أحزان وطن

وكأنما كتب الله على شعب الكنانة ألا يفرح كثيرًا، فبعد أن خرج الملايين لتصحيح مسار الثورة واستلهام خارطة طريقٍ جديدة فإذا بالشهداء يتساقطون والدم المصرى الغالى يسيل! ولعلى أعترف أننا كنًّا نتوقع منذ بداية الأحداث مثل هذه المواجهات الدامية التى لا نرجو لها أن تتكرر خصوصًا وقد ظهر «الإعلان الدستورى» الذى يحدد الخطوات التالية للتحول الديمقراطى السريع والعودة إلى حكمٍ مدنى منتخب خلال شهورٍ قليلة، ولست أشك فى أن العقل المصرى سوف يسود وأن المصلحة العليا للوطن سوف تكون هى الهدف مهما تعددت الرؤى وتباينت الأفكار، إننا نستقبل الشهر الكريم بروحٍ جديدة فيها مزيج من الحزن النبيل على ما فقدنا، والفرح أيضًا بما حققنا، إنها أقرب إلى عنوان الكتاب الشهير للعالم المصرى الراحل «د.عبد العظيم أنيس» عندما تحدث عن (رسائل الحب والحزن والثورة).