أكد الداعية السلفى أسامة القوصى أنه يرفض حكم الإخوان لأنهم كانوا دوما يعيشون دور الضحية، وأنهم مسجونون ومقهورون ويعانون من التهميش والإبعاد، والآن بعد أن أمسكوا بكرسى الحكم تحولوا من لعب دور الشاة إلى ارتداء عباءة الذئب.
وأشار"القوصى" فى حوار لصحيفة "السياسة" الكويتية إلى أن الإخوان المسلمين فاشلون بنسبة 100%، ودماء المصريين التى تسيل فى الشوارع وأعراض المصريات التى تنتهك جراء الانفلات الأمنى كلها أمور معلقة فى رقبة الدكتور محمد مرسى.
وقال: "المشهد السياسى الحالى فيه من التخبط والانفلات والتفلت والغليان ما فيه، وأخشى على مصر من أبنائها ممن يدعون الدراية وهم ليسوا بأهل علم أو إدارة، وهؤلاء خطرهم قليل مقارنة مع ذوى السلطة أصحاب الأجندات الخاصة والأهداف المخطط لها سلفًا".
وأضاف أن رصيد الإخوان المسلمين فى الشارع يتآكل كل يوم والرهان الآن بينهم وبين قوى المعارضة، ومن سيكسب الشارع لصفه سيحكم مصر، موضحا أن حملة "تمرد" خطوة على الطريق الصحيح، وبداية لسحب الثقة من مرسى وإسقاطه والتخلص من حاكم مستبد، وقال: "أنا مع هؤلاء الشباب بكل جوارحى لأنهم نزلوا الشارع وتحركوا ويستمدون ثقتهم وثقلهم من المصريين، بعكس التيار الإسلامى الذى سحبت السجادة من تحت أقدامهم بأيديهم وفقدوا مصداقيتهم، ولقد وقعت لـ"تمرد" إلكترونيا، وفى طريقى للتوقيع ورقيًا، وتجمعنى صداقة على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس البوك" بالناشط محمود بدر أحد مؤسسى "تمرد"، وأتمنى لهم أن يكونوا سببًا فى التغيير، ولو لم ينجحوا فهى خطوة على طريق التغيير الثورى والحقيقى، عكس حركات مثل "حازمون" و"صامدون" فهم "نصابون"، ومن يقللون من نبض الشارع سينتهى بهم المطاف إلى السجون.
وأكد أنه اختار خالد على فى الانتخابات الرئاسية السابقة، لأنه يتوسم الخير فى الشباب، وأمله فى الشباب بعد الله كبير، "وأرجو أن تكون قيادة مصر فى المرحلة القادمة شبابية وقيادة جماعية وليست فردية حتى لو كانت السلطة متداولة، والأفضل وجود مجلس رئاسى مدنى، ويمكن للشباب وقتها أن يستعينوا بخبرات كبار السن كمستشارين، ولا يجب أن يكون الرئيس المصرى ممن وصلوا لمرحلة تصلب الشرايين".
وأضاف أن الثورة لم تحقق شيئا حتى الآن، لا عيش، لا حرية، ولا عدالة اجتماعية، والفضل للإخوان الذين ركبوا الثورة واستولوا عليها "كالبيضة المقشرة" أما الرئيس السابق حسنى مبارك فهو يحاكم ويجب أن نثق بالقضاء العادل"، وأدعو له بالرحمة فى الدنيا والآخرة وأن يرزقه الله حسن الخاتمة، لأننى من طبعى عدم الدعاء على أحد إلا بالخير وهو ما انتقدنى فيه البعض أننى كنت أدعو للرئيس السابق وحبيب العادلى على المنابر. وهذا الرجل مر خلال رئاسته لمصر بثلاث مراحل، أول 10 سنوات لم يكونوا كالثانية أو الثالثة، فى أول مرحلة قدم لمصر الكثير واستكمل ما بدأه الرئيس الراحل أنور السادات، وفى المرحلة الثانية شهدت بعده عن الساحة السياسية وترك الأمر للمحيطين به، أما الثالثة والأخيرة فقد انفصل عقليا وصحيا عن إدارة البلاد، فقد سلم الأمر لزوجته سوزان ثابت وابنه الأصغر جمال، وكان يجب أن يحدث التغيير من أول فترة رئاسية ولكن سامحها الله فايدة كامل التى أوصت الرئيس السادات عند وضع دستور 1971 بجعلها مددا رئاسية وليست مدة، وهو الأمر الذى ورط الدولة وأوصلنا فى آخر المطاف ليد الإخوان".
وأكد أنه ليس من السلفيين فى شىء، بل يجمعنا اللفظ فقط "وليس من حقى إخراجهم منه، وليس من حقهم إخراجى منه. أنا مع المجتمع المصرى بكل فئاته وأطيافه وتنوعاته من الفنانين، الرياضيين، الأدباء، المثقفين، العمال، ورجال الدين الإسلامى والمسيحى. أنا أنتمى للشعب المصرى الجميل الذى يضرب به المثل طوال 14 قرنا من الزمان فى التسامح والمودة والإخاء، أما غلاة السلفية فهم متشددون ومتعصبون ويكنون طاقة غير عادية من التعصب والكراهية ولا يستطيعون التعايش المتسامح مع الآخر. أذكر أن أحد شيوخ السلفية من الإسكندرية قد يكون عبد المنعم الشحات أو ياسر برهامى لا أذكره تحديدًا جمعته مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية بالقس فيلوباتير: خاطبه القس "أنا أحبك"، فرد عليه الشيخ السلفى: وأنا أبغضك فى الله، مما يبين مدى الغلو والتطرف الفكرى الذى تعيش فيه بعض طوائف الإسلاميين".
ونفى علاقته بالفنانة يسرا قائلا: "لا تجمعنى بها أى علاقة عاطفية كما أشيع، أحترمها وأقدرها كسائر الفنانين وأعتبرها رمزا من رموز الفن والإبداع، وكل ما فى الأمر أننى دعيت لحضور مناسبة فنية بالمركز الكاثوليكى للسينما من صديقى المقرب الأب بطرس دانيال، وأثناء الاحتفالية التقطت لنا الكثير من الصور وانتشرت على شبكة الإنترنت، وكان تعليق غلاة المتشددين على الصورة "ربنا يحشرك معاها" وكأنهم يعتقدون أن كل أهل الفن فى النار وأنهم فى الجنة، وهم بذلك يتألهون على الله عز وجل، ويقومون مقام الله فى حساب البشر على أفعالهم وينصبون من أنفسهم حكاما على الناس فى الأرض، وهذا لا يجوز أن يصدر من رجال دين، فرددت "ربنا يحشرنى معاها عساها تكون من أهل الجنة فأفوز بها ولا أدرى أأكون من أهل الجنة أم النار"، وراجت الشائعات أنى أحبها أو بيننا تعلق عاطفى، وأنا أدعم الفن على طول الخط، لأن الحضارة تقوم على رعاية ثلاثة أضلاع متصلة ببعضها البعض وهى العلوم والآداب والفنون، وأنا أدعم الإبداع فى الثلاثة".
وشدد على أنه اختلف مع التيار الإسلامى عمومًا فى نظرتهم لشروط الحاكم، لأنهم يقرأون فى كتب التراث الإسلامى القديمة عن شروط الحاكم الإسلامى والخليفة المسلم، وضرورة أن يكون قرشيًا ذكرًا مسلمًا عادلاً وكلها شروط تنافى شروط منصب الرئيس الآن، لأنه رئيس لمصر وليس خليفة للمسلمين، ولا مانع أن يكون امرأة أو مسيحيا لكونها دولة مدنية وليست دينية ومنصب الرئيس يختلف عن مناصب أخرى كمنصب وزير الأوقاف أو شيخ الأزهر الذى لابد أن يكون مسلمًا، والإسلام أو المسيحية شرط فى بعض المناصب وليس فى كلها.
وقال إن الإطاحة بمرسى واردة وقد تأتى على يد الجيش بعد أن وصلت الأمور بين المؤسسة العسكرية والرئيس لمرحلة ساخنة ومن وراء الستار، وتوقع بنسبة 90% إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا واضح من نبض الشارع وتوقيعات تجمعها أنشطة المعارضة مثل "تمرد" واستطاعت الوصول إلى المنازل والمصالح الحكومية، وتحرك غالبية المصريين "حزب الكنبة" الذى لم يكن يشارك فى صياغة مطالبه بفاعلية ونزولهم للشوارع والميادين، ليدللوا على رغبتهم أو نيتهم الفعلية فى إحداث التغيير الحقيقى.
وأضاف أنه لا يقبل أن يتولى أحمد شفيق رئاسة مصر أو أى من المحسوبين على النظام السابق، فكل أذناب النظام القديم ملوثون بقضايا وكوارث وهدر لمقدرات مصر، ويمكن أن نستعين بالمحسوبين على النظام السابق كخبراء والاستفادة منهم، لكن دون أن يتبوأوا مناصب قيادية أو فاعلة، ويمكن التصالح مع رجالات مبارك فى قضايا السرقة أو الاختلاس برد الأموال ثانية إلى خزينة الدولة، أما قضايا الدم أو هتك العرض فلا تساهل أو تصالح فيها. "رغم رفضى لوجود شفيق أو رجالات مبارك على رأس السلطة ثانية لأنه السقوط الحقيقى للثورة، إلا أن شفيق ومبارك أفضل عندى من الإخوان وأقل سوءًا من الإسلاميين".
وأضاف أن أمثال مرسى وبديع والشاطر، وكثير من رموز التيار الإسلامى لا يخلون من العقد النفسية والاضطرابات الفكرية، وكلما كان الشخص منهم قياديا زادت معه الاضطرابات النفسية والفكرية المصاحبة له وكانت الاضطرابات أوضح للعيان، لأنهم يصابون بما يعرف بـ"متلازمة الغطرسة" وحب السلطة والسيطرة، والدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى يرى أن الاضطرابات النفسية قد تصيب الشخص عندما يصبح مسئولا بعد 10 سنوات من وجوده بالمنصب، أما هم فمن الدهشة أنهم أصيبوا بها فى خلال شهور قليلة.
وقال إنه ضد الإباحية والعرى على طول الخط، ويرفض وجود الإسفاف والابتذال والبذاءة لكنه لست ضد الفن الهادف، والمشاهد الإباحية والعرى قد تكون موظفة لخدمة العمل الفنى ككل وهى بغرض التمثيل وبشكل فنى، وليست لأجل الإباحية البحتة أو لمجرد العرى، ومن ثم لا يجب أن نحرم عملا فنيا أو إبداعيا ونرفضه على مجمله لمجرد وجود مشاهد ساخنة أو عرى، لأن مجمله هادف، إذا ركب أحدهم الطائرة ووجد المضيفة دون غطاء للرأس وملابسها قصيرة وهذه طبيعة عملها، فهل سيقول إنها متبرجة، ويحرم ركوب الطائرة؟ كثير من الأعمال الفنية يراها شيوخ أنها تحوى خروجا على الدين، إسفافا، تبرجا، وتخالف الشرع، ومن ثم فلابد من إحلال العمل الفنى إجمالاً، دون الحكم على كل تفصيلة على حدة، ويجب ترك تقييم الأعمال الفنية للنقاد وليس للشيوخ أو القساوسة لأنه ليس تخصصهم أو عملهم ولا يفهمون فيه، والفن مرآة للواقع، والسينما والفن انعكاس لما يموج بالمجتمعات من تغيرات.
وأكد أن مشايخ السلفية يتبرأون من بعضهم، والله عز وجل يقول فى كتابه الكريم "إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون"، وأرى أنهم متفلتون ومتخلفون فى آرائهم، وهم يروننى متساهلا ومنحرفا، موضحا أن هناك من هدده بالقتل وتصله رسائل شتى، و"لا ألتفت إلى انتقاداتهم أو تصنيفاتهم لى، والدكتور سعيد رسلان وصفنى بالقرد وآخر كفرني، وأنا لا التفت إلى متزمتين ومتشديين ومغالين فى أحكامهم، وربنا يهديهم".
وأشار إلى أنه لن يمنع ابنته من الرقص مثلا لو أرادت ذلك، لأن الله تعالى من سيحاسبها على أفعالها، لكن لى عليها النصيحة والإرشاد وليس المنع أو التحريم، و"لست رقيبا على أبنائى لأقهرهم بل لأوجههم، ومن ثم فأنا أنصح ولا أضرب كما يفعل السلفيون والمغالون، ولأنى عالم دين وطبيب نفسى فى نفس الوقت أرى أن المنع والتكبيل له عواقب وخيمة على القرارات والنفسية الإنسانية فى المستقبل، وأنا ضد الاستبداد الفكرى والتخلف العقدى على طول الخط لأنهما ليسا طريقا قويما للتربية، ووقتها سأوجهها أن تمارس الرقص أمام صديقاتها، وليس أمام الرجال الغرباء عليها، وسأنصحها بعدم التعرى لأنه حرام شرعا، ولكن لها أن تمارس الرقص وكل حرياتها دون شرط أو قيد".
وقال إن على من يملك أدلة على عمالته لأجهزة الأمن، وخصوصًا مباحث أمن الدولة، فليقدمها للقضاء وأجهزة التحقيق، ومن كان يستطيع عدم التعاون مع مباحث أمن الدولة فى النظام السابق، "ولو لم أذهب لهم بشكل دورى بقدمى لحضروا لمنزلى وأخذونى قسرا، فكنت أذهب بإرادتى، ولكنى لم أش بأحد أو أبلغ عن أحد، ومن يملك دليلا على غير ذلك فليكن شجاعًا ويظهره، ولو أن التردد على مكاتب أمن الدولة عمالة فكل مشايخ السلفية عملاء، وإلا فمن أين أتوا بتراخيص القنوات الفضائية التى تدر عليهم أموالا طائلة".
وأضاف أن عدم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم ومناسباتهم الدينية يحمل عدم التقدير لشريك لك فى الوطن وأخ لك فى الأرض والمجتمع، أما الفتاوى السلفية بتحريم تهنئتهم فتعد نوعا من التخلف والتعصب، والسلفيون تأخذهم الظنون بأنهم بتهنئتهم يشاركونهم فى معتقدهم ويوافقونهم عليها، وهو ليس إلا من باب البر والإحسان والمشاركة المجتمعية.
وأكد أن غالبية السلفيين يحسبون أنهم على صواب فى كل شىء، ولا يدرون أنهم متشددون ومتعصبون، لأن السلفى ما سمع إلا من شيخه الذى يصدقه فى كل ما يقول دون أن يراجعه أو يبحث فيما ينقله عنه، ومن ثم نجد كل السلفيين صرحاء ولو كانوا حمقى، أما الإخوان فهم خبثاء "يلفون ويدورون" حول الأمور فيجذبون البعض حولهم وهم غير صادقين فيما يقولون، ويقولون أكثر مما يفعلون.
وتابع أن المواطنة تتحقق بنزول المسيحيين والمسلمين للشارع سويا وأن يكونوا كتفا بكتف فى النهوض بمصر والتشارك فى الأعياد والمناسبات والفعاليات الخاصة والعامة، وأخيرا حضرت عرضا مسرحيا فى إحدى الكنائس، وحفلا فنيا لإحدى الفرق المسرحية غالبية أعضائها مسيحيون بساقية الصاوى، وأدعو جمهور السلفية لمراجعة مواقفهم من المسيحيين والتعامل معهم باحترام متبادل وتقدير.
واختتم بتوجيه رسالة إلى الرئيس مرسى وهى "إما أن يكون رئيسا فعليا لنا جميعا وليس لأهله وعشيرته وأن تكون قراراته دون مرجعية للإرشاد، أو يكون لديه قدر من الشجاعة ويرحل هو وجماعته ويتركوا الأمر لمن يستطيعون العطاء وخدمة البلد".
قيادى سلفى لـ"السياسة" الكويتية: السلفيون حمقى و"الإخوان" خبثاء.. أسامة القوصى: شفيق ومبارك أفضل من "الإخوان" وأقل سوءاً من الإسلاميين.. والرئيس معقد نفسياً والإطاحة به ليس صعباً.. وأؤيد حملة تمرد
الأحد، 09 يونيو 2013 11:41 م