تناقض واختلاف بين فتوى العالم الجليل الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، ما بين ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيه 2013، حيث وصف ثورة 25 يناير بأنها نعمة من أفضل النعم التى من الله بها على الشعب المصرى، فيما وصف ثورة 30 يونيه بأنها انقلاب عسكرى، وأن من يتواجد بالتحرير لا يعرفون شيئا عن الإسلام.
وقال القرضاوى "إن ثورة 25 يناير هى التى حررت الشعب من ظلم النظام السابق، وإن الثورة قامت لتجمع كلمة الشعب المصرى"، وأصدر كتابا بعنوان "25 يناير.. ثورة شعب"، ودعا المصريين إلى الحوار لحل الأزمة السياسية التى تشهدها البلاد.
وأعرب القرضاوى، فى كلمة له بثتها قناة الجزيرة الفضائية، عن أسفه لانقسام شعب مصر، وقال إن ما يحدث الآن يتعارض مع ما حدث خلال ثورة 25 يناير عندما كان المصريون متحدين فى تظاهراتهم ضد النظام السابق.
وعقب انتخاب الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية قال "إذا أخطأ الدكتور مرسى فمن حقنا أن نحاسبه، وأن نراجعه، وأن نذكره، وأن نطلب منه كل ما نحتاج إليه"، مشيرًا إلى أن الدكتور مرسى يجب عليه أن يستمع لهؤلاء وأن يقدم من يستحق التقديم"، مؤكدا أنه "فى حالة رفض الدكتور مرسى الاستماع للآخرين فإنه هو أول من سيعصيه ولن يطيع له أمرًا"، مشيرًا إلى أن الدكتور مرسى وجه دعوة الحوار وعلينا أن نتحاور معا.
ووصف القرضاوى ثورة 25 يناير بأنها نعمة من أفضل نعم الله، فبعد أن كنا ضائعين فى العهد السابق، وضاعت أموالها ولم يكن لأحد حرية أو كرامة، مضيفا أن الله هيأ لنا هذه الثورة وهى ثورة المصريين وليست ملكا للإخوان أو 6 إبريل.
فيما كان للشيخ رأى آخر فى ثورة 30 يونيه، حيث أكد خلال كلمته فى قناة الجزيرة والتى نقلتها وكالة الأناضول أنه إن كان موجودًا فى التحرير، أثناء ثورة 30 يونيه، إما أُناس لا يعرفون الإسلام ويخشونه، وإما من "الفلول" والبلطجية والمُستَأجَرين"، وهو ما استنكره الأزهر الشريف,
كما تناقضت أيضا فتاوى العالم الجليل حول الجيش فى يونيو 1967 والجيش الآن، حيث هاجم القرضاوى الفريق عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، وأبدى اندهاشه منه قائلا "القوات المسلحة لم تعزل مبارك الظالم ولكنها عزلت الرئيس محمد مرسى الذى انتخب فى انتخابات ديمقراطية ونزيهة ولم يصبر عليه سنة واحدة'' بسبب الإعلام المصرى الذى تركه مرسى حراً يقول ما يشاء ولم يستطع وزير الإعلام الإخوانى فعل شيء.
وتابع ''الإعلام شوه صورة مرسى على الرغم من أنه صوام قوام يقوم الليل ويخشى ربه''، وهاجم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع قائلاً ''عزل السيسى مرسى رغم اختياره الشعب رئيساً شرعياً على الرغم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة''، وأكد على أن متظاهرى ميدان التحرير هم أناس لا يعرفون الإسلام أو من المستأجرين الفلول الذين يحصلون على 1000 جنيه أو أكثر ليعيثوا الفساد فى الأرض للخروج عن الشرعية الدستورية.
