تمنيت وأنا أتابع المشهد الحالى على الساحة المصرية لو أن الجيل الحاكم فى جماعة «الإخوان المسلمين» والتيارات السلفية والقوى الليبرالية قد أعلنوا جميعهم الابتعاد عن المسرح السياسى وإفساح المجال للجيلين الثانى والثالث لديهم لكى يقودوا المسيرة بدماء جديدة وأنا واثق أن المشهد سوف يختلف كثيراً عما هو عليه لأن التقدم فى الأعمار وغيبة روح الشباب ـ صانع الثورة الحقيقى ـ يؤدى بالضرورة إلى تزايد حدة العناد والتمسك بالموقف حتى وإن لم يكن سليماً لأن «تصلب الشرايين» الفكرية يبعد أصحابها عن الواقعية السياسية والمواقف التى تستوعب مفردات المشهد السياسى المعقد فى كل اتجاه، وإذا كان الكبار يتفرغون لهدم ما كانوا يعانون منه فإن الشباب سوف يتفرغون لبناء ما يأملون فيه.