صحيفة إسبانية: مظاهرات "تقسيم" تحبط عزم المصريين فى تقليد تركيا

الأحد، 09 يونيو 2013 12:26 م
صحيفة إسبانية: مظاهرات "تقسيم" تحبط عزم المصريين فى تقليد تركيا صورة أرشيفية
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية فى مقالا لها نشرته اليوم على موقعها الإلكترونى، إنه لأول مرة منذ 10 سنوات يبدو رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ضعيفاً على الرغم من الحالة الاقتصادية والاجتماعية الجيدة فى البلاد فضلا عن مكانتها الدولية حتى أنها من الممكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبى.

وقالت الصحيفة إن بعد الثورة المصرية منذ عامين كان المصريين ينظرون إلى تركيا على أنها دولة إسلامية ظروفها تشابه إلى حد كبير مصر، واستطاعت أن تصبح دولة كبرى يأتى لها السياح من جميع الأماكن كما أنها حققت استقرار فى الحالة الاقتصادية والاجتماعية وكان يرغب المصريون فى تقليد النظام التركى فى البلاد وأن يستمتعون بهذا الاستقرار، ولكن فجأة قامت فى تركيا مظاهرات كبيرة ضد أردوغان الذى كان المصريون أنه الرئيس الأمثل وهذه المظاهرات تحبط عزم الشعب المصرى فى تقليد النموذج التركى.

واعتبرت الصحيفة أن انهيار صورة أردوغان يعتبر تحذير للرئيس المصرى محمد مرسى وجماعته، مشيرة إلى أن أردوغان يعتبر منتمى لنظام إسلامى، وبالتالى فإن هذه المظاهرات أصبحت الآن مركز اهتمام المصريين، حيث إن تركيا كانت تعانى من حالة من عدم الاستقرار كما أنها كانت مثقلة بالديون ولكنها استطاعت النهوض مرة أخرى وتحقيق الاستقرار لشعبها وهو ما كان يرغب به المصريون، ولكن الآن فهم ينتظرون ماذا سيحل بتركيا حتى يعرفوا مصيرهم؟.

وأضافت أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسى توصف بأنها نموذج ديمقراطى لمصر والدول العربية التى اجتاحها رياح الربيع العربى، لكن مشاهدة عشرات الآلاف من الأتراك يتدفقون لساحة تقسيم وسط إسطنبول لأكثر من أسبوع فى احتجاجات مناهضة للحكومة تعيد للأذهان المظاهرات الحاشدة فى ميدان التحرير بالقاهرة والتى أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، الأمر الذى يُثير قلق الإسلاميين فى كلا البلدين.

يذكر أن مدير منظمة العفو الدولية فى أوروبا جون دالهوسين قال إن ميدان تقسيم الآن تحول إلى ميدان التحرير أيام الثورة المصرية منذ عامين فعلى غرار ما حدث فى مصر من قبل، أرسل رجب طيب أردوغان قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين بالقوة، كما أنه وصف المتظاهرين بالمجرمين الإرهابيين، واستخدمت عناصر الشرطة العنف المفرط، واعتقلت أكثر من 1700 شخص خلال الاحتجاجات، وذكرت الجمعية الطبية التركية أن ما يقرب من 1000 شخص أصيبوا فى اسطنبول وحدها.

وأضاف "دالهوسين" أن شخصين على الأقل لقوا حتفهم فى الاحتجاجات التى اندلعت فى تركيا على الرغم من ذلك لم تعلن أى جهات رسمية عن هذا الخبر حتى الآن، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين، واصفا رد الفعل ضد تلك المظاهرات السلمية بـ"مبالغ فيه وأمر مخز".

وأشار إلى أنه أيضا مثلما كان يحدث فى ميدان التحرير أيام ثورة يناير 2011 حدث أيضا فى ميدان تقسيم بتركيا، حيث بإمكاننا مشاهدة أعمال تنظيف جارية لمتطوعين وعمال بلدية بإسطنبول، مشيرا إلى أن رجب طيب أردوغان الآن تحول إلى مبارك تركيا.

وأوضح أن أردوغان قال فى خطاب ألقاه الأحد إنه "ليس دكتاتورا"، وتساءل "أسألكم بربكم.. هل أردوغان دكتاتور؟" إذا كنتم ترون فى شخص يخدم شعبه دكتاتورا، فليس لدى ما أقوله" وذلك ردا على الشعارات التى رددها المتظاهرون مطالبين إياه بالتنحى"، كما أنه دافع عن سجله فى منصبه مذكرا بـ"الإنجازات الاقتصادية غير المسبوقة".

وحث "دالهوسين" السلطات التركية باتخاذ خطوات عاجلة لمنع سقوط المزيد من القتلى والمصابين، والسماح للمتظاهرين بممارسة حقوقهم الأساسية.

وكان مئات المتظاهرين احتلوا حديقة قاضى الصغيرة قرب ميدان "تقسيم" التى أثار مشروع اقتلاع الأشجار منها حركة الاحتجاج ضد الحكومة واحتفلوا باعتراف رئيس الوزراء بالرد المبالغ فيه للشرطة على المحتجين وبسحب قوات الشرطة من الميدان، وقوبل استخدام العنف المفرط من الشرطة التركية بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، حيث أطلقت طائرات الهليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع فى أحياء سكنية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع فى محاولة لإجبار محتجين على الخروج من المبانى، وأظهرت صورة على موقع "يوتيوب" شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجا لدى اقتحامها حاجزا أمنياً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة