لأنكم تلاعبتم بالثورة.. وجعلتوموها مطيةً تنقلون بها أسفار مخططكم وجسراً تعبرون به إلى مطمعكم.. لذا رجعت عقارب الساعة خلفاً.. نحن نكمل الآن اليوم التاسع عشر للثورة.. ما اقترفتموه فى الفترة الانتقالية من تحويل دفة الثورة إلى مجراكم أنتم.. صفقاتكم واستفتاؤكم ودستوركم وانتخاباتكم وكل ما أرغمتم من أدار المرحلة الانتقالية على فعله.. لمصلحتكم أنتم.. فكانت مرحلة عجيبة أضرت الثورة والوطن.. لا قيمة لها.. كرهنا الشرطة والمجلس العسكرى والثورة على أيديكم.. وتخليتم أنتم عن شبابها.
اليوم التاسع عشر يأتيكم ويسعى إليكم.. ظننتم أنكم فى مأمن عنه.. طوقتم سيطرتكم وحكمكم بطوق إسلامى واهم.. هذه التجارة لم تعد رابحة.. الإسلام منزه عن احتكار واستغلال وابتزاز بأنك حاكم شرعى.. حاكم فى عصره الحصول على زجاجة خمر أيسر من الحصول على لتر بنزين !!!... تكفير المعارضة والمضادين لأفكاركم.. قد تظن أنك على صواب ولك شرعية.. ما قيمة شرعية تبصرها تسرى على نهر من دم؟ .. يخرج شبابكم ودماؤهم حرام مثلهم مثل أى مصرى.. استغلالكم دمائهم فى نصر مؤقت وتعاطف لن يجدى .. هم ضحايا قياداتكم.. ضحايا من يريد مشروعاً وهمياً.. يقنعون به أنفسهم .. لأن الوطن ليس مشروعكم.
المشكلة ليست فقط فى فشل مثل نقص بنزين وقطع كهرباء واقتصاد مدمر.. ولكنى أرى الطامة الشاخصة أمامى أنك لا تمثل المصريين كلهم.. أنت حقاً لعشيرتك وجماعتك.. تمّسكك بهشام قنديل ذى اللحية.. يقنعونك أنك لو أقلته فأنك تثبت أنه فاشل.. وهذا معناه فشل للمشروع الإسلامى..هل من يقتربون منك ويدنون يكفيهم اللحية لتحكم على أدائهم بأنه جيد ولا ينبغى الاستماع لعلمانين لا يريدون أمثالكم لتوجهكم الدينى.
يوهمون المؤيدين أن الرئيس يمثل نموذجاً للحكم الإسلامى الذى يريد العلمانيون أن يسقطوه .. والسؤال هل استفاد الإسلام من حكمكم.. أنتم تركتم الدعوة إلى الله وانتقلتم إلى لهو السياسة وكذبها وعبثها ومجونها.. وسقطتم فى هوة الفشل السحيقة.
ارجعوا إلى جماعة الوطن.. قبل الثمانية عشرة يوماً للثورة النظام كان يحظركم .. الشعب الآن هو من سيكتب قرار حظركم إن لم تثوبوا .. إما أن تضحوا بمطامعكم ..أو تضحوا بشرعية جماعتكم التى قد تفقدونها فى اليوم التاسع عشر المتمم للثورة.
