انتقد خبراء إعلاميون استخدام الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة كمادة إعلانية فى شهر رمضان الكريم والتى يستهدف جمع تبرعات البعض لمشروعات الخيرية، واعتبروا أنها تتاجر بالمرض ووسيلة لنشر ثقافة التسول والإعانة والاعتماد على الشحاتة.
قال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية إعلام القاهرة، إن هذه الإعلانات مفيدة لـ"هز" مشاعر المواطنين وتحريكها للتعاطف مع المرضى ومساعدتهم، خاصةً أن المرض أمر ليس مخجلاً ولا يجب التعامل معه بحرج ولكن يرجى عدم ذكر أرقام للمرضى، مضيفاً أن هذه الإعلانات فى غاية النبل، حسب وصفه.
وأشار علم الدين أن تكرار الإعلانات مرتبط بمقولة واحدة وهي"الحقونا إحنا بنشحت"، متابعا: لابد من وقف بعض الإعلانات التى تبنى على استغلال الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، لأنه يعطى صورة سيئة للمجتمع، مؤكداً أن الإعلانات تحتاج لإعادة النظر فى أخلاقيات عرض الإعلان فى بعض القنوات المرتبطة بالتجميل لا تصلح فى هذا الشهر الكريم لاستغلال ظروف الصعبة للبلد.
واستنكر علم الدين بعض الإعلانات التى تحتوى على ألفاظ لا تليق بالمشاهد أثناء الصيام، واصفاً مستواها بالمستوى الردى الذى لا يصلح للسوق العام، قائلاً: لابد من تدخل الرقابة التلفزيونية قبل عرض الإعلان، منتقداً أيضاً إعلانات المواطن المديون كإعلان " شكرا على توصيل المياه.. واصفاً إياه بأنه إعلان طبقى.. وأشار علم الدين أنه لابد من حماية المستهلك من سلوك الأداء الإعلانى.
وقال دكتور صفوت العالم، أستاذ مادة الإعلان بجامعة القاهرة، إنه من الرافضين لتلك الإعلانات، واعتبرها وسيلة تنشر فى المجتمع ثقافة التسول والإعانة والاعتماد على الغير، خاصة أن عمل الخير لا يجب أن يرتبط بـ"الألم"، وانتقد أيضا استخدام الأطفال والمرضى كمادة إعلانية لجمع التبرعات.
وأضاف صفوت أنه غير مقبول إنسانياً استخدام الأطفال والمرضى فى إعلانات للحصول على التبرعات، لأن مثل هذا الأمر يمثل انتهاكاً لخصوصية وحرمات البشر، بما تحويه تلك الإعلانات من مشاهد قاسية جداً للمرضى والمحتاجين، خاصةً أن استخدامهم بهذا الشكل يعتبر ضد حقوق الطفل المتعارف عليها.
وعادة ما ارتبطت إعلانات التبرعات الخيرية بشكل كثيف بعرضها فى بشهر رمضان من كل عام، حيث تبدأ الجهات الخيرية فى حشد عدد كبير من الحملات الإعلانية التى تدعو المواطنين إلى المشاركة والتبرع لإنقاذ مريض، أو لرعاية يتيم أو معاق أو أرملة.
وتتصارع تلك المؤسسات لتحصل على أكبر قدر من التبرعات من المواطنين خلال هذا الشهر، من خلال الإعلانات، كتلك التى تعرض مشاهد حقيقية وأحيانا قاسية لأطفال مرضى يحكون تجاربهم مع المرض، ويظهر بعضهم فى حالة مأساوية نتيجة للعلاج الكيميائى الذى يستخدم مع مرضى السرطان، بالإضافة إلى دعوات التبرع بجمل من نوعية " أنا عايز أعيش" " أنا نفسى شعرى يبقى طويل" " عايز أكل حاجات كتير".
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
حتى لاننسى
لا لتجارة الاطفال
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
حتى لاننسى
لا لتجارة الاطفال واستغلالهم