نشب خلاف كبير بين عدد من أعضاء الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة ورئيسه القيادى العمالى كمال أبو عيطة، حول خارطة الطريق المطروحة من المجلس العسكرى، واختيار الدكتور حازم الببلاوى، رئيساً للوزراء، حيث أشاد "أبو عيطة" بخارطة الطريق، مرحباً باختيار الدكتور حازم الببلاوى رئيسا للحكومة الجديدة، بينما رأى عدد من أعضاء المكتب التنفيذى للإتحاد أن هناك قفزا على ثورة 25 يناير، مبدين غضبهم من ترحيب الاتحاد بتكليف "الببلاوى" بمهام رئاسة الحكومة الجديدة، مؤكدين أنه كان أحد وزراء حكومة الدكتور عصام شرف التى خرج الناس عليها وعزلوها، لافتين إلى أنه يسير على نفس نهج وسياسات الليبرالية الجديدة التى جوعت الشعب المصرى.
من جانبها انتقدت فاطمة رمضان، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، البيان الصادر عن الاتحاد يوم الأحد الماضى والمرسل لرئيس الجمهورية لتأييده، وتأييد خارطة الطريق المطروحة من المجلس العسكرى، والذى أعلن فيه أن أبطال الإضرابات الاعتصامات من النقابات والعمال فى النظامين السابقين سيصبحون أبطالا للعمل والإنتاج.
وقالت "رمضان"، فى بيان لها اليوم الخميس، "لولا أننى استلمت هذا البيان من الميل الخاص بالاتحاد لما صدقت أنه من الممكن أن يُصدر اتحاد نشأ أثناء مخاض الثورة مثل هذا الكلام المنبطح.. اتحاد لا يملك عماله ونقاباته سوى سلاح الإضراب الذى يواجهون به أصحاب الأعمال والسلطة معاً، سواء قبل 25 يناير، أو بعد سقوط مبارك، أو حتى أثناء فترة حكم المجلس العسكرى ومن بعدها فترة حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، فجميعهم حكموا بنفس النظام الذى لم يسقط رغم مطالبة الملايين فى الشارع بسقوطه طوال الوقت، إلا أنه فى كل مرة يسقط رأسه، ويبقى النظام المنحاز لأصحاب الأعمال ضد العمال، المنحاز للأغنياء ضد الفقراء".
وأضاف رمضان: "أرفض هذا البيان كما أعلن أننى لم أُستشر قبل إصداره وأنا عضو المكتب التنفيذى للاتحاد، وفوجئت به مثلما فوجئ به الكثيرون، ولا أعتقد أن ما جاء بالبيان يعبر عن موقف النقابات والعمال، والتى لا تجد وسيلة أمامها سوى الإضراب والاعتصام لإجبار أصحاب الأعمال على تلبية مطالبهم المشروعة".
وتابعت "أعلن رفضى لخطة طريق لم يأت فيها ذكر العمال من قريب أو بعيد، خطة طريق أولى خطواتها، إعلان دستورى لا يقل سوءاً عن الدستور الذى طالبت الملايين فى الشارع فى 30 يونيو بسقوطه.. 30 يونيه التى تعتبر موجة جديدة من ثورة يناير خطفها الجيش والفلول، ليأتوا بحازم الببلاوى كرئيس للوزراء، والذى جربناه من قبل كأحد وزراء حكومة شرف التى خرج الناس عليها وعزلوها، رئيس وزراء من نفس نهج وسياسات الليبرالية الجديدة التى جوعت الشعب المصرى، وعطلت شبابه من العمل، وأوقفت مصانعه بسياسات الخصخصة المسمومة والفاسدة، وجعلت من يملك الأموال يتعلم أبناؤه ويتم علاجهم، ومن لا يملك يموت ولا يجد العلاج، ولا يستطيع تعليم أبنائه ليدوروا فى نفس دائرة الفقر والجهل والمرض".
وأكدت فاطمة رمضان، أن البيان لم يأت سوى بجملة واحدة وهى أن عمال مصر لن يرضوا بخيارات أخرى سوى خيار الثورة، الثورة التى تحقق لنا العدل والحرية والعدالة الاجتماعية، الحرية فى تأسيس الأحزاب، ولكن أيضاً الحرية فى تأسيس النقابات، الحرية فى الإضراب والاعتصام والتظاهر، والتى تستوجب إصدار قانون الحريات النقابية الذى حبسه المجلس العسكرى ومن بعده مرسى، فى الأدراج، كما تستوجب إلغاء كل قوانين تجريم حق الإضراب الاعتصام والتظاهر، سواء التى أصدرها المجلس العسكرى أو التى أصدرها مرسي.
وكان الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة ونقاباته وأعضاؤه قد أعلنوا عن تأييدهم الكامل لقرارات رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور، مرحبين بخارطة الطريق المطروحة للخروج بمصر من أزمتها الراهنة.
وقال الاتحاد، فى بيان له أمس، إن البلاد على شفا الإفلاس، ونحن كعمال وفلاحين نضع أنفسنا تحت إمرة بلدنا، مشيراً إلى أن أبطال الإضراب فى ظل النظامين السابقين سيتحولون إلى أبطال فى العمل والإنتاج ولا يريدون شيئا غير إحساسهم بآدميتهم فى وطنهم بعد أن عاملهم النظامان الساقطان كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة.
وأضاف الاتحاد فى بيانه، قائلاً: "إن المرحلة الانتقالية يجب أن تشتمل على تحسين أحوال الجماهير التى عانت أثناء حكم النظامين السابقين وآن الأوان أن تشعر ببعض التقدم على مستوى أحوالها حتى تتذوق طعم الانتصار الذى شاركت فيه واحتشدت من أجلة فى ميادين مصر، عندها لن ترضى بغير خيارات الثورة أى خيار آخر ولن تلتفت إلى الماضى إلا لتصب علية اللعنات وسيكون ذلك دفعا لهم للمشاركة فى معركة بناء وطن جديد نحيا فيه حياة كريمة نطبق شعارات الثورة التى سقط من أجلها أنبل شبابنا.
انقسام بـ"النقابات المستقلة" حول خارطة طريق "الجيش".. "أبوعيطة" يرحب ويطالب العمال بالعمل والإنتاج.. "رمضان": عمال مصر لا يملكون سوى سلاح الإضراب.. وبيان الاتحاد لم يسعَ لتحقيق أهداف الثورة
الخميس، 11 يوليو 2013 08:45 م