هشام الجخ

لماذا لا نقرأ التاريخ؟

الجمعة، 12 يوليو 2013 05:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب المصرى ينظر إلى الحال الذى وصلت إليه سوريا الشقيقة وشعبها المسكين نظرة تعاطف ورفق.. ويشاهدون مناظر الأطفال القتلى والأمهات الثكلى ويحوقلون ويحسبنون ويدعون على بشار الأسد ونظامه الغاشم.

دعونا نعود للوراء عامين فقط.. كانت سوريا بلدا مستقرا أمنيا وبه العديد من مظاهر الفساد والقهر الأمنى -ككل الدول العربية- ولكنهم كانوا يعيشون فى أمن واستقرار ويحاولون إصلاح بلادهم بقدر المستطاع دون رفع سلاح أو تدمير منشآت.. وذلك من خلال القوى الناعمة فى المجتمع كالمثقفين والفنانين ومنابر الصحافة والإعلام.

ثم فجأة.. دعت جماعة مجهولة للتظاهرات فى سوريا على غرار تظاهرات الربيع العربى فى مصر وتونس.. وقامت السلطات السورية (الجاهلة) باعتقال خمسة عشر طفلا فى مدينة درعا بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم.. وعندما ذهب أهالى الأطفال للمطالبة بالإفراج عن أطفالهم عاملهم رجال الشرطة (الأغبياء) بتعال وعنف.. حتى إن أحد أصدقائى السوريين قال لى إن رجل المخابرات الذى قابلهم قال لهم: (روحوا خلفوا عيال غيرهم.. ولو مش عارفين هاتوا أمهاتهم واحنا نخلف لكم منهم).. هذا برواية أحد أصدقائى السوريين من ساكنى درعا.

إلى هذا الحد كانت المسألة عبارة عن حدث استفزازى ينم عن الظلم والقهر العام الذى يحكم البلاد.. ولكن ما حدث بعد ذلك كان الأسوأ.. ثار الناس.. ولهم الحق بالطبع أن يثوروا.. وتعاملت الشرطة بمنتهى العنف والقسوة مع المتظاهرين مما زاد أتون النار.. وبدأت تطلعات الثوار فى الزيادة وبدأت عدوى الثورة فى الانتقال من مدينة إلى أخرى.. ووضع الثوار أمام أعينهم تجارب الربيع العربى كتونس ومصر.. وسقط نظام الشرطة أمام عدد المتظاهرين ولم يتبق للنظام الحاكم إلا الاستعانة بالجيش.. وهنا بدأت الكارثة.. جيش مدرب على القتال أمام مدنيين عزل.. كان حصاد كل ليلة تمر مئات من المدنيين (الثوار وغير الثوار).. هذا بخلاف التدمير الكامل للبنية التحتية للوطن السورى من محطات مياه وكهرباء وطرق وخلافه لأن أسلحة الجيش تختلف عن أسلحة الشرطة من حيث البطش وحجم التدمير.

خرج بشار على الناس ووعد بالتهدئة ولكن الوقت كان قد تأخر كثيرا.. وظهر فى المشهد أطراف آخرى.. وأصبح الأمر دوليا.. وتداعى على سوريا كل من يريدون الحصول على غنائم واستغلال الموقف لصالحه.

مع استمرار الوضع.. بدأت قيادات الجيش فى القفز من السفينة واحدا تلو الآخر.. وانقسم الجيش كلٌ بوحدته العسكرية.. وتحول الصراع من اعتراض مدنى إلى حرب حقيقية بالمعدات العسكرية الثقيلة.. وتدخلت الدول المجاورة تمد الطرفين بالسلاح.. وظهر الوازع الدينى والمذهبى والقَبَلى.. ورفع كل قائد جماعة لواء غير الذى يرفعه غيره.. وكثرت اللواءات بكثرة الجثث.. وضاقت المقابر على القتلى وتم إلقاؤهم فى الشوارع.. وانتشرت الفيديوهات التى تصف بشاعة كل طرف على مواقع التواصل الاجتماعى.. واختلطت الأمور على الناس من الصادق ومن الكاذب.

وفى النهاية.. مات الناس.. مات الأبرياء ليحيا القادة الذين لا يتورعون فى التضحية بتابعيهم من أجل البقاء فى سدة الحكم أو من أجل الحفاظ على حياتهم هم.

اللهم إنى أكتب مقالى هذا لتوعية المصريين ابتغاء وجهك.. اللهم قِ مصر شر هذه الفتنة ولا تشمت أعداءنا فينا.. اللهم رد كيد كل من يحملون السلاح ضد جيش مصر فى نحورهم.. وقنا شر فتنة لا نقوى عليها ولا يقوى عليها شبابنا الذى لم يقرأ التاريخ.. أنت أهل ذلك والقادر عليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة