قالت وكالة روينرز للأنباء، إن مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى ينظمون المزيد من الاحتجاجات اليوم الجمعة، ودعا مصريون الله ألا تتكرر اشتباكات قتل فيها أكثر من 90 شخصا خلال هذا الأسبوع.
وتدعو جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها مرسى المصريين إلى التظاهر، لإعادة مرسى أول رئيس منتخب بإرادة حرة إلى سدة الحكم، وهو هدف يبدو الآن بعيد المنال.
ويقول مسئولون إن مرسى لا يزال محتجزا فى دار الحرس الجمهورى بالقاهرة، وشعر المصريون جميعهم بالصدمة لأعمال القتل التى أذيعت لقطات منها على شاشات القنوات التليفزيونية الرسمية والخاصة، ووسائل التواصل الاجتماعى.
وقال فاتح على وهو موظف يبلغ من العمر 54 عاما فى القاهرة "إنه وقت صعب للغاية على المصريين أن يشاهدوا لقطات الدماء والعنف خلال شهر رمضان المعظم، وكل من أتحدث معه يقول الشىء نفسه".
"أتمنى حقا أن يحل الموقف قريبا، لا أعتقد أن بمقدورنا تحمل هذا اقتصاديا ولا نفسيا".
ويرى الإخوان أنفسهم ضحية قمع عسكرى وحشى ويذكرهم هذا بالقمع الذى تعرضوا له فى عهد الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، الذى أطيح به فى انتفاضة شعبية عام 2011.
لكن الكثير من معارضى الإخوان يحملون الإسلاميين مسؤولية العنف والبعض لا يتعاطف كثيرا مع المحتجين الذين قتلوا، الأمر الذى يسلط الضوء على الانقسامات الغائرة فى المجتمع المصرى.
ويعتصم الآلاف من أنصار الإخوان أمام جامع رابعة العدوية فى شمال شرق القاهرة، حدادا على قتلى يوم الاثنين.
وأصبحت المنطقة قاعدة فعلية للإخوان الذين تواجه الكوادر القيادية لهم خطر الاعتقال، بعدما أصدر النائب العام أوامر ضبط وإحضار لهم فى وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتقول مصادر قضائية إن السلطات يتوقع أن توجه اتهامات لمرسى فى الأيام المقبلة، لكن لم تتضح طبيعة هذه الاتهامات.
وأثارت الاعتقالات والتهديدات بالاعتقال انتقادات من جانب الولايات المتحدة التى حرصت فى تصريحاتها إزاء إطاحة الجيش بمرسى ألا تسمى ما حدث انقلابا.
ويحظر القانون الأمريكى تقديم المعونة للدول التى يطيح فيها انقلاب بحكومة منتخبة، وقالت واشنطن التى تمنح الجيش المصرى معونة تقدر بنحو 1.3 مليار دولار سنويا، أن من السابق لأوانه القول إن الأحداث فى مصر تنطبق على هذا التعريف.
ويقول الجيش المصرى إنه تحرك استجابة لإرادة الملايين الذين تظاهروا فى الشوارع فى نهاية يونيو حزيران للتعبير عن غضبهم بسبب الكساد الاقتصادى والخوف من سيطرة الإخوان على السلطة، ولمطالبة مرسى بالرحيل.
وقالت جين ساكى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس الأربعاء، إن حكومة مرسى "لم تكن حكما ديمقراطيا".
ورحبت الحكومة المؤقتة فى مصر بالتصريحات الجديدة فى حين سارعت جماعة الإخوان إلى إدانتها، لكن ساكى عبرت أمس الخميس عن القلق بسبب ملاحقة قيادات الإخوان.
وقالت فى إفادة يومية مقتضبة أمس الخميس "إذا استمر الاعتقال السياسى والاحتجاز، فإن من الصعب تصور كيف ستعبر مصر هذه الأزمة".
وفى إشارة إلى مستوى القلق خارج مصر حركت البحرية الأمريكية سفينتين تقومان بدوريات فى البحر المتوسط إلى قرب سواحل مصر عند البحر الأحمر، فى الأيام القليلة الماضية فى إجراء احترازى على ما يبدو بعدما أطاح الجيش بمرسى فى 3 يوليو تموز.
وكثيرا ما ترسل الولايات المتحدة سفنا تابعة للبحرية قرب بلدان تشهد اضطرابات تحسبا للحاجة إلى حماية، أو إجلاء مواطنين أمريكيين، أو المشاركة فى تقديم مساعدات إنسانية، ولا يعنى وجودها بالضرورة استعداد الولايات المتحدة لعملية عسكرية.
وقدمت دول الخليج العربية الغنية مساعدات مالية لمصر بقيمة 12 مليار دولار، لمساعدتها على تفادى انهيار الاقتصاد.
وكانت اضطرابات مستمرة منذ أكثر من عامين قد أبعدت السائحين والمستثمرين، وأدت إلى تقليل احتياطى النقد الأجنبى، وهددت قدرة مصر على استيراد الغذاء والوقود.
وقال باسم عودة وزير التموين السابق فى حكومة مرسى فى تصريحات لرويترز من داخل خيمة فى اعتصام المؤيدين، إن مخزون مصر من القمح المستورد يكفى احتياجاتها لأقل من شهرين.
وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مهم لاستقرار مصر على المدى الطويل، وتأمل السلطات الانتقالية أن تجرى الانتخابات فى غضون شهور.
وأصدر المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت إعلانا دستوريا مؤقتا ويعتزم تعديله لإرضاء مطالب الأحزاب، كما وضع جدولا زمنيا أسرع من المتوقع لإجراء انتخابات برلمانية فى غضون نحو ستة شهور.
وعين منصور الاقتصادى حازم الببلاوى رئيسا للوزراء خلال الفترة الانتقالية، وعقد الببلاوى أولى اجتماعاته مع الزعماء السياسيين أول أمس الأربعاء، وقال لرويترز إنه يتوقع أن تتسلم الحكومة الانتقالية السلطة مطلع الأسبوع المقبل.
والمفاوضات شاقة حيث تحاول السلطات كسب دعم أطياف تشمل الليبراليين والسلفيين، كما عبر الجميع تقريبا عن تحفظهم على مواد الإعلان الدستورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة