رجال القصر بعد ثورة 25 يناير.. عنان والفنجرى والروينى أداروا المرحلة الانتقالية.. والحداد وطهطاوى وباكينام حكموا الاتحادية فى عهد المعزول.. والبرادعى والمسلمانى وحجازى وشاهين يصنعون قرار الحكم المؤقت

السبت، 13 يوليو 2013 05:37 م
رجال القصر بعد ثورة 25 يناير.. عنان والفنجرى والروينى أداروا المرحلة الانتقالية.. والحداد وطهطاوى وباكينام حكموا الاتحادية فى عهد المعزول.. والبرادعى والمسلمانى وحجازى وشاهين يصنعون قرار الحكم المؤقت قصر الاتحادية
تقرير يكتبه محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل عصر حكامه، ولكل قصر رجاله، ولكل قرار صانعوه ومتخذوه، وبتغير الأنظمة فى مصر بداية من اندلاع ثورة يناير 2011، يتغير الحكام والرجال وصانعو القرار، ففى الشهور الأولى بعد نجاح ثورة يناير كان حاكم الدولة هو رئيس المجلس العسكرى المشير محمد حسين طنطاوى وشاركه فى اتخاذ القرار 18 من قادة القوات المسلحة فى المجلس العسكرى.

لم يكن قصر الاتحادية وقتها هو مكان إدارة البلاد إنما كانت الأمانة العامة لوزارة الدفاع، ولم يتعرف الشعب على رجال القصر بقدر ما تعرف على رجال الجيش أمثال الفريق سامى عنان فى صورة الرجل الثانى، واللواء ممدوح شاهين فى صورة فقيه القانون، والدستور واللواء محسن الفنجرى فى صورة تحية الشهداء واللواء حسن الروينى فى صورة ضابط الجيش بميدان التحرير واللواء إسماعيل عتمان فى صورة صاحب أول مؤتمر صحفى للجيش.

شهور قليلة وجلس الدكتور محمد مرسى، كأول رئيس مصرى منتخب على كرسى الحكم بقصر الاتحادية ومن حوله أهله وعشيرته بجماعة الإخوان المسلمين والذين انقسموا إلى فريقين الأول، يطلق عليه رجال القصر، والثانى فريق صناع القرار، ورجال القصر ارتبط عملهم بالأساس داخل القصر الجمهورى بينما صناع القرار ارتبط عملهم بالأساس داخل مركز طبخ القرار الرئاسى فى مكتب الإرشاد بالمقطم.

عرف الشعب رجال القصر بداية من اليوم الأول لمرسى فى الحكم، وحظى بالظهور الأول من رجال القصر المهندس أسعد شيحة حاملا الميكروفون لمرسى من على منصة التحرير فى خطاب القسم الشهير، بينما حظى بالظهور الأكبر الدكتور ياسر على، الذى شغل منصب المتحدث الإعلامى لـ6 شهور فى بداية حكم مرسى، أما عصام الحداد وأحمد عبد العاطى فهما الشخصيتان الأكثر نفوذا داخل القصر، الأول هو وزير خارجية مرسى الحقيقى، وممثله فى الخارج بكافة الدول والمنسق الأول للعلاقات الدولية، والراسم الفعلى لخريطة العلاقات الخارجية، أما أحمد عبد العاطى مدير مكتب رئيس الجمهورية فهو صاحب أجندة مواعيد الرئيس، والذى لا يتحرك مرسى خطوة إلا بميعاد مسبق منه.

رفاعة الطهطاوى وأيمن كانا من أبرز رجال القصر أيضا فى عهد مرسى، فالأول رئيس ديوان رئاسة الجمهورية والثانى المستشار السياسى للرئاسة ومنسق اللقاءات السياسية للرئيس، ويتبقى سيدة القصر الوحيدة الدكتورة باكينام الشرقاوى صاحبة حوار حوض النيل الذى تم إذاعته على الهواء دون إخطار الحاضرين ما تسبب بضرر للأمن القومى لما تضمنه من هجوم على الدولة الأثيوبية ومشروع سد النهضة.

