إن الناظر إلى حال مصر يكاد يصاب بإحباط شديد، بل إنه يصاب بذلك فعلاً. فمصر الآن بين متجردين ومتمردين قد قطعت أوصالها ولا تكاد تعرف من حقًا يريد مصلحة هذه البلاد.
فبين إخوان تشبثوا فى بالحكم واستماتوا عليه وأبوا أن يتركوه، وبين معارضة يكاد جنون الرغبة فى السلطة أن يطيش بعقلها، تسعى لذلك الكرسى بأى ثمن، حتى لو كان هذا الثمن "هو الشعب".
وهناك شعبٌ يأن من الجوع والخوف والتعب، أرهقه الفقر، وعبثت به الشائعات، وسيطر عليه الفزع، فأصبحت مصر كما لو أنها دولتين : دولة فوق الأرض تتناحر أطرافها سياسيًا كلٌ يبكى على ليلاه، كلٌ يرى أنه الصواب وغيره الخطأ، ودولة قُذفت فى باطن الأرض لا تلقى بالاً لتلك الصراعات السياسية، وإنما همها أن تنهض البلاد، أن يسود الأمان، أن تجد لقمة العيش، لا تفرق بين هؤلاء أو أولئك، الأهم عندها أن تستقر البلاد.
وهنا تخرج علينا العديد من الأسئلة التى لو بحثت عن إجابات لها فلن تجد:
* لماذا يتشبث الإخوان بالحكم هكذا ؟ ولماذا ترفض المعارضة هذا الحكم كل هذا الرفض ؟
* لماذا لا يدعو الرئيس إلى استفتاء حول الانتخابات الرئاسية المبكرة ؟ ويرى ماذا يريد الشعب ؟ فإن أراد الشعب ذلك إذاً فهى إرادة شعبية، وإن لم يُرد فليس لأحد الحق بعدها أن يتكلم عن هذا الأمر.
* لم يوجه الرئيس نظره إلى نخبة معينة ؟! يتصارع معها، ويترك شعبه صاحب الرأى الأول والآخير !!!!!
* لم المعارضة تريد الحكم بهذا النهم ؟! وأين كانوا فى العصر البائد ؟! أين كانت حركة تمرد وجبهة الإنقاذ بكل رموزها وغيرهم ؟! لم نسمع فى العهد البائد من قال يومًا "إن الرئيس محمد حسنى مبارك قد فقد شرعيته" ؟!!!!!!!!!!!!
* وأين تحركاتهم فى الشارع المصرى ؟! أين هم من الفقراء ومن لا يجدون الطعام ؟ أين هم من الشباب العاطل ؟ لم لا يتحركون بعيدًا عن الحكومة ويجدون حلولاً للشعب وينهضون به ويساعدونه وحينها فقط سيرفعهم الشعب على أكتافه إلى سدة الحكم رغم أنف أى أحد ؟
والسؤال الأهم على الإطلاق :..... أين مصر فى حسابات هؤلاء أو أولئك ؟!!!
فعذرًا للجميع: إننا لم نر مصر لا فى حكم الإخوان، ولا فى معارضة تمرد وجبهة الإنقاذ !!
مظاهرات بميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
إذا طهرنا آذاننا من تشويش حملات التضليل الإعلامي الجبارة فالمسألة واضحة و لا لبس فيها.