"الجارديان"تدعو المصريين للاحتكام للعقل..كتاب الثورات يخلو من أى مادة تقول إن عامين كافيان كى تنعم أية دولة بالسلام..الأيام المقبلة حاسمة قد يتجاوزها مرسى أو تدخل مصر فى صراع لا يميز بين فصيل وآخر

الإثنين، 01 يوليو 2013 06:15 ص
"الجارديان"تدعو المصريين للاحتكام للعقل..كتاب الثورات يخلو من أى مادة تقول إن عامين كافيان كى تنعم أية دولة بالسلام..الأيام المقبلة حاسمة قد يتجاوزها مرسى أو تدخل مصر فى صراع لا يميز بين فصيل وآخر مظاهرات بميدان التحرير
لندن ـ أ.ش.أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية المصريين إلى الاحتكام للعقل، وقالت فى تعليق على موقعها الإلكترونى أمس الأحد، إن كتاب الثورات يخلو من أى مادة تقول إن عامين اثنين من الإطاحة بديكتاتور، كافيان لأن تنعم أية دولة بالسلام.

وأضافت أنه إذا كان انهيار نظام السوفييت فى روسيا أو فى جنوب أفريقيا قد علما العالم شيئاً، فهو أن عمليات التحول الديمقراطية تكون من الضعف والهشاشة على نحو يجعلها عرضة للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة الأكثر قوة.

واعتبرت أن الرئيس مرسى لم يكون يبالغ عندما أخبر "الجارديان" مؤخراً أن أولى سنواته فى الرئاسة كانت بالغة الصعوبة، وأنه توقع استمرار متاعبه.

ورأت أن بعض متاعب الرئيس مرسى تأتى من جانبه؛ ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها ارتكبت خطأين استراتيجيين أسهما فى سد باب الحوار بين المعسكرين اللذين تشاركا يوماً ما فى ميدان التحرير.

أول هذين الخطأين يتمثل فى الدفع بدستور يسمح بمزيد من المداخلات الدينية إلى التشريع المصرى، وكان هذا بهدف الإبقاء على الحزب السلفى المتشدد على متن السفينة.

فيما يتمثل الخطأ الثانى فى الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى فى نوفمبر 2012 والذى خوله سلطات كاسحة بشكل مؤقت، وإن كان قد تراجع عنه على نحو سريع وأبدى أسفه عليه منذ ذلك الحين.

وعليه قضت "الجارديان" بصحة الاتهام الموجه للرئيس مرسى باختراق حدود التفويض الانتخابى بالالتزام بالإبقاء على كافة الأطراف على متن السفينة.

ولكن هذا لا يعنى تبرئة ساحة المعارضة؛ فلطالما اشتكت هذه المعارضة من استئثار جماعة الإخوان المسلمين على سلطات الدولة بكافة مؤسساتها الرئيسية، مع أن الوقائع تشير إلى رفض قادة المعارضة تولى مناصب حكومية رفيعة المستوى مراراً وتكراراً، فهى تطالب بتفويض ديمقراطى ثم ترفض المشاركة فى الانتخابات عندما تخشى خسارتها وتدعى عدم اللجوء للعنف ثم تحرض على التظاهرات المناوئة التى تتمخض عن سقوط قتلى وجرحى.

وقالت "الجارديان" إن الحقيقة بعد عام من تولى مرسى منصب الرئاسة هى أن كلا الجانبين لا يقبل بشرعية الآخر.

وأضافت أنه لاشك فى أن ثمة مخاوف بالغة بخصوص قانون الانتخابات المصرى بما يعزز فرص التزوير، ولكن السؤال هو عن مدى غور تلك المخاوف، وعما إذا كانت من العمق بحيث تستطيع تقويض صحة انتخابات حرة.

وقالت إنه حتى الآن تم الحكم على الانتخابات التى تلت عصر مبارك فى مجملها بالنزاهة، وليس من الصحة فى شىء الإدعاء بأن القدرة التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين على الأرض هى من القوة بمكان بحيث لا يمكن للمعارضة تحقيق شىء، ويمكن الرد على هذا الادعاء من قبل المعارضة بأن عليها أن تبنى قواعد لحركاتها السياسية.

ورأت أن ما يهم الآن هو كيف تجرى الأمور فى الشوارع؛ راصدة سعى الجانبين على حشد أكبر عدد من المؤيدين والإبقاء عليهم فى شوارع المدن الرئيسية.

ولكن مأساة الفئتين بحسب "الجارديان" هى أن ثمة معسكراً ثالثاً يتربص بهما متطلعاً إلى الفوضى.. هذا المعسكر هو بقايا النظام القديم الذى لم يرحل تماماً ويتحين فرصة العودة.

ورأت أن الخطر الظاهر فى مصر هو أن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطياً وسط حالة من الفوضى قد يجبر الجيش على التدخل ويرى بعض المتفائلين أن حكم الجيش لن يدوم أكثر من فترة تسمح بإجراء انتخابات جديدة، ولكن السيناريو المرجح بحسب الصحيفة هو أن الجيش إذا أتى للسلطة فإنه سيبقى فيها لمدة طويلة.

وتساءلت الصحيفة عما يمنع الإسلاميين فى الحكم والمعارضة المتناحرين، عن استشراف ما ينتظرهما من مستقبل قوامه الاعتقال والتعذيب والسجن فى ظل الحكم العسكرى على غرار ما اختبره الفريقان فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك؟

وقالت إن الأيام القليلة المقبلة هى أيام حاسمة، قد يتجاوزها مرسى فى الرئاسة أو من السهل إذا القول إن مصر ستنحو نحو الجزائر بأن تدخل فى صراع مدنى لا يميز بين فصيل أو آخر من المصريين ولا هو يحترم بالضرورة حدوداً قائمة.

واختتمت تعليقها بالقول إن استقرار منطقة الشرق الأوسط التى ليس لأوروبا ولا أمريكا كبير النفوذ على مجريات أحداثها يعتمد بشكل كبير على استقرار مصر، وإن منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره يترقبان ما ستختاره مصر من طرق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة