ابنة أسير فلسطينى لوالدها: أبى كيف تصوم وأنت مضرب عن الطعام؟

"أبى كيف تمضى أيامك وأنت مكبل من غير ونيس ولا صاحب فى أول أيام رمضان؟ هل نويت الصيام وأنت فاقد الوعى؟ هل أسقوك قبل آذان الفجر من حقن التغذية رغما عنك؟ هل سمعت صوت الآذان وصليت الفجر فى غيبوبتك القصرية بسبب الإضراب عن الطعام؟".

تلك كانت كلمات خطتها (تالا) فى رسالة لوالدها الأسير عبد الله البرغوثى، الأردنى من أصل فلسطينى، وصاحب أعلى حكم فى تاريخ السجون الإسرائيلية بـ67 مؤبداً، والمضرب عن الطعام منذ ما يقارب الشهرين.

فى رسالتها التى تقول تالا: "لقد فقت الليلة الماضية أصرخ بعد أن رأيت والدى فى الحلم يمد لى يده وينادينى، وقد بدا نحيل الجسد منهار القوى".

وتابعت: "جذبته إلى حتى صحوت، فتوجهت إلى جدتى وأنا أبكى حتى فاق أهل البيت، فتحولت أول مأدبة سحور لنا إلى مأتم لم أقصده فى أول أيام رمضان".

"حاولت جدتى التجلد والصبر..قاومت..تماسكت..لكن غالبها تزاحم القطرات المتجلدة فى جفونها خشية من انهيارنا نحن الصغار، فتزاحمنا على صدرها حتى صار ملاذنا وهى تقول: يا رب دخيلك عبد الله بموت" تروى تالا.

"وظل الدعاء والرجاء حتى علا صوت الآذان الله أكبر فمضينا نلوذ عبر الصلاة إلى الله بأن يفرج كرب والدنا ويحميه" تكمل ابنه عبد الله.

الأسير عبد الله البرغوثى، كان قد بعث هو الآخر برسالة اعتبرتها ابنته (رسالة وداع) إلى أسرته، يقول فيها كما روت تالا: "زوجتى، أولادى، إخوانى، شعبى، أعلنت منذ اليوم الأول الذى بدأت فيه الإضراب عن الطعام خارطة طريقى، إما النصر وإما الشهادة، صممت على ذلك ليس من أجلى بل من أجل الحياة التى نريدها من غير ذل ولا انكسار".

وتابع أن "مضيت شهيداً فتذكرونى كمقاتل حمل ترسه مدافعا عن الأمة، لذلك احملونى على الأعناق شهيداً، لا تبكوا على وخذوا من جسدى جذوة المقاومة التى لا يمكن لأحد إسكاتها أو طمسها".

ومع هذا الصباح، استقبلت زوجة عبد الله، اليوم خبراً أخفته عن أولادها الصغار، مفاده أن " أن الأطباء الإسرائيليين أبلغوها رسمياً بأن حياة عبد الله خطيرة للغاية، وأن جسمه بدأ يرفض المحاليل الطبية، كما بدأت علامات فقدان الوعى، وعدم التماسك والجفاف واضحة على جسده".

وقالت فى تصريحات للأناضول: "حاولت إبلاغ من لهم علاقة فى الحكومة الأردنية كى يتداركوا الوضع، لكن للأسف لا يوجد إلى الآن أى أحد يتفاعل".

وناشدت زوجة البرغوثى العاهل الأردنى، الملك عبد الله الثانى بـ" سماع صوتها و تدارك أحد أبناء الأردن قبل نعيه شهيداً فى السجون الإسرائيلية ".