ومن جانبها تحدثت السيناريست مريم نعوم عن المراحل التى مرّت بها رواية الكاتب الكبير "أسامة أنور عكاشة" فى سياق تحويلها إلى سيناريو تلفزيونى يشكّل العمود الفقرى لعمل درامى متكامل، فقالت: "تواصَلت معى الجهة المنتجة بصدد تحويل الرواية إلى سيناريو، وبرزت الصعوبة من كون البنية الزمنية للرواية الأصلية تعتمد على تقنية "الفلاش باك" من خلال الانتقال بين زمنين: الماضى والحاضر".
وأضافت مريم: "اعتمَدَت أولى خطوط المعالجة الدرامية للرواية على تحويل "الفلاش باك" إلى الزمن الحاضر، بموازاة تغييرات أُدخلت على بعض الأحداث خدمةً للحبكة الدرامية التلفزيونية"، وحول الصعوبة التى واجهتها فى كتابة السيناريو والحوار للشخصيات التى أوجدها أسامة أنور عكاشة، قالت مريم: "تتميز أعمال أنور عكاشة بالتفاصيل الدقيقة التى ترسم معالم الشخصيات، فضلاً عن كون أحداث الرواية الأصلية تدور فى عام 2000، وهو ما اقتضى منى تغيير بعض ملامح تلك الشخصيات، كالتعديل الذى أدخلتُه على شخصية الشاب الشيوعى فى الرواية، وذلك نظراً لعدم تواجد هكذا نموذج فى المرحلة السابقة للثورة".
واختتمت نعوم: هناك العديد من التغييرات التى قمتُ بإدخالها إلى الرواية كالإطار الزمنى للعمل الذى تتحرك ضمنه الشخصيات وتدور داخل حدوده الأحداث، والذى اختصرته ليصبح على مدى أسبوعين فقط، مما استدعى بالتالى تكثيفاً للأحداث وتصاعداً مطّرداً فى الحبكة الدرامية، فضلاً عن تضييق شبكة العلاقات القائمة بين الشخصيات، إضافة إلى بعض التغييرات الأخرى، وكل ذلك انعكس على سير بعض المُجرَيات والنتائج المرتبطة بها، فعلى سبيل المثال "نبيل" و"بثينة" لم يتزوجا فى الرواية ولكنهما تزوّجا فى المسلسل.
أما الفنان إياد نصار تحدث عن دوره فى العمل قائلا أجسد دور "سيد العجاتى"، ضابط الشرطة المتخصّص فى قضايا الآداب، ما يتطلّب منه فى بعض الأحيان أن يكون عنيفاً مع المتهمين والموقوفين من الجنسين"، وحول طبيعة الشخصية التى يؤديها، قال نصار: "قمتُ قبل قبولى للدور، بقراءة رواية أسامة أنور عكاشة وأعجبتُ بها بشدة.
وأضاف: شخصية "سيد" هى شخصية قوية مُدركة لمبرّراتها، تؤمن بما تفعل، ولا تهتم لحكم الناس أو لرأيهم بها ما دامت مقتنعة أن ما تقوم به هو الصواب.. هذا بموازاة جملة المبادئ والقناعات التى تُميّز "سيد". وأنا -كإياد نصار- حاولت تقمّص هذه الشخصية وأضفتُ إليها من شخصيتى، لتخرج الصورة كاملةً للمشاهدين فى نهاية المطاف".
وحول تعامله الثانى مع المخرج محمد ياسين، والأول له مع السيناريست مريم نعوم، قال نصار: "هناك طريقة يعتمدها محمد ياسين فى السيطرة على تفاصيل العمل إجمالاً، وإن كانت طريقة تنفيذ المشروع تختلف من مسلسل إلى آخر، وياسين يعى تماماً تفاصيل عمله ويدرك كيفية تجسيد رؤيته الإخراجية، أما مريم نعوم فقد واجَهَت بلا شك تحدياً كبيراً، وخلُصَت إلى سيناريو مُكمّل بحقّ للرواية، فعندما تقرأ الروية تدرك أن الأحداث فى السيناريو تأتى لتكمّلها".
و"موجة حارّة" تدور أحداثه حول رجل مباحث الآداب "سيد"، الذى يصطدم خلال متابعته للعديد من القضايا بأحد كبار تجّار الدعارة والرقيق الأبيض، والذى ينجح فى التهرّب من العدالة فى كل مرّة يُلقى عليه القبض فيها. ولاحقاً تتحوّل إحدى قضايا الآداب إلى جريمة قتل غامضة يُسفِر التحقيق فيها عن كشف العديد من الملابسات والأحداث المثيرة لينتهى المطاف بـ "سيد" كضحية من خلال شكّه بزوجته وكل من حوله.



