أردوغان والغنوشى.. وقاحة استعداء مصر

الأحد، 14 يوليو 2013 06:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى أى مدى ستظل الخارجية المصرية صامتة أمام هذا التدخل الفج والقبيح من تركيا تجاه ما يحدث فى مصر، فأردوغان وأعوانه لا يملون ولا يكلون عن إعلان تدخلهم الصريح فى الشأن المصرى، دونما اعتبار لسيادة الدولة المصرية، متذرعا بمبادئ الديمقراطية التى لا يعلم هو ولا حزبه عنها أى شىء سوى أنها طريقة لبسط نفوذه على الدولة التركية، فى طريق تنفيذ مخططه لعودة الدولة العثمانية القديمة ليكون هو سلطان المسلمين، لذلك فأنه لم يتخيل يوما أن يسقط حليفه فى القاهرة الدكتور محمد مرسى، ليكون هو شخصيًا مهددًا فى حكمه، خاصة بعدما خرجت ضده تظاهرات أستخدم القوة والشرطة لقمعها.

نعم أن وزارة الخارجية استدعت السفير التركى لتبلغه احتجاجها على ما يتفوه به قادته فى أنقرة وما يبذلونه فى سبيل حلم عودة مرسى، لكن يبدو أن جنون العظمة الذى أصاب أردوغان جعل أحد تلاميذه وهو أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية يصرح ويقول إن بلاده ستبذل كل ما فى وسعها من أجل عودة الديمقراطية لمصر من جديد، ولم يكتفِ هذا الأوغلو بذلك وإنما أضاف وفقا لما نقلته عن صحيفة "جمهوريت"، "إنه لا يمكن لأى أحد إثنائهم عن ذلك، حيث تشكل تركيا ومصر محور نظام جديد فى منطقة الشرق الأوسط".

ما قاله أوغلو ومن قبله اجتماع أردوغان مع الممثل التونسى القدير، راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة، لبحث ما أسموه بالأزمة المصرية، هو نوع من التجاوز المرفوض الذى يجب أن يقابل برد فعل مصرى قوى ليس أقل من طرد سفرائهم من القاهرة واستدعاء سفرائنا من بلادهم، أو على الأقل أن نرسل لهم مجموعة من شبابنا لتعليمهم كيف يكون أردوغان أو الغنوشى ديمقراطيين فى حكمهم.

أعلم أن ما يقوله الغنوشى وأردوغان ويفعلانه سواء من تصريحات أو دعم مادى ولوجيستى للثورة المضادة فى مصر، هو نابع من قناعتهم الشخصية بحلم الخلافة، وأن شعبى البلدين يرفضان تماما مطامع الاثنين، لذلك خرج الشعبان التركى والتونسى طيلة الأيام والأسابيع الماضية فى مظاهرات رافضة لفساد وتسلط وديكتاتورية الحكم بالبلدين، وهو ما جعل أردوغان والغنوشى يخشيان من امتداد حركة تمرد لبلديهما، وأنا أبشرهم بأن تمرد التونسية والتركية لن تكون أقل قوة من نظيرتها المصرية، خاصة أن الشعبين التركى والتونسى اشتاقا كثيرا للحرية التى قمعها أردوغان والغنوشى.

ولا يمكن فصل ما يقوم به ويقوله أردوغان والغنوشى عما فعلته وتفعله ليل نهار سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، أنا باترسون، فهى متهمة من جموع الشعب المصرى بأنها رأس الراغبين فى الانقلاب على ثورة تصحيح المسار التى انطلقت فى 30 يونيه الماضى، وأطاحت بحليفها الاستراتيجى محمد مرسى، لذلك أجدنى مستغربا من عدم اتخاذ الخارجية المصرية أو رئيس الجمهورية المؤقت أى موقف تجاه هذه السفيرة التى أصبحت من وجهة نظرى شخصا غير مرغوب فيه على الأراضى المصرية، فالأجدى بالسلطات المصرية أن تلبغ نظيرتها الأمريكية بحالة الكره التى تعم المصريين من هذه السفيرة وأنه إذا لم يتم سحبها فإن العواقب قد تكون وخيمة، بعدما بدأ البعض فى التفكير نحو توجيه مظاهرات متتالية أمام مقر السفارة لمحاولة إجبارها على مغادرة مصر.

فليعلم أردوغان والغنوشى وباترسون أن المصريين هم من يقررون ما يريدون وأنهم ليسوا بتلاميذ فى مدرسة أحد، فهم لديهم القدرة على تعليم العالم كله متى وكيف يثور الشعب على الديكتاتورية والظلم ومن يعاونهما.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة