منذ أعوام قليلة فى بلدتنا، لم نكن نسمع عن قيام ثورة أو انتفاضة فى البلد الواحد، كنا دائماً نسير فى تدفق مُستمر حول الاستقرار وأمن الدولة ورعاية شبابنا وتربيتهم وكنا نحرص على العلم وكيفية التنشئة السليمة لشبابنا وفتياتنا.
فكانت إذا أقبلت علينا نتيجة الثانوية العامة فى سنة من السنوات تهتز لها كل قرية وكل مدينة ونرى الاهتمام والذعر وننتظر سماع الدرجات ونقول ابن فلان حصل على درجة ما، وابن فلان حصل على تلك الدرجة ولكن، ما الذى تغير علينا الآن أو آسفا الذى تغير علينا منذ سنوات، لن أقول كما يقولون أننا انتهكنا وأسلبت منا حقوقنا منذ ثلاثين عاماً كما يقول البعض لا إنها ظاهرة طارئة ظهرت فى وقت كانت العولمة هى كل سبيل للتحضر والرقى دون النظر إلى أى نوع وأى مدى نصل إلى حد العولمة، نأخذ أفكار ونروج ونشيع أفكارا أخرى ليس لها مصداقية ولا شىء من حد المعرفة التى نسعى إلى تحقيقها، فأصبح البعض يقلد حباً فى التقليد وليس غاية فى المعرفة، فأصبحنا نرى مثلاً شبابنا يرتدوا قميصاً مقذذ الشكل ويقول إنه ماركة وبسعر باهظ لأنه مستورد وأيضاً يرتديه مايكل جاكسون، ونأخذ فكرة مثلاً ليس لها أساس من الواقع فى بلدنا ولا تتفق مع قيمنا ونطبقها لكى يكون لدينا غزو ثقافى ولكنى أرى أن العولمة شيء جميل بالمرة ولكن ما يتفق وقيم مبادئنا وهويتنا وما يتماشى مع بلدنا وأن نستغلها فى العلم ويصبح غزو علمى وليس غزوا ثقافيا بمفهومه الخاطئ أن يؤخذ كل ما هو سيئ وجميل، لأن من المستحيل أن توجد عادة أو طبع أو فكرة غربية تتماشى مع فكرة شرقية ، فمثلاً نأخذ من العلم قضية ونتبناها مثل فكرة الخلايا الجذعية .
أعلم أننى لا أضيف جديدا فى كل ما أذكره بالمرة ولكن ما أقصده أنى أرى أن كل ما توصلنا إليه من نزاعات فى البلد الواحد فى أقطار أمتنا العربية وبلدنا على وجه الأخص بأسباب خطأ فى فهم العولمة فرئيسنا السابق وحاشيته قلدوا الغرب حتى فى مناصب الدولة وحقوقها وممتلكاتها كادوا أن يحولوها لأنفسهم أولاً قبل أن يفكروا ما الذى تصبح عليه بلدتهم فهم كانوا يحلمون بمملكة تشبه أى دولة سائرة على النظام الملكى فكانوا يبنون ويشيدون مئات القصور والأراضى لحسابهم مطمئنين بالخلد الدائم لهم مستخدمين سلاحهم، وهى الديمقراطية المقنعة فبعد أن كشف الحجاب وتحرك البعض تحرك الشجعان ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس، ظهر ما ظهر وبطن ما بطن واندست القلة وفازت الكثرة، وبعد الفوز الغير مستحق للإخوان المسلمين تمنينا أن نرى الإسلام يغير وجه الشارع المصرى ويغير أحوال المواطن المطحون ولكننا رأينا ما توقعنا "تغيرت الوجوه والنبض والنهج واحد" بل أسوء وأحط ولكنه يتسم بالكوميدية فى كثير من الأحيان وبالطبع الإسلام برىء من أفعالهم ومنهجهم ولغتهم الركيكة التى أبرز ما فيها الصوابع والإيحاءات الجنسية وسن الزواج عند الآنسة والختان وراقصات الباليه وكأن مشكل مصر اختصرت فيما سبق ذكره وأصبحنا حائرين أهى سلطة يحكم بها ولى عادل فى الأرض ؟ أم " سلطة تنتهب لكى تحقق غاية لمن يمتلكها؟.. رحم الله مصر وأهلها.
وليد الوصيف يكتب: سلطة تنتهب لكى تحقق غاية لمن يمتلكها
الأحد، 09 يونيو 2013 12:03 ص