من الطبيعى أن أى زوجين تغمرهما كل السعادة والفرحة لمجرد علمهما بحدوث حالة الحمل لدى الزوجة، وبالتالى يتلقيان التهنئة والمباركة من جميع الأهل والأصدقاء وتتابع الأم الحامل حالتها الصحية وتطور نمو وحالة الجنين لدى أخصائية أمراض النساء والتوليد، وتتناول باستمرار الأغذية المتكاملة والتى يستفاد منها الجنين بصفة أساسية، وتكون اتجاهات الأم والأب إيجابية فى انتظار الضيف الغالى المنتظر.
يقول الدكتور جمال شفيق أحمد ـ أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، هذا هو ما يحدث داخل كل أسرة طبيعية وفى كل الأماكن والأزمنة المختلفة، إلا أنه فى حالة الطفل اللقيط فإن الأمر مختلف كلية وتماماً شكلاً وموضوعاً.
حيث إنه بمجرد علم كلا الطرفين سواء الأب غير المتزوج أو الأم غير المتزوجة بهذا الحمل المحرم، إلا ويبدأ كل منهما فى مواجهة الآخر وإلقاء اللوم عليه وتبدأ المشاكل والمساومات والتنازلات والاتهام والتهرب، وهذا فى معظمه يكون من طرف الزوج غير المتزوج ومعظم هذه الحالات تنتهى بتنكر الأب غير المتزوج لهذا الحمل ويطلب من الأم غير المتزوجة أن تتخلص من هذا الحمل وقد يفر ويهرب من هذه الجريمة وقد لا تجد الأم غير المتزوجة مفراً من جريمتها خوفاً من العار والفضيحة وانتقام أهلها منها إلى التخلص من هذا الجنين بشتى الطرق غير الصحية وغير المناسبة وغير الإنسانية.
وأوضح الدكتور جمال أن هذه المشكلة قد تتسب فى الإقبال على عدة وسائل للتخلص من هذا الجنين اللقيط.
أولاً
ـ فقد تتناول بعض العقاقير التى تؤذى بالجنين وتقتله
ـ وقد تتناول بعض الوصفات البلدية من رفيقات السوء
ـ وقد تقفز من أماكن عالية
ـ وقد تدخل من خلال عضوها التناسلى بعض الأجسام الغريبة
ـ وقد تحاول الانتحار
ثانياً
حتى إن استطاعت الأم غير المتزوجة من التخفى والهروب فإنها تحيا حياة سيئة ولا تتناول الأغذية الصحية المناسبة ولا تتابع حالتها الصحية وتطور نمو ونضج الجنين. وهذا ما ينعكس قطعاً بالسوء والسلب على حالتها الصحية وحالة الجنين كذلك.
ثالثاً
مما لاشك فيه أن الظروف النفسية السيئة والضغوط الانفعالية التى تواجهها الأم غير المتزوجة وحالة الخوف والهلع التى تعيشها نتيجة اكتشاف أحد أمرها وفضحه كل هذا يؤثر على حالتها الصحية وتغيير التركيبات الكيمائية للدم الذى يتغذى منه الجنين فيتعرض الجنين هنا للإصابة بالعديد من الأمراض.