تريزة سمير تكتب: أمريكا وديمقراطية الدماء

السبت، 13 يوليو 2013 01:12 م
تريزة سمير تكتب: أمريكا وديمقراطية الدماء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان يوم 30 يونيو2013، علامة فارقة فى تاريخ الثورة المصرية فهو مسار جديد من مسارات ثورة 25 يناير فخروج المصريين فى كل ميادين وشوارع مصر مطالبين برحيل النظام الإخوانى الفاشل بكل سياسياته، وسقوط محمد مرسى، أول رئيس مصرى منتخب.. كما كان يكرر ذلك الرئيس المعزول فى جميع خطابته تلك الجملة التى كرهناها جميعا، وكرهنا كل ما يأتى عن طريق الصندوق.. فمنذ نجاح ثورة 25 يناير وأخفق الصندوق فى الاختيار بما هو صالح لمطالب ثورة 25 يناير بدءآ من 9 مارس 2011 والاستفتاء على مواد الدستور الذى كان من المفترض أن يموت مع نجاح ثورة 25 يناير، وباستخدام اللعب باسم الدين نجحت " نعم " للتعديلات الدستورية. . وتلى بعد ذلك الكثير من الإخفاقات والمنحنيات فى مسار ثورتنا، فاكتسح التيار اليمينى المتشدد برلمان مجلس الشعب، وبعدها الشورى ،ثم الانتخابات الرئاسية ولم يحقق أى مطلب من مطالب ثورة 25 يناير، ثم جاء الدستور التاريخى الذى جاء على دماء أبناء الوطن فى موقعة " الاتحادية " تلك الموقعة التى خرجت فيها الميليشات المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين.. والتى تمسك فيها "محمد مرسى" بالاستفتاء على الدستور رغم الدماء والاعتراضات من قبل الكثير من أبناء الوطن، وبعد خروج الآلاف من المعارضة واعتصام البعض استمر "مرسى" فى عناده وقام بالاستفتاء الدستورى الباطل الذى لم يشارك المصريون بكتابته، بل جاء عن طريق جمعية تأسيسية باطلة فى الأصل، حيث قامت فئة واحدة وفصيل واحد بوضع الدستور المصرى بعد الثورة المجيدة، وتم القضاء على التنوع والتوافق الوطنى. . يومها طالبت من الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فى أحدى اجتماعات الهيئة العليا أن ننسحب من معركة الدستور لإنها باطلة.

واختارت جبهة الإنقاذ الوطنى أن تستمر فى المعركة لتسير وفق قواعد الديمقراطية وحتى لا يتهمنا التيار اليمينى المتطرف بأننا نبتعد خوفا من الخسائر أمامهم.. وبعد معركة الدستور وحصول التيار المدنى على 33% تقريبا من المصوتين برفض الدستور، قيم التيار المدنى نسبته فى الشارع، وقيمت أمريكا قوى المعارضة ولأول مرة تدعوا أمريكا قيادات المعارضة للحوار، لأول مرة ترى المعارضة من خلال " الصندوق". . أمريكا لم ترى الدماء التى سالت قبيل الاستفتاء على الدستور، أمريكا لم تسمع او ترى عنف الإخوان المسلمين، ورغم أنها الدولة التى تراعى حقوق الإنسان لم تفعل أى شيء عندما قضى الإخوان المسلمون وتيار اليمين المتطرف على جميع المواثيق الدولية، أمريكا لم تفعل شيئا عند إهانة القضاء، أو عند الإعلان غير الستورى الذى اعتبر فيه "محمد مرسي" أنه فوق المحاسبة والمساءلة وفوق أى سلطة محصنا الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى الباطل، الإعلان الذى قضى فيه على السلطتين القضائية والتشريعية.. لم تفعل أمريكا شيء عندما خالف التيار اليمينى اتفاقية " السيداو" فى إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وظلت الجهود النسوية تصارع من أجل حقوقهن السياسية والمشاركة فى العمل العام، أمريكا لم تفعل شيء عندما أطلق التيار اليمينى المتطرف ونظام مرسى دعاوى بالتحرش بالمرأة المصرية فى ميادين مصر فى المظاهرات المعارضة للنظام السابق " الفاشى " ولم تفعل شيء إزاء الأحداث الطائفية التى اندلعت فى مصر أثناء توليه الرئاسة.

والآن أمريكا ترى أن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى وليس بثورة شعبية مصرية خالصة خرج فيها المصريون بكل فئاتهم، بكل تنوعاتهم بكل عظمتهم.. لا أعرف لماذا ترى أمريكا أن المسار الديمقراطى لا يأتى إلا من خلال "صندوق الدماء" لم تر صناديق الشهداء التى صرخت من أجل إسقاط النظام.. والآن أقول
نحن كمصريين اخترنا الحرية والحياة، ونحلم بمصر قوية وفوق الجميع، نريد أن نكون أحرار ونحدد مصير بلادنا. . نريد أن تقود مصر العالم كله، ولا نكون مجرد تابع، فلابد أن تكفى عن دعم النظام الدامى، لابد ان تكفى عن التدخل فى شئوننا، ولا تهددى مصر بقطع المعونة لأننا لا نحتاج إلى أى معونة.. فقط نحتاج إلى التحرر من قيودك. . تجمعنا فقد العلاقات الإستراتيجية، وعلاقة الند بالند. . نحن لسنا ضعفاء وقادرون على تقديم كل مانملك من مال ودماء من أجل بلادنا ومن أجل كرامتنا ومن أجل " العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية " تلك هى مطالب ثورتنا . . وتطلعات شعبنا.

نستطيع الاستغناء عن المعونة الأمريكية التى جاءت أعقاب اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، والتى تصل إلى 2.1 مليار دولار، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية و1.3 مليار دولار معونة عسكرية أى مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالى الدخل القومى " لذا نستطيع الإستغناء عن تلك المعونة حتى نستطيع الاستقلال الاقتصادى والسياسى " فالشعب الذى خرج من أجل الدفاع عن حريته بلا خوف أو تردد قادر أن يدفع آخر مليم يملكه من أجل "الوطن.. مصر".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة