باتت محافظة شمال سيناء قاب قوسين أو أدنى من عملية عسكرية شاملة تتركز على مناطق البؤر الإرهابية لبترها وإعادة الأمن إلى الشارع السيناوى، ولجأت القوات المسلحة إلى إلقاء منشورات على الأهالى طلبا لدعمهم والإبلاغ عن أية عناصر مارقة أو هاربة فى العريش وبقية المدن، وذلك بعد تكثيف تواجد الجيش برفح والشيخ زويد، واضطرار الجماعات الإرهابية لنقل نشاطها للعريش.
وبدأت الجماعات الإرهابية والمسلحة المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى فى تصعيد هجماتها باستهدف الأبرياء من أفراد وضباط الشرطة والجيش والمدنين، وذلك لضغط لإضعاف الأمن بسيناء على النظام الجديد، ومع إعلان القوات المسلحة عملية تطهير شبه الجزيرة من العناصر الإجرامية.
ومنعت العناصر المسلحة معارضى المعزول من التظاهر واحتلوا منصتهم، فيما تم قطع رأس تاجر مسيحى أيضا، بعد أيام من قتل راعى كنيسة المساعيد مينا عبود ما أدى إلى رحيل جماعى للمسيحيين.
فيما حاول البعض بالعريش إشعال النار فى مدرعة شرطة، كانت قد تعرضت لهجوم بقذيفة صاروخية منتصف الليلة الماضية، وهو ما أسفر عن استشهاد ضابط وإصابة مجند كانا بها.
وقال شهود عيان إن الأهالى أعربوا عن غضبهم من حالة التراخى الأمنى الذى تشهده المحافظة، وأنهم ناشدوا المسئولين بالقاهرة لإنقاذ سيناء، فيما تجمع البعض عقب صلاة الجمعة حول المدرعة المتعرضة للهجوم وأشعلوا النار بها، إلا أن قوات الدفاع المدنى تدخلت وسيطرت على النيران، حيث تم نقل المدرعة لأحد المقار الأمنية بالمدينة.
من جانبه يرى أمين القصاص نقيب المحامين رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بشمال سيناء إن المشهد مرتبك وبحاجة إلى تدخل حاسم، ويضيف "نحن فى موضع تساؤل كل حادثة عن أبناءنا الذين يموتون واحد وراء الآخر ثم الاعتداء على قائد الجيش الثانى لولا طاقم الحراسة، فإلى متى سيظل هذا الوضع المتردى، وأين هم الجناة، وما الحلول التى تم تقديمها".
وأوضح القصاص أن ما تم تقديمه كان مجرد مسكنات فقط، وأن الأوضاع لازالت متوترة حيث عمليات التخريب والهجوم على المنشآت والأفراد يومياً، مرجعاً أوضاع سيناء إلى التردى الأمنى عموما.
وأشار نقيب القيادى الوفدى إلى أنه قد لا يكون بعيدا عنا تصريحات محمد البلتاجى القيادى بالإخوان حول توقف العنف فى سيناء فور عودة مرسي، وبالتالى هى تصريحات خطيرة قد توضح العلاقة بين الإخوان وبين الجماعات المسلحة التى انتشرت فى بعض المناطق لدرجة إننا قررنا إيقاف المظاهرات المعارضة للمعزول تجنبا للصدام.
يأتى هذا فيما أكد مسيحيون بالمحافظة "رفضوا ذكر أسمائهم خوفا على حياتهم" أنهم يعتبرون أنفسهم ضحايا عنف جماعات تستهدفهم هم ورجال الشرطة بهدف ترحيلهم من سيناء، وللحصول على مكاسب سياسية، وتوصيل صوت الجماعات المسلحة إلى القيادة الجديدة فى القاهرة.
وأكد الأقباط أن عددا كبيرا من الأسر بالفعل تبحث عن سبل مغادرة المحافظة، إلا أن الشباب منهم يعارضون ذلك، خصوصا الموظفين الذين يصعب عليهم المغادرة بعد أن قدموا من محافظات عدة بهدف الاستقرار فى سيناء.
وقال شهود عيان إن مدينة الشيخ زويد تسكن بها 3 أسر مسيحية بينهم مجدى لمعى والذى كان يقيم بمنزلة برفقة والدته الضريرة المسنة ويعمل تاجر أدوات كهربائية بالمدينة، وله علاقة حسنة مع جيرانه والذى عثر على جثته مذبوحا أمس بعد اختطاف دام 6 أيام وأن هذه الأسر غادرت بالفعل مدينة الشيخ زويد منذ عدة أيام، وفى رفح فضل غالبيتها مغادرة المحافظة فى هذه الظروف بشكل مؤقت لحين انتهاء الأزمات المتلاحقة.
وفى الجانب نفسه شدد الناشط السياسى حاتم البلك على مسئولية الإخوان عن المشهد الحالى، معلقاً: "من حضر العفريت فى سيناء عليه أن يصرفه بدليل أنهم سبق وأعلنوا عن ذلك"، وأوضح أن الجماعات المسلحة غيرت سيناريو المواجهة بعد سيطرة الجيش على البؤر الإجرامية وأماكن تحركها فى رفح والشيخ زويد وبالتالى سيطر الجيش على مناطق كانت مختلة أمنيا، إلا إن ذلك جاء على حساب الانتشار والتمركز فى العريش، وبالتالى لجأت الجماعات المسلحة إلى استهداف العريش بعد أن فقدت قوتها فى مناطق نفوذها لسيطرة الجيش عليها.
ووصف البلك إلى أن أداء الشرطة ضعيف ولا يصل حتى إلى 20% من أدائها السابق،
وحول توقف مظاهر الاحتفال بعد عزل مرسى قال إن السبب المباشر نظرا لعدم رغبة الأهالى فى استفزاز الطرف الخاسر واحترام العادات والتقاليد بسيناء.
ولفت سعيد أبو حج المتحدث باسم لجنة حماية الثورة بشمال سيناء إلى نبذهم العنف، واعتباره ليس الطريق الأفضل للتغيير، وأن الطرق السلمية هى الطرق المناسبة للمطالبة بالحقوق السلمية عبر الاعتصامات والإضرابات والعصيان وغيرها، وواصل: "لا نقبل أبدا قتل الجنود أو استهداف الجيش لأنهم أهالينا وأشقائنا هم مصريون والدم واحد".
فى السياق نفسه شككت مصادر مطلعة فى توقف أعمال العنف فى سيناء والاعتداء على القوات حال عودة المعزول كما ادعى محمد البلتاجى، وشددت على أن العلاقة أساسا متوترة بين الجماعات التكفيرية وبين مرسى بدليل أنها كفرته لأنها لا تؤمن بالديمقراطية، وبالتالى فإن تصريحات البلتاجى مجرد كلام لا يمكن تنفيذه على الرغم من التحريض الواضح من قيادات الإخوان للجماعات المسلحة بسيناء، لاستهداف كافة المنشآت لإثارة الرأى العام ضد عزل مرسى.
الوضع الميدانى المتردى يأتى مع قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة فى سيناء لتطهيرها من البؤر الإجرامية والعناصر المسلحة والإرهابية، ففى العريش ألقت طائرة عسكرية، اليوم، على سكان مدينة العريش بشمال سيناء، منشورات جاء فيها: "أبناء سيناء الشرفاء، هذه قواتك المسلحة، أطمئن فنحن كعادتنا على بعد خطوة واحدة منك، نحميك ونحمى أهلك وممتلكاتك، ونعاونك وننتظر منك أن تعاوننا، فلا تسمح لأحد لا ينتمى لهذه الأرض الطاهرة أن يبادلنا عنفا أو قتلا".
وتابعت المنشورات: "لن ينجو بحياته أى معتد أثيم، وسيحمل وزره معه، ولا تستخدم عربات بدون أرقام، أو تحمل سلاح بدون ترخيص، أو تتحرك ليلا بدون ضرورة، فكل ذلك يعرض حياتك وحياة من معك للخطر.. قواتك المسلحة تحرص عليك.. فاحرص على نفسك".
سيناء تنتظر التطهير.. العناصر الإرهابية تصعد هجماتها ضد الجيش والشرطة والمدنيين.. والأهالى يطالبون بتدخل حاسم للقوات المسلحة.. والجيش يعلن أكبر عملية لتصفية المعتدين.. ويؤكد: لن ينجو أى معتد بحياته
الجمعة، 12 يوليو 2013 08:43 م
قوات الجيش فى سيناء