"اليوم السابع" ترصد مواطن الاتفاق والاختلاف بين الجزء الأول والجزء الثانى من الثورة.. اللافتات والشعارات والتقاليع ووسائل الحشد والترويع بين الاتحادية والتحرير

الإثنين، 01 يوليو 2013 09:58 م
"اليوم السابع" ترصد مواطن الاتفاق والاختلاف بين الجزء الأول والجزء الثانى من الثورة.. اللافتات والشعارات والتقاليع ووسائل الحشد والترويع بين الاتحادية والتحرير التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت فاطمة خليل وحسن مجد وإيناس الشيخ ورضوى الشاذلى وإسراء المتجلى ورحمة ضياء وجهاد الدينارى ومؤنس حواس
مسافة طويلة ملأتها الزحام والأحداث المتشابكة بين "ثورتين" تشابهت دوافعهما واختلفت تفاصيلهما بين اثنين من الميادين، لم تربطها علاقة تذكر قبل عامين ونصف من الآن، من ميدان التحرير بدأت الموجة الأولى فى شتاء يناير ومنتصف القاهرة بتفاصيل وأحداث ظن الجميع أنها نهاية النفق المظلم، قبل أن تنطلق الموجة الثانية من ميدان آخر له تفاصيل أخرى، وجغرافيا مختلفة حددت معالم أخرى للمكان وموجات مختلفة من البشر وهتافات رسمت شكلاً جديداً لثورة مازالت مستمرة بأيقونات ثابتة مهما اختلفت أماكنها أو فصلت بينها المسافات، رفعت شعار "أرحل" ومازالت، وتمسكت بمطلب لم يتحقق بعد "عيش حرية عدالة اجتماعية".

التقاليع: من "ارحل" إلى "الكارت الأحمر"

"تقاليع" 30 يونيو ظهرت لتعكس موجة أخرى من موجات الثورة التى انطلقت قبل عامين ونصف العام بلافتة واحدة كتب عليها ثوار 25 يناير شعار "ارحل" للمخلوع.

ارحل بخط عريض فى منتصف الميدان، الدمية المشنوقة أعلى إشارة التحرير، اللافتات الساخرة، الجرافيتى، كانت أبرز تقاليع اعتصام ميدان التحرير التى حلت محلها مجموعة أخرى من تقاليع "الاتحادية" التى أظهر فيها المصريين ما اكتسبوه من خبرة "سنتين ثورة" تخللهما أحداثاً عاشها المصريون بمبدأ "أنا مصرى أذن أنا أخترع"، فظهر الليزر الأخضر كوسيلة إنقاذ فى وقت الخطر، واللافتات العملاقة التى حملت وجوه الشهداء وتحولت إلى إحدى أبرز أيقونات محيط الاتحادية، والكارت الأحمر الذى أنهى صلاحية الرئيس المنتخب، استمارات "التمرد" التى استبدل بها الثوار "غزوة الصناديق" بثورة جديدة، وعلامات الـ"إكس" التى حفرت على وجه "الرئيس محمد مرسى" رفضاً شعبياً له تقاليعه الخاصة.

الهتافات: من "الشعب يريد إسقاط النظام" إلى "اكتب على حيطة الزنزانة حكم المرشد عار وخيانة"

الشعب يريد إسقاط النظام، و"شيلو مبارك هاتو خروف يمكن يحكم بالمعروف" بعض هتافات 25 يناير، التى تغيرت خلال عامين وصف تبعاً للأحداث السياسية والاجتماعية، إلا أنها مازالت تجمع بين مطالب مشتركة تحت عنوان: "أرحل" و"عيش حرية عدالة اجتماعية"، بينما اختلفت معظم الشعارات عن ثورة 25 يناير التى بدأت بهتافات مثل، يا جمال قول لأبوك كل الشعب بيكرهوك، مش هنخاف من أبوك يا جمال صوتنا العالى يهد جبال، مش هنخاف مش هنطاطى إحنا كرهنا الصوت الواطى، وغيرها من الهتافات التى مازالت محفورة فى أذهان المصريين منذ بداية ثورة 25 يناير، وهى الهتافات التى لم تبعد عنها كثيراً ما رج به الهتيفة أركان الاتحادية ضد حكم "مرسى" الذى حل محل المخلوع فى الشعارات ومازالت المطالب واحدة، فتحول "مبارك وجمال" إلى يا بديع قول لمرسى الزنزانة بعد الكرسى"، و"أكتب على حيطة الزنزانة حكم المرشد عار وخيانة"، "أكتب على جدران البيت ضحكوا علينا بإزازة زيت"، وغيرها من الشعارات التى وصفت معظمها الإخوان "بالكاذبون"، مثل "أقفل على الحرية الباب مرشد عار ورئيس كداب".