الفصل الثالث فى حكم مصر بعد حكم العسكر والإخوان هو حكم الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، ويتميز هذا الحكم بنفس مواصفات الحكم الطبيعى من رجال القصر ودوائر صنع القرار لكنهم هذه المرة ليسوا أبناء تنظيم مثل جماعة الإخوان المسلمين أو أبناء مؤسسة كبيرة مثل الجيش المصرى فهم شخصيات محدودة تعد على أصابع اليد، يجتمعون للمرة الأولى قصر الاتحادية ويلعب كل منهم دورا للمرور بمصر فى المرحلة الحرجة.

رجال قصر الحكم المؤقت هم الدكتور محمد البرادعى نائب الرئيس للشئون الخارجية والعلاقات الدولية وأحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية والدكتور مصطفى حجازى المستشار السياسى لرئاسة الجمهورية والمستشار على عوض صالح، مستشار الرئيس للشئون القانونية والدستورية، واللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكرى مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية واللواء أركان حرب عبد المؤمن فودة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية.

حتى كتابة هذه السطور لا توجد خطوط فاصلة بين مهام كل رجل من رجال القصر لسبب هام، وهو عدم اكتمال مؤسسة الرئاسة وحداثة تشكيلها، وهو الأمر الذى يدفع كل رجال القصر لأن يقوموا بأعمال متباينة، فالمسلمانى الذى يشغل بالأساس مستشارا إعلاميا تجده مثلا ينظم لقاء للرئيس مع وفود خليجية، فى حين أن تلك المهمة إحدى المهام الأصيلة لرئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وكذلك تجد البرادعى الذى يعمل بالأساس نائبا للرئيس لشئون العلاقات الخارجية يعكف مع الدكتورة منى ذو الفقار على إعداد تعديلات جديدة فى الإعلان الدستورى، فى حين أن تلك المهمة أحد الأعمال الأساسية للمستشار على عوض صالح نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ومستشار الرئيس للشئون القانونية.

كل تلك الأعمال المتباينة لرجال القصر فى الأيام الأولى بقصر الاتحادية بدأت تأخذ شكلا أكثر وضوحا فى الأسبوع الثانى للحكم المؤقت، فالمسلمانى المستشار الإعلامى والمتحدث الإعلامى باسم الرئاسة، أجرى عدة لقاءات بأساتذة فى الإعلام لرسم خريطة إعلامية منظمة لرئاسة الجمهورية تضمن لها تقديم خدمة إعلامية منتظمة لوسائل الإعلام والصحف المصرية والأجنبية وتحافظ على صورة الرئاسة أمام العالم، خاصة بعد تضارب المفاهيم حول ما جرى فى مصر بين كونه ثورة حقيقية خالصة أم أنها ثورة أيدها التدخل العسكرى أم أنها انقلاب عسكرى خالص.

أبرز لقاءات المسلمانى لهيكلة قطاع الإعلام برئاسة الجمهورية كانت مع الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبد العزيز، وفى اللقاء اتفق الطرفان على رؤية جديدة لتحسين الخطاب الإعلامى لرئاسة الجمهورية، وتقديم تحليل مضمون لكل ما تتناوله وسائل الإعلام عن الشأن المصرى.

دور المسلمانى بالرئاسة لا يقف إلى حد الإعلام إنما يتمثل أيضا فى تقديم ترشيحات للحقائب الوزارية فى الحكومة الجديدة بالإضافة إلى إجراء اتصالات هاتفية بالشخصيات العامة المرشحة لتوليها.

خلفية المسلمانى كباحث سياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية تدعمه بقوة لأن يكون طرفا لاعبا فى دوائر صنع السياسة برئاسة الجمهورية والتشاور بين كل القوى السياسية حول الأوضاع، ولكن ليس المسلمانى الطرف الأوحد فى ذلك الملف، خاصة أن الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور اختار مستشارا متخصصا للملف السياسى وهو الدكتور مصطفى حجازى.

اختيار حجازى كمستشار سياسى للرئيس يزيد من ثقل مؤسسة الرئاسة وعمق فكرها وتفاوضها فى حل المشاكل التى تواجها خاصة أن سيرة حجازى ممتلئة بعدد من المحطات الفكرية الهامة بداية من حصوله على دكتوراة الفلسفة فى الهندسة والإدارة الاستراتيجية للأزمات من جامعة جنوب كاليفورنيا وعضويته بالمعهد الإدارى لحوكمة الشركات واللجنة الاستشارية للبنك الدولى ومجلس أمناء المؤتمر العالمى الإسلامى للتنمية، فضلا عن أنه أحد مؤسسى التيار المصرى فى أبريل 2012، وهو التيار الذى سعى لتقليل فجوة الصراع بين القوى الإسلامية والمدنية عقب الاستفتاء على الدستور.

الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أحد أهم رجال القصر الفاعلين وتعيينه كنائب لرئيس الجمهورية لشئون العلاقات الخارجية يخدم صورة الرئاسة خارجياً فى ظل الجدال الدولى حو وضع مصر بعد 30 يونيو.

تاريخ البرادعى الطويل فى العمل الدولى واختياره ضمن أهم 10 مفكرين فى العالم يزيد من ثقل مصر عندما يمثلها البرادعى فى أى محفل من المحافل الدولية، فضلا عن أن البرادعى الذى شارك فى بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسى بعزل مرسى يقدر تماما المسئولية الوطنية الملقاة على عاتقه فى الفترة الحالية الحرجة لإدارة المرحلة الانتقالية وإنجاحها.

ولا يكتفى البرادعى فقط بالقيام بمهام نائب الرئيس للشئون الخارجية إنما يهتم أيضا بوحدة الصف الداخلى، فكان حريصاً منذ صدور الإعلان الدستورى على احتواء شحنات الغضب لدى كل القوى السياسية وإقناعهم بأنه مؤقت وتعديله أمر حتمى، فضلاً عن أنه كان حريصا أيضا أن يرافق الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة فى زيارته الأولى إلى مجلس الوزراء لتدعيمه ومساندته لحين اختيار المجلس بكافة تشكيله.

المستشار على عوض صالح مستشار الرئيس للشئون القانونية هو أحد رجال القصر المرتبطين بالرئيس المؤقت عدلى منصور بصداقة تمتد لسنوات طويلة فى العمل سويا بالمحكمة الدستورية العليا، وهو الوحيد الذى انتدبه رئيس الجمهورية من الدستورية للعمل معه بقصر الرئاسة.

صالح يهتم بالأساس بكل ما هو قانونى ودستورى وهو الذى كتب الإعلان الدستورى بخط يده، وتولى دمج بنود عديدة من دستور ،2012 المعطل فى الإعلان الدستورى وهو صاحب فلسفة الصياغة فى المادة الأولى من الإعلان الدستورى التى حافظت على تعريف الدولة وهويتها دون خلق مشاكل جدلية بين حزب النور وباقى القوى الإسلامية، وجاء نص المادة "جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة، والإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية التى تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنة والجماعة، المصدر الرئيس للتشريع".

رجل القصر قبل الأخير هو امتداد لرجال الجيش فى عهد المجلس العسكرى، وهو اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية، فشاهين رجل عابر للمراحل، فكان بالأساس مهندس الإعلانات الدستورية للمجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية ثم ممثل القوات المسلحة فى الجمعية التأسيسية للدستور فى عهد الرئيس محمد مرسى، ثم ممثلاً للقوات المسلحة بقصر الاتحادية بصورة غير مباشرة فى عهد الرئيس المؤقت عدلى منصور، فهو رجل الجيش فى القصر رغم عدم توليه منصب رسمى بالقصر، ويكفى أن شاهين من أوائل الشخصيات التى اجتمع بها الرئيس فى اليوم الأول لمباشرة عمله رئيسا فى قصر الاتحادية.

الاسم الأخير من رجال القصر هو اللواء أركان حرب عبد المؤمن فودة الذى تولى منصب رئيس الديوان خلفاً للسفير محمد رفاعة الطهطاوى، وبحسب اللوائح الداخلية للعمل بالرئاسة فإن أعمال فودة أغلبها إدارية وتتعلق بتنظيم الاجتماعات وتلقى المراسلات والمخاطبات وتنظيم السفريات والتنقلات.

ولكن الشاهد الوحيد فى فوده أنه قبل أن يتولى رئيس الديوان عمل كبيرا للياوران فى عهد مرسى وكان شاهد عيان على كل الوقائع التاريخية فى عهد مرسى، وأهمها إقالة المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، وتعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع، وحضر فوده لحظات إدلاء السيسى القسم أمام الرئيس المعزول محمد مرسى، وجسدت الصورة الشهيرة لإدلاء القسم تلك اللحظات، حيث كان يقف فوده إلى جوار الدكتور هشام قنديل والسفير رفاعة الطهطاوى.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة