كشف الموظف السابق بوكالة الأمن القومى الأمريكى إدوارد سنودين، عن أن مايكروسوفت تعاونت بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية وسمحت لها باعتراض الاتصالات بين المستخدمين، وتتضمن ذلك مساعدة وكالة الأمن القومى فى التحايل على شفرات الشركات، وفقا لوثائق سرية حصلت عليها صحيفة الجارديان البريطانية.
وأوردت "الجارديان" البريطانية أن الملفات التى قدمها إدوارد سنودن توضح نطاق التعاون بين وادى السيليكون ووكالات الاستخبارات على مدى السنوات الثلاث الماضية. وتسلط أيضا الضوء من جديد على طريقة عمل البرنامج السرى بريزم، الذى تم الكشف عنه من قبل الجارديان وواشنطن بوست الشهر الماضى.
وتظهر الوثائق أن "مايكروسوفت ساعدت وكالة الأمن القومى للتحايل على إجراءات التشفير الرامية إلى التصدى للمخاوف من أن الوكالة لن تكون قادرة على اعتراض الدردشات على شبكة الإنترنت عبر البوابة الجديدة لأوت لوك .. كما أن وكالة الأمن القومى لديها بالفعل إمكانية الوصول لمرحلة ما قبل التشفير إلى البريد الإلكترونى لأوت لوك بما فى ذلك هوتميل".
وعملت مايكروسوفت مع مكتب التحقيقات الفيدرالى هذا العام للسماح لوكالة أمن القومى الأمريكى بسهولة الوصول عبر برنامج بريزم لخدمة التخزين السحابى، والتى تضم الآن أكثر من 250 مليون مستخدم فى جميع أنحاء العالم، كما عملت مع وحدة اعتراض بيانات بمكتب التحقيقات الفدرالى من التوصل لـ"فهم" المشاكل المحتملة مع ميزة أوت لوك التى تسمح للمستخدمين بإنشاء الأسماء المستعارة فى البريد الإلكترونى، حسبما كشفت الوثائق.
وأشارت "الجارديان" إلى أن أحدث الاكتشافات فضحت المزيد من التوترات بين وادى السيليكون وإدارة أوباما، وأن جميع شركات التكنولوجيا الكبرى شكلت جماعة ضغط على الحكومة للسماح لهم بالكشف بشكل كامل عن مدى وطبيعة تعاونها مع وكالة الأمن القومى، لمواجهة المخاوف من انتهاك الحقوق الشخصية للمستخدم، كما أن المديرين التنفيذيين بالقطاع الخاص ينأون بأنفسهم عن المطالبات من التعاون والعمل الجماعى فى تقديم الوثائق لوكالة الأمن القومى الأمريكى، ويصرون على أن الدافع وراء العملية تم عن طريق الإلزام القانونى.
من جهتها، ذكرت مايكروسوفت فى بيان لها "أنه عندما يتم تطوير أو تحديث المنتجات فإننا غير معفيين من ضرورة الامتثال لمطالب مشروعة حالية أو مستقبلية"، وأكدت الشركة حجتها بأنها تقدم بيانات العملاء "فقط كاستجابة لمطالب الحكومة، وأننا نقوم بذلك فقط استجابة لطلبات حول حسابات محددة ومعروفة".
قالت مايكروسوفت فى بيان لها لصحيفة الجارديان"لدينا مبادئ إرشادية واضحة تطبق فى كامل شركتنا حول الاستجابة لمطالب الحكومة للحصول على معلومات العملاء من قبل إنفاذ القانون أو قضايا الأمن القومى، أولا، إننا نأخذ بجدية التزاماتنا تجاه عملائنا ونحو الامتثال للقانون المعمول به، لذلك نحن نقدم بيانات العملاء فقط كاستجابة لعمليات قانونية، ثانيا، لدينا فريق للامتثال يدرس جميع المطالب بشكل وثيق جدا، ونرفضها إذا كنا نعتقد أنها ليست صالحة، ثالثا، فإننا لم نمتثل فى أى وقت مضى إلا لأوامر حول حسابات محددة أو معرفة، ونحن لم نستجيب لهذا النوع من الأوامر التى يتم تغطيتها فى الصحافة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وأخيرا أنه عند تطوير، أو تحديث المنتجات فإن هناك التزامات قانونية فى بعض الظروف تقتضى أن نحافظ على توفير المعلومات استجابة لطلبات إنفاذ القانون أو طلب الأمن القومى".
سنودن: مايكروسوفت منحت المخابرات الأمريكية الوصول للرسائل المشفرة
الجمعة، 12 يوليو 2013 12:48 م