بعد ثورة 30 يونيو المذهلة، وخروج الملايين الهادرة لاسترداد مصر من الضياع والسقوط والتخلف الحضارى ؛ لم يكن يدر فى خلد الثائرين أنهم سيرمضنون بعد الإفطار ويتسلون بهذا الكم الهائل من البرامج والمسلسلات وحتى المسابقات التى أقل ما يمكن وصفه بها بأنها تافهة وركيكة وسفيهة ومسفة لا ترقى لذوق المصريين قيد أنملة وذلك بالمنظور الفنى والثقافى والاجتماعى والأخلاق الشرقية، وسبق لى أن تساءلت منذ عدة سنوات لماذا هذه الأعمال غير الفنية تكون فى رمضان ورمضان بالذات مع سبق الإصرار والترصد، وقال بذلك الكاتب الليبرالى الناصرى أسامة أنور عكاشة قبل وفاته بعدة أشهر؛ ألا يصلح شوال أو ذو القعدة أو ذو الحجة أو يناير أو فبراير ليكون موسماً للمسلسلات؟ وهل الأمريكان والمكسيك وبلاد السند والهند وجمهوريات الموز لديهم مسلسلات فى رمضانهم كل عام؟ فبالإضافة للمسلسلات غير المعقولة والتى لا تقنع طفلاً ولا معتوهاً، فقد عادت برامج مستفزة والتى أقل ما توصف به أنها مقرفة وتثير الاشمئزاز، أضف إلى ذلك المسلسلات الكوميدية التى لا تضحك إلا إذا أوقفت الصوت وتبتسم على الهبل والعبط والسذاجة، وتضع السيناريو الذى يضحكك، والشىء العجيب أن مجموعة الفنانين الذين قرفونا فى الموسم الماضى هم من يستأثرون بمعظم الأعمال فى هذا الموسم، وقد يكون مقبولا فى الدراما الكويتية فهم حوالى ثمانية عشر ممثلاً وممثلة ويتكررون فى كل عمل ويبدو لقلة الفنانين فى مصر المندمجين فى الشلة الفنية المتحدة فإنهم أيضاً يستعينون بالفنانين السوريين واللبنانين والتونسيين وغيرهم على اعتبار أنهم يعوضون عنصر الجمال المفقود فى الممثلات المصريات، وأتساءل أين الثلاثة آلاف فنان مصرى والذين لا ينتمون للشلل الفنية وأين نقابة الممثلين وأين جبهة المبدعين الذين كان يجعرون فى الفضائيات فإذا كان هذا هو إنتاج المبدعين المصريين فخير لكم أن تحلوا جبهتكم وتسرحوا بالبيانولا وصندوق الزمان!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة