حاجة غريبة لكن كلنا بنعملها؛ تلاقى حد بيتعامل مع الناس بشخصية وشكل وأسلوب معين، وبيتعامل مع القريبين منه بشخصية تانية خالص، مثلا واحد مع الناس هادى وصبور فى الشغل ومع الناس الغرب، وفى البيت عصبى ومبيستحملش حد.
وكمان تلاقى نفسك عايش فى أحلام وطموحات ومبتفكرش إزاى تحققها، والأغرب من كدة إنك ممكن تلاقى نفسك مش قادر تبوح بالأحلام دى قدام الناس.
عشان نفسر كل الأمور دى لازم نشوف الموضوع من كل زاوية، ولكن مبدأيا الأسباب الرئيسية للازدواجية دى حاجتين:
1 – الإحباطات اللى بنشوفها فى حياتنا كل يوم
2 – وكمان مفيش الثقة فى النفس الكافية اللى تخليك تحارب عشان حلمك
والازدواجية عيب خطير جدا فى مجتمعنا ومنتشر أوى؛ فتلاقى كل واحد عايش شخصيتين فى نفس الوقت، يعنى الناس اللى ليهم شخصية تانية مع القريبين منهم غير الشخصية اللى قدام الناس ممكن ده يكون بسبب أن الناس فى مجتمعنا بتتدخل فى الأمور الشخصية لبعض بشكل كبير أوى، وتلاقى أى حد يعمل حاجة لازم يقدم مبررات للناس؛ فعشان كده كل واحد بيحاول يعمل شخصية مختلفة قدام الناس عكس حقيقته علشان يتجنب انتقادهم، وكمان ممكن يكون بيعمل كدة مع القريبين عشان ضامن إنهم هيستحملوه (!!!)، ولكن مفكرش أنه لازم يكون على طبيعته والناس تقبله بعيوبه؛ لأن كده كده العيوب دى بتظهر فى وقت الغضب أو فى وسط الكلام؛ يعنى القناع اللى لابسه وفاكره بيغطيه بيطلع شفاف وبيكشفه.
أما بخصوص الناس اللى مبتقدرش تتكلم عن أحلامها وبتفضل عايشة جواها لوحدها، ممكن ده يبقى بسبب الإحباطات اللى حوالينا وقلة فرص النجاح فى أى حاجة، فتتحول الأحلام الطموحة لأحلام يقظة وتبقى مجرد حيلة دفاعية لتفريغ شحنة الانفعالات السلبية، مع إنها ممكن تكون أحلام واقعية ومشروعة وتتحقق بشوية تعب.
والحل بسيط أوى، لازم تتحرر من كل القيود اللى بتقيدك وتواجه نفسك بصراحة وتتصالح معاها وتعرفها على حقيقتها بمزاياها وعيوبها من غير تدليل ولا جلد للذات، وبعد كده اخرج للناس بالروح دى واتصالح معاهم، هتلاقى نفسك مش محتاج تخبى حاجة؛ لأن كل واحد له عيوبه وكمان له مزاياه، بس المهم أنا بركز على إيه عيوبى ولا مميزاتى؟
يعنى متفتكرش إنك ممكن تبقى أقل من أى حد لأن مفيش إنسان من غير عيب، ولو قارنت على حسب اللى أنت شايفه تبقى بتظلم نفسك؛ لأنك متقدرش تعرف غير اللى عينيك شايفاه وعينيك مش بتشوف كل حاجة، وكمان لازم تكون واثق فى عدل ربنا وإنه مبيديش حد اكتر من حد.
لكن لو فضلنا نخبى مشاعرنا وأفكارنا الحقيقية عن الناس، بالإضافة أن ده نفاق هو كمان هم وشيلة تقيلة؛ لأن أى حد بيخبى حاجة بيبقى شايل هم إنها تتكشف وتلاقيه بيبذل مجهود كبير عشان محدش يكتشف اللى مخبيه.
وتيجى فى وقت كده تحس إننا كلنا عايشين فى مسرحية وبنمثل على بعض والكوميدى فى المسرحية، إننا كلنا عارفين إننا بنمثل على بعض ودى مش حقيقتنا.
الحياة البسيطة أجمل وأكتر حرية، وأحسن لما أفكر كل يوم يا ترى هلبس أى وش النهاردة؟ وأكون فى نص هدومى لو اكتشفت مرة إنى نسيت الوش ومجيبتوش معايا.. عيشها ببساطة أحسن.
