إحباط ويأس وخوف وذعر، كل هذه المشاعر ممتزجة بالأمل والخوف من المستقبل المجهول بعد أن ساءت الأوضاع فى مصر فى ظل حالة الانقسام السياسى الذى جعل الشعب ينقسم إلى طوائف وفرق؛ والنتيجة ضحايا بالمئات ما بين قتيل ومصاب؛ لا أقول إلى أى فصيل هم ينتمون فقط، هم مصريون يحملون الجنسية المصرية؛ هذا هو المحزن؛ هذا ما ندق له ناقوس الخطر والألم.
لقد أصبح التخوين هو السمة الرئيسية التى تسود الشارع المصرى بعد أن غلبت لغة التكويش والتقسيم والطمع؛ وأصبحت شهوة السلطة هى الهدف ما بين جماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ الوطنى؛ الجميع يبحث عن سلطة ونفوذ ومناصب؛ حتى البعض كان يعتقد أن حزب النور ومصر القوية ليسوا من هؤلاء الأشرار؛ إلا بعد أن اتضحت الرؤية وانكشف الغطاء عن الجميع؛ وظهر أن الجميع باحثين وطامحين عن السلطة باختلاف الأيدلوجيات والمذاهب الفكرية والسياسية بلا استثناء؛ الهدف واحد مع اختلاف الزمان والمكان والحاكم؛ وليس هناك من يستطيع أن يتحمل المسئولية بمفرده فى هذا التوقيت العصيب من عمر البلاد؛ وعلى الجميع نسيان الانتماء السياسى والحزبى من اجل مصر؛ لابد من نسيان سياسة الاقصاء واتباع سياسة المشاركة وليس المغالبة كما كانت تتبع جماعة الإخوان؛ على الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور أن يكون رئيسا لكل المصريين ويكون قادر على إدارة البلاد فى هذه المرحلة الانتقالية وأن يجمع كل القوى السياسية على الاتفاق؛ وعلى رئيس الحكومة أن يختار وزراء كفاءات تتحمل المسئولية وليس اهل ثقة كما كانت جماعة الإخوان.
لا نريد أن يتصرف الرئيس المؤقت والبرادعى بنفس سياسة النظام السابق والأسبق؛ عندما تصرفوا بقدر لا يخفى على أحد من عمى البصر والبصيرة، بعد الصعود إلى جنة السلطة، واحذر كل من يتولى السلطة ويسبح فى شهوة السلطة ألا ينسى مصير مبارك أو مرسى؛ ومن يحاول الاعتداء على كرامة المواطن المصرى مرة أخرى لن يغفر له للحظة.
على الفريق أول عبد الفتاح السيسى الخروج بمصر من هذه المحنة الخطيرة وعليه أن يكمل الخروج بمصرنا الحبيبة من هذا النفق المظلم بشكل سلمى بعيدا عن إراقة الدماء؛ وعليه أن يشارك الجميع فى إدارة المرحلة ليس فقط المعارضين للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى؛ لابد من مشاركة أنصار الرئيس المعزول لأنهم أيضا شركاء فى الوطن لهم ما للمعارضين وعليهم ما على المعارضين؛ وما فعله النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود عندما أخذ بالنصيحة وقدم استقالته خير ما فعل هذا النائب لأننا نحسب هذا الرجل على النظام الأسبق ورحل باختياره قبل أن يأتى موعد الرحيل إجبارا لا اختيارا.
فى النهاية مصر تحتاج مشاركة وتحاور وتفاهم؛ وتقبل الطرف الآخر واحترام وجهة النظر الأخرى؛ فهل هذا يحدث من أجل مصر ومن أجل المواطن البسيط الذى ينتظر استقرار البلاد من أجل قوت يومه، أتمنى أن يحدث ذلك فقط من أجل مصر؛ وعلى الجميع أيضا نسيان حزبه من أجل الوطن.. عاشت مصر حرة كريمة عزيزة.
