قابلت قوى 14 آذار اللبنانية وخاصة تيار المستقبل إعلان رئيس مجلس النواب اللبنانى أمس الأول عن انتهاء تحالف 8 آذار بحذر شديد، إن لم يكن بتشكك من أن يكون الهدف من هذا الإعلان مجرد مناورة، لزيادة مكاسب مكونات هذا التحالف، وهى حزب الله وحركة أمل وتيار العماد ميشال عون.
وكان برى قد أعلن الليلة قبل الماضية أن فريق 8 آذار لم يعد موجودا فى مجال السياسة الداخلية، وأن الثنائى الشيعى سيتفاوض وحده فى موضوع تشكيل الحكومة بعيدا عن عون، مع استمرار التحالف فى القضايا الاستراتيجية ودعم المقاومة، كما أعلن برى نية حزب الله وأمل تسهيل مهمة تأليف الحكومة أمام رئيس الوزراء المكلف تمام سلام، وأنهما سيتخليان عن الثلث المعطل (ثلث الحقائب الوزارية زائد واحد).
واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "موقف برى هو مجرد مناورة سياسية، لكى يكتسب من خلالها هذا الفريق مطالب أكثر"، مشيرا إلى أن موقف برى "لا يشكل تغييرا أساسيا، وخصوصا أن رئيس مجلس النواب يعرف بأنه مناور من الدرجة الأولى" على حد قوله.
ويتخوف أعضاء تيار المستقبل من أن يتحول السقف التقليدى لقوى 8 آذار من الثلث المعطل (أى 8 وزراء زائد واحد من حكومة مكونة من 24 وزيرا) إلى الثلث زائد اثنين كما يقول بعض رموز تيار المستقبل، وذلك لأن حصة الثنائى الشيعى التقليدية هى خمسة وزراء، فى حين أن العماد ميشيل عون سبق أن نقل عنه أن حصته وفقا لوزنه النيابى يجب أن تكون خمسة وزراء أى تصبح حصة قوى 8 آذار بعد تفكيكها 10 وزراء بدلا من ثمانية (الثلث) أو حتى تسعة، وهو أقصى طموح لـ8 آذار( فى حال حصولها الثلث المعطل).
هذا الرأى عبر عنه النائب عن تيار المستقبل عمار حورى بقوله إن "هناك أكثر من ثلث معطل، معتبرا أن كلام برى يحتاج إلى ترجمة فعلية بعيدا عن الاصطفاف الحاد لتسهيل تشكيل الحكومة".
فى المقابل ألمح التيار العونى إلى أن سقف مطالبه قد ينخفض، إذ قال جبران باسيل وزير الطاقة والمياه اللبنانى وممثل التيار الوطنى الحر فى حكومة تصريف الأعمال، إن تياره لن يطالب فى حال تشكيل حكومة وحدة وطنية بحجمه التمثيلى؛ لأن ذلك يقتضى أن تكون حصته فى الحكومة نصف أعضائها من المسيحيين، لكنه يطالب بالحد الأدنى من حجم كتلة التيار فى البرلمان.
ونفى باسيل- الذى يعتبر الرجل الثانى فى التيار بعد عون- طلبه تخصيص خمسة وزراء لتياره فى الحكومة الجديدة خلال اجتماعه مؤخرا مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام.
أما رئيس الحكومة المكلف تمام سلام المعروف عنه قلة التصريحات وعدم حدتها فقدت نقلت مصادر وفقا لصحيفة "الجمهورية" عنه قوله إن إعلان نبيه برى أن كل مكون من مكونات 8 آذار سيفاوض عن نفسه للمشاركة فى الحكومة ليس كافيا لتسهيل التأليف، ذلك أنّه تأكد أن 8 آذار ستتضامن مع رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون فى حال رفض المشاركة فى الحكومة إذا لم يعطَ الحصّة الوزارية التى يطالب بها، مما يعنى أن مجموع الوزراء التى تطالب بها قوى 8 آذار متفرقة، لا تشكل الثلث المعطّل فقط، بل الثلث المعطل زائد واحد- حسب الصحيفة
ومما يعزز مخاوف تيار المستقبل، تسريبات صحفية تقول إن ما حدث ليس طلاقا بين عون والثنائى الشيعى، خاصة حزب الله فى ضوء تأكيد الطرفين على تفاهمها فى مجال دعم المقاومة، وبالتالى سلاح حزب الله.
وفى هذا الإطار، ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن حزب الله حرص على الاتصال برئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، ليؤكد له أن كلام رئيس المجلس النيابى نبيه برى عن الفصل بين حزب الله وأمل وبين "التيار الوطنى الحر" لا يعنى الانسحاب من التحالف، بل مرتبط حصرا بالمفاوضات بشأن الحصص الوزارية.
والأهم أن حزب الله أكد لعون التزامه بأن يكون قرار المشاركة فى الحكومة أو عدمه موحداً بين الحزب وحركة أمل وتكتل التغيير والإصلاح، وفقا للصحيفة.
وقال أحد المصادر للصحيفة أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يردد دوما أن لعون دينا فى رقبة المقاومة، (بسبب موقفه الداعم لها خلال العدوان الإسرائيلى فى يوليو 2006).
على الجانب الآخر من ضفة السياسة اللبنانية، فإن مقاربة تيار المستقبل بشأن الحكومة تبدو مختلفة تماما، إذ يريد حكومة لا يغلب عليها الطابع الحزبى، فيقول نائب التيار عمار حورى إن "المصلحة الوطنية تقتضى تشكيل حكومة تهتم بأمور الناس، وهكذا حكومة من الحكمة ألا تكون ممثلة للقوى السياسية لا حزب الله ولا قوى 14 آذار.
تيار المستقبل يتخوف من أن يكون تفكيك "8 آذار" مناورة لمزيد من المكاسب
الجمعة، 12 يوليو 2013 09:59 ص
رئيس الحكومة المكلف تمام سلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة