دعاء مصطفى تكتب: تمردوا لن تمرضوا

الأحد، 09 يونيو 2013 11:17 ص
دعاء مصطفى تكتب: تمردوا لن تمرضوا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما أتذكر ما مر به الوطن من بؤس وعناء ولحظات انقسام وتشرد بين فلول وثوار وبين نعم ولا، وبين متأسلمين ومتأخونين، أجد أن اليأس واللامبالاه الذى يمر به هذا الشعب ما هو إلا تشرد وطن بين ثقافات واتجاهات مختلفة ولكن ذلك لابد منه حتى نخرج من ما نعيشه من لحظات سيئة .
فكالعادة أصبح المجتمع مقسم بين تمرد وتجرد مما يستدعى عددا من التساؤلات ما هدف تمرد وما الذى تسعى إليه تجرد؟
فبعد أن استخدم الشعب جميع الوسائل المتاحة لدية ليعبر عن مدى رفضه للنظام الحاكم وسياساته، ولكن دون جدوى فالنظام لا يسمع سوى جماعته، فقرر المواطن أن يتمرد، فهناك من يسعى للتمرد وهناك من يسعى للتجرد، فالتمرد لم يكن نابعا من الفراغ الشعبى، بل نابع من خيبة الأمل والفشل المستحوذ على جميع مؤسسات الدولة، ولكن عندما يقابل التمرد ما يسمى بالتجرد يجعلنا نقف صامتين أما تلك الموقف العجيب "ولكن الإخوانى بطبيعته يحب يحط التاتش بتاعه" فما الذى سنتجرد منه أكثر من ذلك لقد أصبحنا مختالين فكرياً من جميع النواحى فالاقتصاد مجرد والسياحة مجردة وعقول البسطاء إيضاً جردت، حتى سياسة الدولة وهيمنتها أصبحت منعدمة، وليس لها وجود فى ظل استحواذ تلك الجماعات الوهمية وتحكمها فى الوطن بشكل عشوائى يثير الجدل، ففى ظل وجود المشاكل الدولية وأزمة النيل وإصابة إثيوبيا بهوس النهضة وقرار بناء سد النهضة وكأنه إشارة من إثيوبيا للوقاية من النهضة المصرية "ففوائد سد النهضة يحمى إثيوبيا من النهضة"، ورغم ذلك يرحب بها المسئولون مدعيين أن مصر لن تتأثر وإذا تأثرت سيكون بنسبة ضئيلة "إذا كان إحنا متأثرين قبل السد هيحصل أيه بعده".
ولكن ذلك لا يعنى الكثير للمسئولين فقد كرثوا كل اهتمامهم لمناقشة تحريم فن البالية والموسيقى والافتخار بالسينما الإيرانية بدلاً من مناقشة أزمات محاولة وضع حلول للكهرباء والغاز والبنزين وغلاء الأسعار ومازالت توابع النهضة تتوالى !
كل ذلك ولا يريدون من الشعب أن يتمرد ويتهمون المتمردين بالشيطان الرجيم، ويهددون بالانقلاب عند نجاح تمرد، ولكن عندما يقع الاستبداد على شخص ما ليس أمامه سوى اتجاهين إما أن يتمرد ويدافع عن حقوقه وإما أن يصمت وفى تلك الحالة لن تكون لدية فرصة للنطق بعد ذلك، فما بالك عزيزى القارئ حينما يقع هذا الاستبداد على وطن بأكمله، فليس أمامه سوى أن يتمرد وينقذ بقايا أشلاء وطن أو أن يستسلم ويدفن تلك الأشلاء مع أصحابها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة