خيراً فعلت السيدة الدكتورة باكينام الشرقاوى مساعد الرئيس للشؤون السياسية حين اعتذرت عن مهزلة النقل المباشر والحى للقاء الرئيس مع بعض قادة الأحزاب لمناقشة واحد من أخطر ملفات الأمن القومى المصرى، ولكن المشكلة أن الاعتذار فى هذه الحالة أقبح من ذنب.
هذه السيدة الفاضلة التى جاءت من قاعات المحاضرات فى الجامعة كى تتولى منصباً خطيراً إلى جوار رئيس الجمهورية تبدو غير مدركة لخطورة موقع الرئاسة، وربما يكون عذرها هو غياب الخبرة والكفاءة المتطلبة لهذا الموقع، إذ ربما هى أعظم أستاذ فى الجامعة، ولكن ذلك وحده ليس كافياً لشغل هذه الوظيفة السياسية الرفيعة، ولا يبرر هذه الأخطاء الفادحة المتكررة التى حولت موقع رئاسة جمهورية مصر إلى حقل تجارب لمجموعة من الهواة.
هل يمكن القبول بحجة أن الرئيس نفسه محل اللوم والانتقاد لأنه فى النهاية هو الذى اختار كبار معاونيه ومستشاريه الذين انفضوا من حوله واحداً تلو الآخر، حتى بدا أنه لم يبق سوى مكتب الإرشاد فى المقطم لمعاونة الرئيس.
ومن ناحية أخرى تعرض بعض قادة المعارضة للنقد لأنهم اعتذروا عن تلبية دعوة الرئيس، واتهموا بالسلبية بل وبالخيانة، ورغم أننى كنت من أشد الداعين لاصطفاف وطنى موحد فى الموضوعات التى تتعلق بالأمن القومى المصرى، إلا أنه وبعد ذلك العرض التليفزيونى غير المسبوق، فإننى أحترم وجهة النظر الأخرى التى رأت فى دعوة الرئيس مجرد محاولة شكلية لأخذ صورة جماعية، واسترداد بعض الشعبية التى تبخرت بسبب ممارسات النظام الداخلية والخارجية.
أعترف بأننى شعرت بحزن عميق وأنا أتابع هذا العرض التليفزيونى الذى أسىء إعداده وإخراجه، حيث تحدث مثلاً أحد رموز المعارضة بأسلوب لا يبتعد كثيراً عن أسلوب جيمس بوند وارسين لوبين، وهو يرسم مؤامرة متكاملة على الهواء مباشرة.. حزنت ثانياً لأن الرئاسة أضاعت مرة أخرى فرصة لا أظنها تتكرر لالتئام وطنى يحتاجه الوطن، وحزنت ثالثاً لأن ما حدث سيؤثر سياسياً وقانونياً ودعائياً بشكل سلبى على مصر، وذلك موضوع لا أرى مناسبة استعراضه الآن. ولكن أشد الحزن هو بسبب إدراك غياب أى آلية محكمة لإدارة الأزمات، حيث تبدو كل أزمة تمر بها مصر تائهة مثل اليتيم على موائد اللئام، أو كرة تتلاعب بها الأقدام، أو على أحسن الفروض مجرد آلية مؤقتة تخضع لعملية التجربة والخطأ.
خالص التهنئة لمؤسسة الرئاسة على محطتها الفضائية الجديدة التى افتتحت أعمالها فى مقر الاتحادية، وإن كنت أتمنى أن تبتعد عن مناقشة الموضوعات التى تتعلق بالأمن القومى على الهواء، ويمكن أن تكتفى فى الوقت الحالى ببرامج المنوعات وخطابات السيد الرئيس فى الأعياد والحفلات وليالى الملاح، فاصل ونواصل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الله
منتهى السطحية والسذاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
المدهش هو رد الفعل التوكتوكى (الرسمى) على الفضيحة
عدد الردود 0
بواسطة:
توت عنخ امون
تكملة لمازن رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
صبحى صالح
دايما منكوبة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح العربي
ربنا يخلصنا منهم
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
سوء النوايا المقصوده
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال احمد احمد
مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
فعلاً مهزلة
عدد الردود 0
بواسطة:
على حسن المصرى
جحا