفعت الأحداث فى مصر القوى المناهضة للإخوان فى شرق ليبيا إلى تأسيس نقاط تفتيش قرب الحدود لقبض على مسئولى الإخوان الهاربين. فى حين كانت حكومة التكنوقراط فى ليبيا فى موقف صعب من الانحياز لطرف ضد آخر فى مصر، فأولويتها هى الحفاظ على علاقات جيدة مع المنتصر فى القاهرة.

ومن غير الواضح مستوى الدعم الذى ستظل ليبيا تقدمه لمصر، بعدما قدمت لها مليارى دولار، وكان من المقرر أن توافق على بيع مليون برميل فى الشهر من النفط منخفض السعر.

والأهم من ذلك، أن فشل الإخوان فى ليبيا قد أثار شكوكا حول ما إذا كان هناك مستقبل لفرعها فى ليبيا. فحسبما يقول المحلل البريطانى أنتونى سكينر، فإن الليبيين الذين لم يصوتوا للإخوان قد أصبحوا متشككين بشكل أكبر حول مصالحهم على المدى البعيد.

فى غزة، لم تتحدث حماس كثير بشكل عام منذ الإطاحة بمرسى، إلا أن حالة التأهب سادت فى التنظيم بعد سقوط راعيها الإيديولوجى. ولا يريد مسئولو الحركة إقحام أنفسهم فى الشأن الداخلى المصرى، لكنهم يخشون من موجة جديدة من العزلة فى تناقض صارخ مع فرحتهم بنجاح الإخوان فى الانتخابات العام الماضى.

ففى هذا الوقت اعتقدت حماس أن الإسلام السياسى فى صعود، وأن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تخرج من عزلتها. لكن الآن، بعدما قطعت علاقتها بإيران وسوريا بعد الحرب الأهلية الأخيرة، وفى ظل مخاوف من إن الحكومة القطرية الجديدة لن تكون ودودة معها مثلما كان الأمير حمد، فإن حكام غزة فى بقعة وحيدة بشكل مفاجئ، وتشير الجارديان إلى أن حماس تواجه صراعا داخليا بين البراجماتية السياسية وميلوها الإصلاحية بقيادة خالد مشعل.

أما عن إسرائيل، فرغم أنها لم تقل شيئا علنا عن الاضطرابات فى مصر المجاورة لها، إلا أن هناك شعورا بالراحة فى توجيه ضربة للإخوان والتوقع بأن يستعيد الجيش الاستقرار والنظام فى البلاد.

ومع أنه لم تكن هناك علاقات رسمية بين الإخوان وإسرائيل، على التعاون الأمن ظل قوية بين الطرفين. وفى ظل مخاوف بسبب الهجمات الأخيرة فى سيناء تشير على دخول المتشددى الإسلاميين فى مواجهة مع الجيش، فإن إسرائيل تراقب الموقف عن كثب وتنسق مع القاهرة.

تركيا، من المتوقع أن يكون للأحداث فى مصر تأثير على تركيا التى أصبحت حليفا ذى أهمية للقاهرة تحت قيادة مرسى والإخوان المسلمين، وهناك سبب آخر لانتقاد رجب طيب أردوغان للإطاحة بمرسى، وهو تاريخ تركيا نفسه فى الانقلابات العسكرية التى أطاحت بالحكومات فى أعوام 1960 و1971 و1980، ومرة أخرى عام 1997، عندما أطيح بأول حكومة إسلامية فى تركيا بقيادة نجم الدين أربكان.

كما انتقد أردوغان الحكومات الغربية على صمتها وفشلها فى وصف الإطاحة بمرسى بأنه انقلاب عسكرى. وانضم قادة أتراك آخرون لأردوغان فى إدانة ما وصف بالانقلاب الذى اعتبروه أمر سيئء وقبيح.

وفى الأردن، كان سقوط مرسى ضربة للإخوان فيها، وقد رحب الملك عبد الله الثانى بها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة