د. رضا عبد السلام

أخيراً خرج العرب من بيت الطاعة الأمريكى!!

الأربعاء، 10 يوليو 2013 09:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعنا جميعاً تبارى الدول العربية، فالسعودية والإمارات والكويت وقطر وغيرهم، هنأوا مصر، وأعلنوا عن أرقام مليارية لدعم شعب مصر الشقيق للخروج من محنته، بعد أن أبهر العالم مرة أخرى بإزاحة الإخوان عن السلطة.
أدرك العرب جلياً أن الولايات المتحدة لم ولن تريد الخير لهذه الأمة، فهى تسعى بحق لتحقيق ما سبق وأن أعلنت عنه كوندليزا رايس منذ سنوات "الفوضى الخلاقة". ولهذا كان غريباً بالنسبة لكل عربى هذا الموقف المعاند من الإدارة الأمريكية للإرادة الشعبية. كيف تتجاهل الولايات المتحدة إرادة تلك الملايين التى خرجت تطالب بإقالة رئيس واهن ونظام لم يقل فى فساده عن نظام حسنى مبارك. نعم هناك آلاف وربما ملايين تدعم ما يسمى بالشرعية، وهذا حقها، ولكن العينة بينة ومن لا يستطيع الرؤية من الغربال فهو أعمى، الشعب عبر تلك الملايين قال كلمته فى رئيس واهن، وبأخطائه وفر الذرائع لمعارضية.
أنى لشعب أن ينتظر وتعتصره الهموم والمشكلات الاقتصادية الطاحنة؟! أنا لا أنكر حق أنصار د.مرسى فى مطالبهم، ولكن عليهم أيضاً أن يدركوا أن الشرعية الحقيقية هى لتلك الملايين التى خرجت فى القرى قبل المدن، وهو ما لم يحدث فى عهد النظام البائد!! إذاً لما يحاولون فرض إرادتهم على هذا الشعب الذى عرف طريقه؟! هل يتوجب على تلك الملايين أن تنتظر لثلاث سنوات أخرى تذوق مرارة الفقر والفساد والانهيار الكامل؟!
أكرر دائماً، الكل كان يتمنى له الفشل... نعم.. هذا صحيح، ولكنه كان يعلم بهذا، وبالتالى طالما أنه عاجز أمامهم فعليه أن يترك الساحة ليأتى الأقوى والأقدر والأجدر.. أم أن علينا أن نبقى على السائق رغم عجزه عن القيادة؟ هل نضحى بالركاب من أجل سائق غير مؤهل بل انشغل بالخناق مع الركاب؟!
ثانياً ألم يعاد الإخوان الجميع حتى باتوا فى خصومة مع طوب الأرض، فلم يتركوا مؤسسة إلا وعادوها، وحتى الشعب (الذى وهبهم السلطة واختارهم) باتوا يتعاملون معه باستكبار واستعلاء لم يفعله النظام البائد إلا فى سنواته الأخيرة. لقد عادوا المؤسسات فى الداخل، فكيف يمكنهم النجاح وهم فى عداء مع الجميع، من سيتعاون معهم وهم كذلك. الفساد؟ نعم.. كلنا ندرك أن مصر غرقت فى الفساد على يد مبارك ونظامه، فلم تنجوا مؤسسة من الفساد من الجامعة إلى القضاء إلى الشرطة إلى البترول.. الخ. نعم ندرك كل هذا، ولكن هل من الذكاء الدخول فى صدام مباشر مع الجميع، أم أن الحكمة تقتضى التعامل مع هذا الملف بحكمة حتى نواصل الرحلة؟!
أما على المستوى الخارجى فحدث ولا حرج، فقد عادينا الجميع وتحديداً الأشقاء العرب، حتى أوصد العرب أبوابهم فى وجوهنا ولا نلومهم على ذلك. لقد سخر الله أبواقاً من الإخوان كالعريان والبلتاجى ليكونوا مسماراً فى نعشهم، حيث انشغلوا بإشعال الفتنة بين مصر وأشقائها، ولهذا كان من المنطقى أن يديروا لنا ظهورهم.
الآن وبعد أن قال أغلب المصريين كلمتهم فى 30 يونيو فى مختلف الميادين والقرى، أعلن العرب عن بكرة أبيهم عن ترحيبهم بعودة مصر بيت العرب إلى العرب، وإلى العالم.
مؤكد أن الموقف العربى وخاصة من السعودية والإمارات والكويت وقطر هو موقف تاريخى، لأن الجميع يدرك أو أدرك مدى تمسك الإدارة الأمريكية بنظام الإخوان، متاجهلين إرادة تلك الملايين التى خرجت ضده.
سيكتب التاريخ أن العرب يستطيعون قول كلمة لا لأمريكا وغيرها، تماماً مثلما فعلوا فى حرب أكتوبر 1973م. علينا أن نستثمر هذا الموقف التاريخى لبناء عربى حقيقى نبهر به العالم.
الآن بعد 30 يونيو بات هناك تصالح داخلى وتصالح خارجى. فبعد أن تفرقنا وصرنا شيعاً على يد الإخوان توحدنا وتوحدت كلمتنا وأدركنا من هو العدو الحقيقى. ولا يعنى توحدنا هذا أننا سنغض الطرف على الفساد والمفسدين أياً كانت هويتهم، فهؤلاء سيأتى وقتهم ودورهم ولكن هذه المرحلة مرحلة رأب صدع وبناء. عاد الشعب والتف حول شرطته وجيشه وعاد الأخ لأخيه والجار لجاره. وعلى المستوى الخارجى تبارى الأشقاء الأوفياء فى مبادرات دعم مصر، ليس فقط على المستوى الحكومى ولكن أيضاً على المستوى الشعبى من خلال صندوق دعم مصر. فأهلاً بالمحبة والمودة والسلام، وتباً لكل يد تحاول تمزيقنا وتشتيتنا.
مؤكد أن موقف الأشقاء العرب وَضَع الإدارة الأمريكية فى مأزق حيث باتت مكشوفة، وفى نفس الوقت أدركت أنها تكاد تفقد حلفاء استراتيجيين لها فى المنطقة، ولهذا كان لهذا الموقف الشهم من الأشقاء دور فى إثناء الإدارة الأمريكية مؤخراً عن موقفها المعادى لإرادة ملايين 30 يونيو.
فالشكر كل الشكر لكل يد تمتد لشعب مصر بالخير، لأن مصر وشعبها يستحقون الخير ويستحقون حياة أفضل. وإلى الأخوة فى جماعة الإخوان ومن يناصرونهم، أقول، هل يستحق كرسى السلطة إزهاق كل تلك الأرواح، لما لم تفعلوا ما فعله الحسن بن على بن أبى طالب حفاظاً على أرواح المسلمين؟! هل السلطة أم الدين هدفكم، إذا كان الدين هدفكم كما تدعون فتذكروا حديث رسول الله "إذا تلاقى المسلمين بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار". أما بالنسبة للولايات المتحدة فأقول: لقد بلغ شعب مصر سن الرشد، ولن يقبل بأن يفرض أحد عليه إرادته، وعليكم من الآن فصاعداً أن تراعوا هذه الحقيقة إذا كنتم بحق تريدون علاقة ندية وبناءة مع مصر وأشقائها.

أما الأشقاء العرب فأقول لهم أهلا ومرحباً بكم على أرض الكنانة والعروبة سياحاً ومستثمرين وزواراً. وأنا على يقين بأن أبوابكم ستفتح فى وجه كل مصرى ينشد تحسين دخله وتقديم خبراته وإمكاناته ليفيد ويستفيد، وبالتالى نرتقى جميعاً كعرب بين الأمم. والله الموفق.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة