تابعت وسائل الإعلام الدولية حملة العنف الضارية، التى يشنها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، على الأقباط فى مصر عقابًا على مشاركتهم فى الاحتجاجات الشعبية، فى 30 يونيه، التى أسقطت مرسى، حيث تعرّض الأقباط فى العديد من أنحاء الجمهورية لاعتداءات عنيفة على يد أنصار الإخوان ومرسى.
صحيفة "الفايننشيال تايمز" قالت إن عزل الرئيس الإسلامى قد أشعلت موجة متصاعدة من الهجمات والاعتداءات ضد الأقباط، شملت أعمال خطف وقتل ونهب لأماكن العبادة، وذلك بسبب الاتهامات الموجهة ضد الأقباط، والتى تزعم أنهم وراء إسقاط مرسى.
وأشارت إلى أنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية قُتل ما لا يقل عن 9 مسيحيين فى أنحاء البلاد، من بينهم كاهن وتم العثور على جثة مفصولة عن الرأس لتاجر مسيحى كان مخطوفًا، فيما تَعَرَّضَ ما يزيد على 12 كنيسة فى مصر للهجوم والتدمير فى موجة شديدة من الاضطهاد يزيد من اشتعالها خطاب الإسلاميين الغاضبين جراء الإطاحة بقائدهم.
وتقول الصحيفة "أنصار مرسى من الإسلاميين لم يروا على المنصة بجانب السيسى أثناء إعلان الإطاحة بالرئيس المعزول سوى البابا تواضروس الثانى، على الرغم من حضور الإمام الأكبر أحمد الطيب، وممثل حزب النور المتشدد السفلى، ونقلت عن القس أيوب يوسف، كاهن كنيسة بسيناء تم تفجيرها الأمر الذى أدى إلى لجوئه للقاهرة، قوله "لا يمكننى اتهام فصيل بعينه فى هذه الجرائم، ولكن التحقيقات ستحدد هذا الأمر"، مطالبا الحكومة الجديدة الحالية بسرعة إجراء التحقيقات.
وأضاف "تم قتل أربعة مسيحيين فى قرية نجع حسان بمحافظة الأقصر، وحرقت العشرات من منازل المسيحيين بعد مقتل رجل مسلم فى أعمال شغب طائفية، ويوم 3 يوليو بمجرد إعلان السيسى عن نهاية فترة حكم مرسى تم الهجوم على كنيسة بمدينة مرسى مطروح".
من جانبه قال الأب بجيمى بولا، إنه سمع صوت تبادل إطلاق النار بين جماعة إسلامية وبين القوات المسلحة حوالى الساعة العاشرة والنصف مساء، وبعدها بساعتين تقريبا قامت جماعة غير معروفة بإلقاء الحجارة بعنف شديد على كنيسة "العذراء مريم" بمدينة مرسى مطروح، واستغاث بالقوات المسلحة، مضيفا أن الأمر ببساطة يتلخص فى أن الإسلاميين يضطهدون كل من لا يشاركهم أفكارهم.
فيما قالت صحيفة "التايمز"، إن الجريمة البشعة التى شهدت فصل رأس القبطى مجدى نجيب عن جسمه فى مدينة الشيخ زويد فى سيناء تحمل بصمات جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، التى ذاع صيتها فى سوريا، وذلك وفق مسئولين مصريين.
وأوضحت الصحيفة أن الجريمة تأتى ضمن سلسلة من أعمال العنف فى سيناء منذ الإطاحة بمرسى، وأضافت أن أنصاره الذين يشعرون بغضب شديد، مما وصفوه بالانقلاب العسكرى شَنّوا هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن، خصوصًا فى سيناء، كما استغلت الجماعات الجهادية الفرصة وأطلقت صواريخ على إسرائيل وهَدَّدَت السفن العابرة فى قناة السويس.
وأشارت، وفق مقتطفات نقلها موقع BBC عن الصحيفة، أن الوضع فى سيناء أصبح خطيرًا للغاية مما دعا الجيش المصرى على إرسال آلاف الجنود مدعومين بالمروحيات ومقاتلات جوّية من طراز "إف– 16" لمواجهة المسلحين هناك.
وتتابع التايمز أن المسيحيين فى مصر، خصوصًا فى سيناء، أصبحوا عرضة للخطر إذ يتهمهم أنصار مرسى بدعم انقلاب الجيش، ونقلت عن أحد سكان البدو ويدعى حسين إبراهيم قوله "المسيحيون مُستَضعَفون فى سيناء، حيث لا يتمتعون بحماية القبائل أو شيوخها وهم مُهَدَّدون طوال الوقت".
وقالت قناة "فوكس نيوز"، إن الإسلاميين المتطرفين، الذين يعيشون حالة من الغضب العارم جراء الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، باتوا يصبّون غضبهم بشكل واضح على الأقلية المسيحية التى صارت كبش فداء، وذلك على الرغم من أن مرسى لم يحظَ مطلقًا بشعبية واسعة النطاق.
وأشارت القناة الإخبارية الأمريكية إلى أن الأقباط صاروا هدفًا لغضب الإسلاميين فى المرحلة الراهنة، وتَحَدَّثَت عن عددٍ من الاعتداءات الإرهابية البشعة مثل العثور على جثة التاجر المسيحى، الذى كان قد اِختُطِفَ الأسبوع الماضى من مدينة الشيخ زويد، وحادثة مقتل القس مينا شاروبيم على يد مُسَلَّحين، السبت الماضى.
وتقول القناة إن هذه الجرائم تأتى لتؤكد على تصاعد الهجمات ضد الأقباط وكنائسهم بسبب ما يتردد من شائعات تزعم أن القادة المسيحيين هم العقل المدبر لخطة الإطاحة بمرسى.
وتضيف أن المجتمع المسيحى فى مصر، الذى عانى كثيرًا على مر التاريخ من التهميش المتعمد والاعتقال والتعذيب، بدون أدنى شك كان جزءًا من حركة الاحتجاج الشعبى، التى ضغطت للإطاحة بمرسى، ولكنه لم يكن بمفرده، حيث شملت هذه الحركة كافة أطياف الشعب المصرى وفئاته المختلفة.
وقال خيرى أباظة، كبير الباحثين فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "الأقباط لعبوا دورًا مهمًا فى الإطاحة بمرسى، فلقد كانوا ضمن ما يقرب من 30 مليون مصرى خرجوا إلى الشوارع فى مشهد يعرض وحدة الشعب مصر بالرغم من تنوّعه الفكرى، معلنين أن مصر بلادهم كما هى بلد كل مسلم على حدٍ سواء".
وأضاف أباظة أن هناك مخاوف عديدة بشأن انتقام أنصار مرسى من المسيحيين وكنائسهم تعبيرًا عن غضبهم، وخاصة بعد أن أدانت جماعة الإخوان المسلمين دعم البابا تواضروس الثانى لعزل مرسى بشكل علنى.
وأكد أن هناك تضامنًا قويًا بين المسلمين والمسيحيين فى مصر الآن لمواجهة التطرف، مشيرًا إلى أن العامين الماضيين كانا بمثابة دعوة لليقظة لكل المصريين بوجود خطر يهدد الوحدة الوطنية.
الصحف الغربية تسلّط الضوء على استهداف أنصار مرسى للأقباط: الإسلاميون يعاقبونهم على دورهم فى ثورة 30 يونيه.. ومسئولون: جريمة فصل رأس قبطى عن جسمه تحمل بصمات "جبهة النصرة" السورية
السبت، 13 يوليو 2013 08:48 م
ثورة 30 يونيه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب
يجب ابادتهم
التعليق فوق