محمد أبو الحديد يكتب:أحمد إبراهيم.. اشرب الدواء بالسم الهارى

كنت أجلس أمام التلفاز وبينما أتابع برامج ال"توك شو" أصبت بالملل، فـقررت أن أشاهد فيلما قديما لأن كما تعلمون أن الأفلام الجديدة تعرض حوالى كل ثلاث أيام.

فوجدت الفيلم الشهير الذى يحتوى على العبارة الشهيرة المواطن أحمد إبراهيم لا تشرب الدواء.. الدواء فيه سم قاتل.. فجلست أستمتع وأتحسر فى نفس الوقت هل كانت هذه مصر؟ هل بالفعل كان هناك فيلما كاملا يحكى عن حياة مواطن واحد فقط مهدد بالخطر؟؟!! هل كانت حياة المواطن المصرى مهمة لذلك الحد حتى ولو فى فيلم.

لقد جلست أستمتع بيوسف وهبى وهو يبذل كل ما يستطيع لكى يمنع الفتاة الصغيرة من الوصول إلى المنزل بالدواء الذى فيه سم قاتل وجلست أستمتع أيضًا بأداء حسين رياض لأنه حينما أخطأ فى تركيبه لدواء بشكل خاطئ حاول تصحيح خطأه ولم (يكبر) أو (يطنش) كما يحدث هذه الأيام لا أحد يعترف بخطئه ولا أحد يحاول تصحيحه نعيش حياة مليئة بالفوضى لقد أصبحت كرامة المصرى هى أهون شىء وفى كل وقت منذ خرجوه متجها إلى عمله ومعاناته فى الزحام والمواصلات والتلوث وعدم قدرته على عيش حياة كريمة مستورة.. المعاملة السيئة بين المصريين بعضهم البعض وصولا بخطف الجنود المصريين على الحدود وعدم شعورنا بالأمن.. فى آخر الفيلم قال يوسف وهبى لزوجة أحمد إبراهيم حينما شكرته على مجهوده: إحنا مهمتنا السهر على خدمة وأمن المواطنين.. ونحن نتكلم الآن عن زمن لا فيه أمان ولا أمن ولا حتى مواطنين لم تعد هذه مصر لم يعد هناك حقوق للمصرى داخل وطنه قد يسخر أحد من تشبيهى واستعانتى بـفيلم عربى قديم ولكن شعرت أنه عبر عن أشياء كثيرة وبه رسائل كثيرة نحتاج إليها الآن في هذا الزمان.. نريد زمن أحمد إبراهيم لا تشرب الدواء .. وليس أحمد إبراهيم اشرب الدواء بالسم الهارى.