قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن المساعدات المالية الضخمة التى أعلنت عنها دول الخليج لمصر والتى بلغت 12 مليار دولار، توضح تقدير تلك الدول ولاسيما السعودية والإمارات للظروف المالية الصعبة التى تمر بها مصر، وتعكس أيضا سعادتهما بزوال حكم الإخوان المسلمين برئاسة محمد مرسى، وأشار المعهد إلى أن جماعة الإخوان تعتبر لعنة بالنسبة لمعظم الدول الخليجية لأنها تهدد عروشها وأنظمة الحكم فيها.
ولفت تقرير المركز الأمريكى إلى أن محكمة فى الإمارات كانت قد أصدرت أحكاماً فى 2 يوليو، بالسجن لثمانية وستين مواطناً كانت لهم صلة بفرع جماعة الإخوان المحلية، وجهت إليهم اتهامات بالتحريض على الفتنة والعصيان، أما موقف الكويت تجاه الإخوان فيختلف قليلاً: حيث إن أعضاء الجماعة كانوا قد شغلوا مقاعد فى مجلس الأمة ويسببون إزعاج للحكومة.
وبالنسبة لواشنطن، يتابع التقرير، فإن الدعم المالى الجديد هذا مرحب به ومقلق فى أن واحد. حيث تعتبر مصر دولة حيوية بالنسبة للمصالح الإقليمية للولايات المتحدة للعديد من الأسباب، من بينها سيطرتها على قناة السويس الإستراتيجية واتفاق السلام مع إسرائيل. بيد أن البيت الأبيض لا يزال تحت ضغوط من الكونجرس لوصف إجراءات عزل مرسى بأنها انقلاب، وهى خطوة من المرجح أن تتطلب من واشنطن قطع حزمة المساعدات السنوية المقدمة إلى الجيش المصرى والبالغة 1,3 مليار دولار، فضلا عن ذلك، ربما يختلف تعريف السعودية والإمارات للتطورات السياسية فى مصر عن توصيف إدارة أوباما، خصوصاً حول مسألة السماح لجماعة الإخوان بالمشاركة فى الانتخابات الجديدة من عدمه.
وأوصى المعهد بأن تكون الأولوية بالنسبة لواشنطن هى ضمان توصيل الأموال الخليجية، ثم بعد ذلك مساعدة القاهرة على استخدام هذه الأموال بحكمة، وقال إنه يتعين على القاهرة سداد قرض بقيمة مليار دولار لدائنين غربيين فى الشهر القادم ، كما أن تغطية النقد الأجنبى للواردات قد انخفضت بشكل خطير بما يكفى لتغطية واردات لفترة تبلغ ثلاثة أشهر تقريباً، وعادة ما ينظر إلى هذا الرقم باعتباره نقطة الخطر. وفى الوقت نفسه، يمكن أن يؤدى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع البطالة بين الشباب إلى زيادة الاضطرابات فى الشوارع إذا ما تركت دون علاج.
وأكد المعهد ختاما على أن توحيد المساعدات السعودية والإماراتية والكويتية مع الأموال القطرية، جنباً إلى جنب مع مساعدات دول "مجلس التعاون الخليجى" وتلك التى تقدمها الولايات المتحدة، وغيرها من المساهمات التى يوفرها الآخرون، يمكن أن يعمل على مساعدة مصر فى التغلب على تحدياتها الاقتصادية.
معهد واشنطن: أمريكا تبدى قلقها من المساعدات الخليجية لمصر وترحب بها فى نفس الوقت.. الأموال يمكنها مساعدة القاهرة فى التغلب على تحديات اقتصادية.. ويجب سداد قرض بمليار دولار لدائنين غربيين الشهر القادم
الجمعة، 12 يوليو 2013 01:37 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما