للمرة الثانية يخرج ملايين من الشعب المصرى الذى يعشق تراب هذا الوطن ليغير للمرة الثانية رئيسه الذى لم يستوعب الدرس عند إسقاط مبارك ولم يستغل كل الفرص التى أتيحت له لتصويب أخطائه المتكررة فكان رحيله أمرًا حتميًا.
لقد اعتقد مرسى أن بناء الأسوار والحوائط الخراسانية سوف تحول دون رحيله وسقوطه ولم يعلم أن إرادة الشعب والغضب العارم وحالة الاحتقان المتصاعد فى الشارع المصرى وخاصة بعد خطابه الأخير المخيب لكل الآمال، أقوى من هذه الحوائط الخراسانية والتى بناها من قوت هذا الشعب وكان من الممكن أن تكرس لأعمال فيها مصلحة إنسانية لهذا الشعب وليس حماية بقاء الرئيس.
لقد انتابنى حالة من الغضب الشديد وأنا استمع لمقتطفات من خطاب الشيخ يوسف القرضاوى والتى دعا فيها المصريين إلى عدم المشاركة فى المظاهرات يوم ٣٠ يونيو لإسقاط الرئيس محمد مرسى، معتبراً إياه «منتخب انتخابا شرعيا صحيحا ويجب أن يطاع باعتباره «ولى الأمر»، وهو أمر ليس بعجيب من الشيخ القرضاوى المعروف عنه انتماؤه لجماعة الإخوان المسلمين ويعتبر أحد قادتها المعروفين واستطرد قائلا:« ألا تصبرون على الرجل، الذى يبنى كل يوم" وأتعجب مرة أخرى من قوله لأن مصر لا تحتمل عاما آخر من حكم مرسى الذى يهدم كل يوم منذ توليه الرئاسة ولا يبنى كما قال الشيخ القرضاوى.
إن أكبر أخطاء مرسى فى تصورى والذى تتابعت الأخطاء من بعده هو أنه حنث بالقسم الذى أدلاه عندما أقسم أمام المحكمة الدستورية بأنه سيحترم القانون والدستور ثم قسمه بأنه سيحترم أحكام المحكمة الدستورية، ولم يعبأ بكل هذا، وأصدر على الفور قرارا بعودة مجلس شعب والذى قضت المحكمة الدستورية بحله وبطلانه ثم تبعه الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى والذى كان يتضمن "اعتداء غير مسبوق" على استقلال القضاء وأحكامه والذى لم يبد ندمه عليه إلا بعد مرور عام من توليه السلطة.
إن أخطاء مرسى السياسية والقانونية والاقتصادية المتكررة كانت بسبب الاختيار الخاطئ لمستشاريه ومساعديه والذين ورطوا مرسى فى العديد من القرارات التى لم تترك للشعب مجالا ليتسامح مع رئيسه.
مصر كانت تنتظر من مرسى الكثير ولكنه لم يحقق منها شيئًا إلا الانقسام وتآكل مكانة مصر الأفريقية والعربية والدولية واقتصاد متهالك أصبح لا يقوى على النهوض وعناده على بقاء رئيس حكومة فاشل تقتصر كل خبراته على الموارد المائية والرى منذ تخرجه من كلية الهندسة عام 1984.
واليوم يكرر مرسى أخطاءه بأنه لن تكون هناك ثوره ثانية وأن المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو مؤامرة لقلب نظام الحكم، أما من أستوعب الدرس جيدا فهم رجال الشرطة الشرفاء الذين انحازوا للشعب بكل أطيافه يوم 30 يونيو بعد حاله الإحباط التى أصابتهم ومقتل وخطف العديد من زملائهم دون القصاص لهم، ولا بد أن نشيد هنا بموقف الجيش وقواتنا المسلحة برئاسة الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الذى صرح بأن الجيش خلف الشعب حتى تتحقق أهدافه ثورته وبطريقة سلمية تحفظ للبلاد أمنها القومى، إن البعض تصور أن الشرعية التى جاءت عن طريق الصندوق الانتخابى هى شرعية مكتسبة لا يمكن المساس بها أو سحبها ولم يأخذوا فى الاعتبار الشرعية الثورية للشعب المصرى صاحب الصندوق الانتخابى والذى يملك تغييره إذا لم تتحقق مطالبه وأهداف ثورته التى خرج من أجلها فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.
سيذكر التاريخ أن أكبر أخطاء جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتهم هو الهرولة إلى كرسى الرئاسة فى مصر بعد سقوط مبارك فى الوقت الذى لا يملكون الكوادر السياسية أو الاقتصادية الناجحة للنهوض بمصر وهو ماعجل بسقوطهم، أخيرا أناشد الرئيس محمد مرسى أن يتقدم باستقالته فى أسرع وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة استمرار لمسيرة الديمقراطية فى مصر والتى صنعتها ثورة 25 يناير العظيمة لشعب عظيم نقف وننحنى إجلالا واحتراما له.
حسن عزت أحمد يكتب: لا شرعية فوق شرعية إرادة الشعب
الإثنين، 01 يوليو 2013 05:38 م
مظاهرات 30يونيو
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب اختار مرسى وسيدافع عنه بكل قوته
الشعب اختار مرسى وسيدافع عنه بكل قوته
الشعب اختار مرسى وسيدافع عنه بكل قوته
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الفتاح الجزائري
هنيئا لكم هذا الشعب العظيم