فيما أكد القرضاوى، فى مقال له بعنوان "بين نكبة يونيو ونصر العاشر من رمضان"، أن من ثمرات محنة 67 أنها أيقظت فى الناس المعنى الدينى والضمير الدينى والرجعة إلى الله، وبدأت حركة إيمانية قوية فى القوات المسلحة وكان الحرص على إقامة الصلاة، وقام وعاظ الأزهر بدورهم فى التنبيه والإحياء، وكان هناك شعور عام بالحاجة إلى الله والدعاء بنصر الله، فلا غرو أن كان شعار المعركة الله أكبر.
وأضاف أن الجندى المصرى فى 73 هو نفسه فى 67 من حيث الشكل والمظهر ولكنه غيره من حيث الباطن والجوهر، فالإنسان إنما يقاد من داخله لا من خارجه، ولا يقود الناس فى بلادنا شىء مثل الإيمان ولا يحركهم محرك مثل الإيمان.
وانتقد الشيخ تدخل الجيش فى السياسة قائلا "إننا نحب الجيش ونحب أبناءنا العساكر، لكننا لا نحب تدخلهم فى شؤوننا، ولا نريد أن يتدخلوا فى الحكم"، مضيفا أن الجيش له وظيفته فى كل دول العالم وهو حماية الحدود وليس التدخل فى السياسة والحكم".
ووجه الشيخ القرضاوى حديثه إلى الفريق السيسى قائلا: "يا عبد الفتاح السيسى كنت لواءً وعينك الرئيس مرسى قائدًا عاما وبعد ذلك قمت بعزله".
ودعا الشيخ القرضاوى المصريون إلى الرباط والوقوف بجانب الثورة وقال: "يا من ضحيتم من أجل مصر لا تتركوا مصر ولا تفرطوا فيها ولا تتركوها تضيع".
فيما وجه عبد الرحمن يوسف، نجل القرضاوى، رسالة له من خلال قناة الجزيرة قائلا "يا أبى.. أنا تلميذك قبل أن أكون ابنك، ويبدو لى وللكثير من مريديك وتلامذتك أن اللحظة الراهنة بتعقيدها وارتباكاتها جديدة ومختلفة تماما عن تجربة جيلكم كله، ذلك الجيل الذى لم يعرف الثورات الشعبية الحقيقية، ولم يقترب من إرادة الشعوب وأفكار الشباب المتجاوزة، ولعل هذا هو السبب فى أن يجرى على قلمك ما لم أتعلمه أو أتربى عليه يوما من فضيلتكم.
أبى الكريم.. أن المقارنة بين مرسى ومبارك غير مقبولة، وهذه رؤية جيلنا التى ربما لا يراها من قبلنا.
يا سيدى.. جيلنا لم يصبر على الاستبداد ستين أو ثلاثين عاما كما تقول، بل هو جيلكم الذى فعل ذلك باسم الصبر، لقد أن لهذه الأمة أن تخوض الصعب، وأن ترسم الحدود بين ما هو دينى، وما هو سياسى، لكى نعرف متى يتحدث الفقهاء، ومتى يتحدث السياسيون!.
لقد عاهدنا الرجل ووعدنا بالتوافق على الدستور، ولم يف، وبالتوافق على الوزارة، ولم يف، وبالمشاركة لا المغالبة فى حكم البلاد، ولم يف، وبأن يكون رئيسا لكل المصريين، ولم يف، وأهم من كل ذلك أننا عاهدناه على أن يكون رئيس مصر الثورة، ثم رأيناه فى عيد الثورة يقول لجهاز الشرطة – الذى عاهدنا على تطهيره ولم يف أيضا – يقول لهم: "أنتم فى القلب من ثورة يناير!!!"، فبأى عهود الله تريدنا أن نبقى عليه؟
القرضاوى ما بين ثورتى 25 يناير و30 يونيه.. الشيخ يصف الثورة الأولى بالنعمة والفضل ويرى الثانية انقلابًا عسكريًا.. ينتقد تدخل القوات المسلحة فى السياسة.. ويقول لـ"السيسى": "الشعب اختار مرسى وأنت عزلته"
الجمعة، 12 يوليو 2013 12:04 م