لفت الفنان الأردنى منذر رياحنة الأنظار إليه فى العام الماضى عندما قدم دور (دياب) فى مسلسل (خطوط حمراء) وساعدته اللهجة الصعيدى فى تقديم الدور ولم يظهر تأثير لهجته الأردنية فى أدائه كممثل، إلا أنه هذا العام عندما قدم دور (جابر) فى مسلسل (العقرب) لم يتمكن ولم يتدرب جيدا على أداء اللهجة المصرية خاصة أن البلطجى يكون له لهجة مصرية مميزة ومفردات معينة وهذا ما نجح فيه الفنان محمد لطفى الذى يجسد شحصية بلطجى إلا أن رياحنة لم يتمكن من لهجة البلطجى المصرى وظهرت لهجته الأردنية فى عدد من المشاهد، فعندما كان ينادى على والدته قال لها (يا مواى) وهذه لهجة معروفة عند أهل الشام فى ندائهم لأمهاتهم.
المشكلة فى الممثلين الأشقاء من الدول العربية الذين يمثلون فى مصر يعتقدون أن اللهجة المصرية سهلة واكتسابها أمر يسير مثلما اعتقد من قبل الفنان جمال سليمان الذى مازالت لهجته السورية تجدها فى أدواره التى يقدمها فعندما قدم دور الصعيدى قدمه بلكنة سورية وقدم البورسعيدى بلكنة سورية وستجد أيضا جومانة مراد وهيفاء وهبى ودرة مازالت هناك لكنة مختلفة عن المصرية تظهر فى أدائهم كممثلين ربما يكون إياد نصار هو الوحيد الذى يحاول جاهدا ألا يظهر لهجته ويذاكر دوره ويتدرب جيدا على اللهجة وعندما قدم دوره فى مسلسل (الجماعة) وجسد شخصية حسن البنا لم يخرج عن الأداء باللهجة المصرية وربما يكون ياسر المصرى لم يظهر فى دور نكتشف من خلاله مدى إتقانه للهجة أو تاثره بلهجته الأردنية.
الممثلون اللبنانيون الذين كانوا يشاركون فى الأفلام المصرية القديمة فى كلاسيكيات السينما لم يقعوا فى هذا المطب، وكانوا يمثلون بلهجتهم مثلما قدم بشارة واكيم وأليسا مؤدب أدوارهما فى السينما مع كبار نجومها آنذاك إسماعيل ياسين وأنور وجدى ويوسف وهبى ولم يجرؤ ممثل منهم على تقديم دور مصرى شديد المصرية كأن يقدم مثلا دور صعيدى او فلاح أو بلطجى لكنهم كانوا لهم وجود فى أدوار محددة ويمثلون بلهجتهم ولم تخرج عن هذا السياق غير الفنانة صباح التى أجادت اللهجة المصرية وأيضا الفنانة فايزة أحمد التى شاركت فى أفلام سينمائية لكنها أتقنت اللهجة بعكس بشارة واكيم وإلياس مؤدب اللذين ظلا يمثلان بلهجتهما دون محاولات للتمصير فى أدائهما ونجحا وأحببهما الجمهور على هذا النحو، فأهلا بمن يتقن المصرية ويمثل بها ومن لم يستطع إتقانها عليه بالتمثيل بلهجته حتى إشعار آخر.