اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بتطورات الأحداث فى مصر خاصة إعلان عدد من دول الخليج العربية اعتزامها تقديم مساعدات اقتصادية لمواجهة الظروف الحالية، معتبرة أن هذا الدعم يعبر عن مكانة مصر المحورية فى المنطقة، وأن اختلالها يعنى اختلال المنطقة.
وقالت صحيفة (المستقبل) اللبنانية إن مصر اليوم ميزان مركزى إن اختل اختلت معه المنطقة من أولها إلى آخرها، والإجراءات الجذرية التى سجلت فى الأيام الماضية فيها انطلقت من هذه المسألة ومنعت الفلتان التدميرى من الوصول والانتشار.
وتابعت "لا يخفى أن ما شهدته أرض الكنانة على مدى السنتين الماضيتين أدى إلى ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، وبالتالى كان لا بد من اتخاذ ما اتخذ وتقديم ما قدم لمنع الأمور من الذهاب نحو الأسوأ وللحفاظ على الكيان السياسى المصرى وأطره الشرعية ومؤسساته الدستورية".
وأشارت إلى أن حزمة المساعدات التى أعلنت دول الخليج العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تقديمها إلى مصر، لم تكن مفاجئة أو غريبة عن النسق الذى شب عليه العرب فى العقود الخمسة الماضية، مشيرة إلى أن دور دول الخليج فى مساعدة كل دولة عربية تمر فى أزمة أو نكبة أو مأزق كبير وخطير ومنها لبنان والشعب الفلسطينى. ومع دول الطوق فى نزاعها وحروبها مع إسرائيل.
واعتبرت الصحيفة أن ما فعلته المملكة العربية السعودية وشقيقاتها فى دول مجلس التعاون يدل من جديد على تجذر الوعى العروبى والقومى والإنسانى عند قيادتها.
من جانبها، رأت صحيفة (النهار) إنه مع تهميش "الإخوان"، تسعى السلطات المصرية إلى خطب ود حزب النور السلفى. ثانى أكبر فصيل إسلامى فى مصر، لإظهار أنه لا نية لإقصاء الإسلاميين كما حصل طوال عشرات السنين فى ظل الحكم العسكرى.
أما صحيفة (السفير)، فقد لفتت إلى أن أجواء شهر رمضان انعكست على الحراك السياسى فى مصر، فكانت النتيجة فتورا فى اللهجة، وخمولا فى الحركة، ودعوات مجاملة إلى مصالحة لم تتوافر شروطها الموضوعية بعد، وانتقادات خجولة للخطوات الأولية لخريطة الطريق.
وقالت: "لكن أجواء التهدئة السياسية بدت مناقضة للحالة الأمنية المضطربة، والتى تبدت يوم أمس فى تطور أمنى خطير تمثل فى استهداف مسلحين لقائد الجيش الثانى الميدانى فى سيناء، وذلك بعد ساعات من هجمات متفرقة فى سيناء قتل فيها شخصان، وتحذير غير مسبوق وجهته وزارة الداخلية إلى المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أى جسم غريب يشتبه فى احتوائه على عبوة معدّة للتفجير.
وتابعت قائلة "أما القضاء المصرى فقد أدار ماكينته بسرعة فائقة، إذ صادق الرئيس المؤقت عدلى منصور على تعيين نائب عام جديد، من بين ثلاثة مرشحين أقترحهم مجلس القضاء الأعلى، فيما وضعت النيابة العامة قياديى جماعة "الإخوان المسلمين" رسميا فى دائرة اتهامات شديدة الخطورة، حيث أمرت بضبط وإحضار المرشد العام محمد بديع وتسعة آخرين من قياديى مكتب الإرشاد، وآخرين منتمين إلى تيار الإسلام السياسى. بعد اتهامهم بالتحريض على ارتكاب أحداث العنف قبالة دار الحرس الجمهورى.
الصحف اللبنانية: مساندة دول الخليج لمصر هدفه منع اختلال المنطقة
الخميس، 11 يوليو 2013 09:12 ص