المناسبات.. ثورة يناير فى عيد الشرطة وثورة يونيو فى عيد "الجيش"

لم تكن صدفة أن يختار الثوار يوم الـ"25 يناير" الذى يتزامن مع الاحتفالات بعيد الشرطة ليكون شرارة ثورتهم الأولى التى أطاحت بالرئيس مبارك وحاشيته، لكن المفارقة التى لم يحسب أعضاء تمرد حسابها، وقت إعلانهم عن 30 يونيو هو أن هذا التاريخ يتزامن مع "عيد الدفاع الجوى" الذى ربما لا يعرف تاريخه معظم من قرروا النزول للإطاحة بحكم الرئيس، فالصُدفة هى كلمة السر التى لم يتوقعها أحد فى أن تتزامن فعاليات ثورة 30 يونيو أيضا مع العيد الـ44 للدفاع الجوى.

المكان: مظاهرات يناير بجوار "الداخلية" و30 يونيو بالقرب من "الدفاع"


انطلقت ثورة يناير فى التحرير ولكنها خلدت شارع محمد محمود كحدث من أهم أحداث الثورة لقربة من وزارة الداخلية، التى حولت هذا الشارع إلى أحد أهم "أيقونات" ثورة 25 يناير، وعلى سبيل المصادفة التى لم يحسب لها المتمردون حساباً استقرت "وزارة الدفاع" بالقرب من محيط الاتحادية التى تبعد عنه نفس المسافة تقريبا التى فصلت "وزارة الداخلية" عن ميدان التحرير.

المكان الذى لم يعرف قبل عصر النهضة مكاناً للاشتباكات أو "القلق" لما عرفه قديماً من "تشديد أمنى"، هو المكان الذى امتلأ بالثوار الذين اختار بعضهم الوقوف أمام وزارة الدفاع للمطالبة بنزول الجيش للسيطرة على الموقف، ورشحت شارع "الخليفة المأمون" للقب الشارع الأشهر بعد شارع "محمد محمود".

المفارقة هنا ليس فقط فى جغرافيا المكان بل أن التظاهرات التى تحدث أمام وزارة الدفاع الآن تطالب الجيش بأن يتولى زمام الأمور ويعود إلى الحكم وهذا عكس ما كان يحدث فى وقت الثورة والهتاف الشهير "يسقط يسقط حكم العسكر" الذى تحول فى عهد النهضة إلى "الجيش والشعب أيد واحدة".



وسائل ترويع المشاركين من البلطجية و"الجمل" إلى التخويف من التحرش

هجوم البلطجية وموقعة الجمل هى شائعات نظام مبارك قبل سقوطه لترويع المتظاهرين، تغيرت إلى التخويف من التحرش والاغتصاب للمتظاهرات فى عهد الإخوان، المسيرات التى انطلقت للثورة على حكم الإخوان بلافتات وكروت حمراء للرئيس تم التخويف منها بفزاعة التحرش ونصح المتظاهرات باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وسائل الحشد: من الفيس بوك وتويتر إلى استمارات تمرد

لو اشتركت فى صفحة كلنا خالد سعيد فى أول دقيقتين فأنت بالتأكيد تعرفه ولو اشتركت لاحقا فهذا هو النداء الثانى للصفحة التى دعت لثورة واضحة على الرئيس السابق حسنى مبارك، وكان يقول "يا جماعة إحنا بقينا 300 شخص فى دقيقتين.. عايزين نبقى مائة ألف.. لازم نتحد".

بنفس هذه البساطة خرجت تمرد لتنادى بثورة جديدة.. مجرد فكره فى عقول مجموعة من الشباب الذى لا ينتمى لعالم الصفوة أو أباطرة السياسة، وشاركوا أهل كلنا خالد سعيد فى نفس الشعور باليأس من صمت الشارع، ولكن هذه المرة أمام شرعية صناديق وأصوات ناخبين وضعت أملها فى رئيس قدم مئات الوعود ولم يف بأى منهم، فصنعوا شرعيتهم بأنفسهم فوق أوراق بسيطة وكلمات واضحة "تمرد.. لسحب الثقة من نظام الإخوان".

مجرد مائة ألف كان هو طموح نداء كلنا خالد سعيد، ولم يصلوا حتى لنصف هذا العدد قبل 25 يناير 2011، والآن تعلن تصريحات تمرد الرسمية عن جمعها 22 مليون توقيع من قلب الشارع، يؤكدوا أن ما فعلته صفحات الفيس بوك من الممكن أن يعيده الحبر فوق أوراق تمرد.

شهر رمضان: بعد يناير بـ7 شهور.. وبعد 30 يونيو بـ9 أيام


بطعم الثورة يقترب رمضان هذا العام يوم خلف الآخر، تختفى برامج الطبخ أمام برامج التوك شو ومناقشات السياسة، وتنخفض الأعداد فى أسواق الياميش مع ارتفاعها أمام قصر الاتحادية ورابعة العدويه، وتقل مبيعات الطمر والقراصية مع تزايد مبيعات القطن والخل والكمامات.

من الثورة على المجلس العسكرى، إلى المائة يوم الأولى من حكم مرسى، إلى ثورة جديدة على الرئيس المنتخب الأول لمصر، مر رمضان الثورة الثلاثة سنوات الماضية يعطى بعض النفحات على مصر الثورة، وتغطى هى عليه فى أحيان أخرى بفاعليتها الثورية، وانشغال أهلها بدنيا السياسة، والبحث عن هوية جديدة لهم.

ويقول سيد يحيى تاجر الياميش بالسيدة زينب، مصائب قوم عند قوم فوائد، فمن المعروف أن هذه الأيام هى "أيام النغنغة " لنا كتجار الياميش وباب رزق مفتوح، ويتابع: "لكن بعد الدعوة ليوم 30 الرزق كله راح للى هما أصلا مش محتاجين".

ويفسر ذلك بأن الناس انشغلت بتحضيرها لثورة الاتحادية وشراء الخل والكمامات من المحال التجارية والصيدليات، ونسيوا الياميش وقمر الدين بل كادوا أن ينسوا رمضان نفسه على حد تعبيره.

نوعية المتظاهرين: ثوار وإخوان وسلفيين ضد مبارك.. وثوار وفلول وكنبة ضد مرسى
منذ أن تجمع الشعب المصرى لإسقاط الرئيس مبارك، لم يتحدوا على كلمة واحدة إلا لإسقاط مرسى، باستثناءات قليلة فى الحالتين، فأبناء مبارك وقفوا معه كما يقف الإخوان وبعض السلفين مع مرسى حاليا.

فكرة لم الشمل ضد مرسى، بدأت مع مشوار المائة يوم الذى وضع المصريين أملهم فيه قبل أن يخذلهم الرئيس، ومنه إلى تشكيل الحكومة الذى لم يف بعهود المشاركة لا المغالبة، تلته فترة صمت وانقسام حول إمكانية نجاح الرئيس، انتهت بالإعلان الدستورى الذى جمع السلطات فى يد الرئيس، واستكملها بوضع الدستور من جماعة الإخوان المسلمين وأنصار ما يسمى بتيار الإسلام السياسى فقط، انتقلت إلى مجموعة واسعة من أزمات الوقود، والكهرباء، وارتفاع ضخم فى الأسعار، لتنتهى جموع المصريين موحدة مرة أخرى على كلمه واحدة "أرحل".

الجغرافيا: من براح التحرير.. إلى كثرة الشوارع الجانبية بالاتحادية

أربعة مداخل رئيسية اعتادت قوات الأمن المركزى محاصرتها فى ميدان التحرير، حفظ المتظاهرون طرق الهروب منها على مدار عامين، ودرست قوات الأمن طرق اختراقها، وهو المشهد الذى يختلف تماماً عن جغرافيا محيط القصر المليئة بالشوارع الجانبية التى لا تنتهى متفرعة من شارع الميرغنى والشوارع التى تحيط أسوار القصر.

الشارع الطويل الذى ملأه المتظاهرون، وتفرعت منه الشوارع التى تنتهى بميادين أخرى بمصر الجديدة مثل "روكسي"، و"الكوربة" وغيرها من الشوارع الرئيسية، هو ما غير خريطة التأمين التى رسمتها قوات الأمن، وخريطة الهروب التى رسمها الثوار فى حركتهم أثناء المظاهرات، كما غيرت جغرافيا الشارع "الأكثر براحاً" أماكن وصول المسيرات واستقرارها وطرق الكر والفر بين الأمن والثوار فى حالة وقوع الاشتباكات التى غالباً ما تجد مكاناً أكثر أتساعاً من ميدان التحرير ببواباته المغلقة.

الطقس: من الشتاء القارس إلى الصيف الحارق
"
على الاتحادية رايحين بشماسى بالملايين" .. هذا هو حال المتظاهرين والمعتصمين فى محيط القصر فى ثورتهم الثانية؛ فالشمس الحارقة جعلتهم يتسلحون بالشماسى والخوذ لمقاومة حرارتها اللافحة، كل حسب مقدرته فهناك من اشترى الشمسية الملونة بألوان العلم المصرى التى يتراوح سعرها من 4 إلى 15 جنية، وآخرون اشتروا الخوذة البلاستيكية التى تصل لـ 20 جنية، لتكون سلاح ذو حدين يحميهم من لهيب شمس الصيف، ومن الطوب والحجارة عند أى محاولة للغدر.

وكان من بين المتظاهرين الغلابة من استعاض عن الشمسية الجاهزة التى لا طاقة له بثمنها، وصنع بنفسه شمسيته من الأقمشة التى لف بها رأسه ورقبته، و أخر صنع شمسية أكثر ابتكاراً من قرطاس مصنوع من ورق الجرائد. كما تزودوا بزجاجات المياه المثلجة التى أحضروها معهم من المنزل، وبعد أن نفدت بعد ساعات قليلة اضطروا لشراء المياه والعصائر من الباعة الجائلين المنتشرين فى المكان.

فالموجة الثانية من الثورة التى جاءت فى قيظ الصيف جعلتهم يترحمون على ثورة الشتاء التى قاموا بها قبل عامين وكان شعارهم حينها "على التحرير رايحين بطاطين بالملايين" لتدفئ اعتصامهم من شتاء يناير، وكانوا يحشرون أنفسهم بداخلها وهم يتجمعون حول النار التى أشعلوها، ويدفئون أصابعهم بأكواب الشاى التى أحضروها من أقرب "نصبة شاى" مجاورة لخيمتهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة