وجاء الكتاب تحت عنوان «من الطارق؟ أنا رمضان» لمؤلفه «خالد أبوشادى» الوارد فى بعض صفحاته فصل بعنوان «أغلى من ليلة القدر»، يعقبها عنوان شارح، نصه قال -صلى الله عليه وسلم- موقف ساعة فى سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود».
بينما يشرح المتن فضل تواجد الرجل فى صفوف المجاهدين، وسرعة استجابته له فور سماع النفير.
وساق الكتاب العديد من الأحاديث غير موضحة درجتها من الصحة أو الضعف أو غيرها، عاطفية شاحذة للهمم على الجهاد غير مقدمة لمعلومة معرفية تثقيفية.
ففى صفحة «50» وردت قصة وقوف جيش معاوية بن أبى سفيان على أسوار القسطنطينية، ووفاة أبو أيوب الأنصارى أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وحيث طلب قبل وفاته أن يدفن عند أسوار القسطنطينة وعندما تعجب القيصر وتحدث إليهم بأنه يمكن إخراج جثته للكلاب بعد خروجهم منها، فأجابه يزيد «لئن بلغنى أنه نبش قبره أو مثل به لا تركت بأرض الإسلام نصرانيا إلا قتلته ولا كنيسة إلا هدمتها».
وفى نفس الصفحة وتحت عنوان «نساء يسبقن أزواجهن» ورد نصا وأنت يا أختاه لا تظنى نفسك بعيدة عن هذا الميدان، معذورة بالقعود عن القتال، فأين قلبك الحى إذن تجاه ما يحدث لذرارى المسلمين، ألا تجاهدين عدونا ولو بالنية الصادقة؟! ثم يشرح المؤلف فضل الغزو والشهادة ولو بالنية.
يؤكد عمار على حسن المفكر الإسلامى أن المعتصمين أمام الحرس الجمهورى، كانوا يتهيؤون فعليا للهجوم على ضباط الجيش، أو على الأقل لحثهم على المرابطة أمام مقر الحرس ظنا منهم أن مرسى محبوس فى الداخل، بقراءتهم لتلك الكتب.
مضيفا «يعد هذا جزءا من التصور الفكرى للسياسة الجهادية بشتى أصنافها وتنظيماتها وجماعتها، ومرتبطة قطعا بظرف تراهن جماعة الإخوان وحلفائها والهدف من توزيعها على المعتصمين أمام مقر الحرس الجمهورى تهيئة نفسية لهم لعمل منظم ومسلح ضد الحرس الجمهورى لاشتمالها على أحاديث الرباط والجهاد والشعور الزائف بأن من يعتقد بها سيكون بالضرورة على الحق وغيره على الباطل».
شارحا من الكتب التثقيفية لجماعة الإخوان «الظل الظليل» التى تقرأها جماعة الإخوان بانتظام، المجموعة التى سيطرت على الإخوان فى الـ16 عاما الأخيرة منذ صعود مصطفى مشهور، مجموعة تنحاز إلى أفكار سيد قطب، وبعضهم متأثر بأفكار شكرى مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة، هؤلاء القطبيون المنتمون إلى التنظيم الخاص الذى ارتكب أعمالا إرهابية قبل ثورة يوليو، وفى الخمسينيات والستينيات هم من آل لهم الأمر مؤخرا ليسيطروا على جماعة الإخوان، ولهذا ليس مستغربا أن تكون هذه الكتب ضمن برنامج القراءة الدائم لهم، وأن تكون أيضا الزاد النفسى فى ظرفهم الآن سواء فى ميدان رابعة العدوية وأمام الحرس الجمهورى.
ويؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر دراسة تمام فيقول «ليس بالغريب أن ينتقى الفكر الإخوانى القطبى بالفكر الوهابى فى التكفير للمخالف، فكتاب معالم فى الطريق لسيد قطب منظر التكفير الإخوانى لمخالفيهم، وكتب المتسلفة الوهابية تسير فى ذات الاتجاه فالتقى التياران على تكفير المخالف وتجهيل المجتمع، والدعوة إلى الخروج المسلح لحرب المخالفين، ولا يخفى على ذوى البصيرة أن قيادات السلفية تسعى للمكاسب الدنيوية، من حقائب وزارية وغيره، بينما يعكف أتباعهم فى الميادين».
ويتابع أن تلك الكتب فى مجملها عبارة عن منشورات تحريضية وتبريرات تأخذ الغطاء الدينى لتأويلات مغلوطة وتفسيرات معلولة لدفع الشباب من الإخوان والسلفيين لمزيد من العنف المسلح، هذه الكتب كانت ولازالت توزع عليهم فى ظل النظام السابق الغاشم.
فمن المعروف أن هناك مساجد احتلها الإخوان والسلفيون يوزع بها هذه الكتب، وسط غض للطرف من وزارة الأوقاف الإخوانية عن استغلال المساجد للترويج للفكر الإخوانى والسلفى.
وطالب كريمة بمحاكمة كل قيادات وزارة الأوقاف لتركها المساجد سداحا مداحا لفكر التكفير الإخوانى والسلفى.
وقال ممدوح الشيخ باحث متخصص فى شؤون الحركات الإسلامية «تهدف الكتب إلى بناء شخصية بصفات معينة، تشحن الوجدان ولا تراكم معرفة، وتحول قناعة الأفراد إلى أن الحياة ليست سوى معركة فاصلة، وهنا يتشارك الإخوان والسلفيون فى طرق وأساليب تربية أتباعهم ترسخ فكرة تواجدهم من أجل المعارك والاحتدام لا بناء المجتمعات».
متابعا بها بصمة سلفية واضحة، وهى ظاهرة أشار إليها كثير من المفكرين الإسلاميين راصدين تأثيرا سلفيا كبيرا فى جماعة الإخوان المسلمين، ومن أسبابه الرئيسية خلو الجماعة من المفكرين.
مفسرا التيار القطبى به حزب سلفى والذى منه خيرت الشاطر ومحمود عزت، وهو من الأشياء التى تفسر تأييد السلفيين لخيرت الشاطر كمرشح رئاسى.
ومن تأثيرات تلك الكتب كما يقول «إنها تفصلهم عن المجتمع وتشجع على الاقتناع بأنهم إن لم يكونوا فى عالم مخالف عقائديا، فهم فى عالم متخلف عقائديا بينهم وبينه فجوة وأخيرا.
قد يكون تواجد تلك الكتب بمقر الاعتصام لتواجد حركات إسلامية باعتبارها معركة تخص الإسلام لا علاقة لها بالسياسة كما يظنون».

