عشاق شرب القهوة يعرفون جيدا المعنى الحقيقى لـ"السبرتاية" التى بدأت فى التحول عن وظيفتها الأساسية فى صناعة القهوة العثمانلى إلى مجرد ديكور تستعين به العرائس فى أركان منزلها.
لمن لا يعرف السبرتاية فهى عرفت بهذا الاسم لأنها كانت تعمل بالسبرتو الأحمر وكانت من أهم مكونات البيت المصرى القديم، أسأل جدتك عنها وأنت تعرف كيف كانت تستمع بشرب فنجان القهوة وسط جيرانها وضيوفها بعد وضع "كنكة" القهوة قرابة الربع ساعة على السبرتاية لتسويتها جيدا، فلم تتمكن من شرب فنجان قهوة بدون "وش" سميك القوام.
اعتدنا فى مشاهدة الأفلام السينمائية القديمة رؤية ربة المنزل تضع السبرتاية على صنية دائرية وحولها برطمان للبن وأخر للسكر، وفناجين القهوة، وكانت دائما ما تظهر الفنانات أمثال زنات صدقى وأمينة رزق وهم سارحون أثناء صناعتها فتفور القهوة.
تصنع السبرتاية إلى اليوم فى ورش تصنيع النحاس بمنطقة النحاسين فى حى الجمالية بالقاهرة، وتباع لدى تجار الأدوات المنزلية، ويكثر وجودها فى ميدان العتبة وأسواق "الموسكى" و"حارة اليهود"، حيث بدأت مؤخرا تأخذ بعدا جماليا فكثر استخدامها كقطعة ديكور فى المنازل، ولأنها مصنوعة من النحاس فتم تطويرها بإضافة النقوش عليها عبر فنيى الحفر والنقش اليدوى، بوضع زخارف عليها.. وهو ما يجد إقبالا من جانب السياح الأجانب والعرب الزائرين لأسواق خان الخليلى والحسين والأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة