كل شخص منا شخصين، شخصُ واقعى وشخص حالم يرى الأمور بنظرة وردية..
فكم منا أغمض عينيه ودخل إلى هذا الشخص الوردى الذى بداخله، وتحدث معه، وأعطاه فرصة أن يتحدث بلسان حاله، لكى يرينا عالمه الخاص، فربما أعجبنا وأخذنا منه الكثير من الأشياء التى قد ذبلت فى واقعنا ونعوضها بها.
فدعونا نأخذ جولة بداخل هذا الوردى الحالم، لنعرفه عن كثب ونعطيه حقه ولو لمرة واحدة حتى وإن كانت بالحروف فقط ... أجمل ما يميز الشخص الحالم ، أنه باستمرار متفائل ودائما يرى الأشياء والأمور من مرآته الخاصة، ولكن ماهو سىء فى هذا أنه حينما يكتشف أن ما رآه من مراته فى الواقع يختلف يُحبط ودائما لديه أحلام وطموحات لا سقف لها.
ويرغب فى تغير الكون، وفقا لنظريته، التى إلى حد كبير قد تكون نظرية جميلة فهو دائما يرى الحب من صفحات روميو وجوليت، ويرى أن من يحب يمكنه ببساطه أن ينال ما يريد، ويبقى معه للأبد ولكنه لا يرى المعوقات أو الصعوبات التى تواجه المُحب فى طريقه، بل بالعكس يرى أن المعوقات هذه ماهى إلا سخافات وضعها الكون أمام المُحب لكى يُعثر خطواته بدون أى وجه حق وفى نطاق العمل، يرى أن الطموح يؤخذ ببساطة طالما أن الهدف نبيل والخطوات مدروسة، إذن فلماذا التعثر أو التباطؤ، ولا يرى أنه لا يحيا فى هذا العالم بمفرده وأن بمثل ما يريد هو الشىء يريده آلاف سواه، فينبغى عليه أن يحارب لكى يأخذ ما يتمنى والشخص الحالم دائما يرى أنه يجب على جميع البشر التعامل بالحسنى والود والهدوء والابتسامة الدائمة، وحينما يستمع إلى كلمات بذيئة أو غير مرضية، ينتفض لها بدنه، ويرغب فى أن يقول بأعلى طبقات صوته كفى وحينما يرتبط يرى بأن الحياة سلسة ولطيفة جدا، ومليئة بالسيمفونيات والبدل السموكنج والفساتين، ولا يعلم بأن مسئوليات الحياة كثيرة.
ولكن أكثر ما يميز شخصية هذا الوردى الحالم أنه نقى من الداخل ولا يحمل الملوثات والضغائن التى بداخل باقى البشر، ولا ينظر لأحد إلا بالحسن، ويرغب دائما بأن يقدم كل ما لديه وبوسعه لمن أمامه ويمكننا أن نكون خليط بين الشخصيتين فتكون ( شخص واقعى بقلب رقيق).
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة