الفلول كلمة شاع استخدامها بكثرة فى قاموس السياسة المصرية عقب ثورة 25 يناير لوصف ( بقايا نظام حسنى مبارك وحزبه ) بعد أن كانت وصفاً شائعاً فى السياسة لوصف ( بقايا أى نظام بائد ) سواء كان هذا النظام جيشاً مهزوماً أو نظاماً سياسيا ً تمت هزيمته أو القضاء عليه.
والجدير بالذكر أن مصطلح الفلول فى أصله مشتقاً من كلمة ( فـَلٌّ ) التى تعنى الكسر فى حد السيف أو ناب البعير المتكسر الذى تسمى العرب ( فليل ) ومن ذلك قول النابغة الذبيانى : (ولاعَيْبَ فيهم غـَيْـرَ أن سُيُوفـَهُمْ بـِهـِنَّ فـُلـُولٌ مِـنْ قِرَاع ِالكَتـَائِـبِ ) ومعنى البيت أن هؤلاء القوم ليس فيهم من العيوب سوى أن سيوفهم تكسرت من كثرة خوض المعارك مع الأعداء وهذا دليل على الشجاعة والإقدام لكنه جاء فى صورة مدح يشبه الذم وكما ورد مصطلح الفلول فى الشعر ورد أيضاً فى الأمثال العربية القديمة منها المثل المعروف ( لا يفُلُ الحديد إلا الحديد ) أى أن حد السيف يتعرض للكسر حينما يضرب به ما هو أقوى منه والمعنى واضح أن سيف الثورة المصرية كان أقوى فتكسرت عليه دكتاتورية مبارك ومن بعده مرسى الذى أخرج المصطلح من معناه الحقيقى فصار يطلقه هنا وهناك وكاد ينصب المشانق للشعب المصرى كله تحت تأثيره. وأرى أن لا نُطلق مصطلح الفلول إلا على من تثبت إدانته قانوناً أنه أجرم فى حق الشعب المصرى وكان سبباً فى تخلفه من بقايا نظام مبارك وليس على الكل من نظامه لأنه ليس من العدل أن نُحاكم من لا يحاكمه القانون ونتولى دور القضاء نيابة عنه فنصف هذا وذاك أو نرمى به كل من خالفنا الرأى أو اختلف معنا فى العقيدة أو الفكر وبالتالى نُعطى أنفسنا الحق فى وصف من نشاء متى نشاء بالخيانة ونحرمه من حقه فى بناء وطنه وتقدمه لأن مرحلة ما بعد 30 يونيو تتطلب من الجميع البناء. إذن لفظة الفلول ممارسة وسلوك وحالة يتصف بها كل من يُجرم فى حق مصر وشعبها سواء كان مسئولاً أو مواطناً عاديا لكنه ساهم أو شارك أو حرض على العنف أو اتخذ موقفا يُفضى إليه أو كان نتيجة محتملة لفعله أو موقفه أو ممارساته.
