قرر المكتب السياسى لحزب "التحالف الشعبى الاشتراكى"، برئاسة عبد الغفار شكر، رئيس الحزب، أن يطرح على اللجنة المركزية للحزب، فى اجتماعها القادم النظر فى مدى ملائمة استمرار الحزب فى جبهة الإنقاذ، مؤكداً أولوية بناء قطب ديمقراطى ثورى يضم القوى التى تتحمل كلفة مشروع الاستبداد والإفقار الإخوانى أكثر من غيرها.
وأوضح الحزب أن القطب الديمقراطى لابد أن يضم كل القوى الحية فى المجتمع التى تتشكل من شبكات النشطاء والبؤر الفاعلة فى المواقع العمالية والحركات النشطة للفلاحين والصيادين والحرفيين والقطاعات المتحيزة للديمقراطية والعدالة الاجتماعية داخل الطبقة الوسطى المدنية، والتى أثبتت خبرة الشهور الماضية أنها الفئات الأكثر صلابةً فى مواجهة سياسات الإفقار وعودة الممارسات القمعية لجهاز الشرطة تحت الإشراف المباشر لمكتب إرشاد الجماعة.
وأوضح المكتب السياسى للحزب، فى بيان له اليوم الأحد، أن الحزب فى تأسيس جبهة الإنقاذ فى أعقاب إصدار الإعلان الدستورى فى ديسمبر من العام الماضى، باعتبارها تكتل للتنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية فى الملف السياسى والدستورى، وخاض مع الجبهة حملة الاحتجاج على الدستور الإخوانى ثم مقاطعة الانتخابات البرلمانية قبل صدور الحكم القضائى بإلغائها.
وأشار الحزب إلى أن برزت الجبهة خلال هذه الفترة باعتبارها الإطار الذى يوحد القوى المعارضة للاستبداد الإخوانى، وعلقت قطاعات واسعة من المصريين آمالها عليها فى الخلاص من حكم الإخوان، ولكنها فقدت تدريجيا جانبا كبيرا من الرصيد الجماهيرى الذى تمتعت به فى البداية، وتحولت إلى ظاهرة إعلامية، وشاب مواقفها الكثير من الارتباك وظهرت عاجزة عن الخروج من دائرة رد الفعل، وتقديم بديل مقنع للجماهير.
وأشار الحزب إلى أنه منذ البداية ظهر بوضوح غياب آليات واضحة لاتخاذ القرار داخل الجبهة التى ضمت قوى سياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار فضلا عن حملات رئاسية وجمعيات أهلية وشخصيات عامة، كما ظهر عجزها، بسبب طبيعة القوى المشاركة فيها، عن التواصل مع الحركات والقوى الثورية والاحتجاجات الاجتماعية، مما أدى إلى شيوع انفراد بعض أطراف الجبهة باتخاذ مواقف فردية دون تشاور أو تنسيق مع باقى أطراف الجبهة، فكانت دعوة عمرو موسى لوقف الإضرابات العمالية لمدة عام، والتى رفضها حزبنا فى حينه، ثم اتصالات السيد البدوى بقيادات إخوانية، ثم ذهاب بعض أطراف الجبهة "فرادى" لمؤسسة الأزهر وتوقيع وثيقة نبذ العنف سيئة السمعة، ثم اللقاء مع ممثل اليمين الأمريكى ماكين.
وفى الأسبوع الأخير انفرد عمرو حمزاوى بتلبية دعوة مرسى لمهزلة الحوار الوطنى حول السد الأثيوبى، والتقى عمرو موسى الشاطر فى لقاء كان يفترض أن يكون سريا، إلا أن الإخوان فضحوا أمره وأخيرا، فوجئ حزبنا بالإعلان عن عقد المؤتمر العام الأول للجبهة فى الفترة من 24 إلى 26 يونيو لطرح البدائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لحكم الإخوان، على حد البيان.
وأكد المكتب السياسى للحزب على سعى الحزب للمشاركة فى بناء تحالفات سياسية أوسع مع كل القوى الديمقراطية الساعية لفرض حد أدنى من قواعد الديمقراطية وحكم القانون عند إدارة شئون الدولة أو الصراع السياسى، والتى تضم فضلا عن المنظمات السياسية جمعيات أهلية وكيانات نقابية وقوى ليبرالية ويسارية، شرط الالتزام بموقف وأضح ضد استدعاء العسكر أو الاستقواء بأركان السلطة القديمة، وبالدفاع عن الحريات العامة وعن كل أشكال الاحتجاج الاجتماعى والسياسى من أى محاولة للانقضاض الأمنى عليها.
"التحالف الشعبى" يبحث الانسحاب من "الإنقاذ الوطنى".. ويفتح النار على الجبهة: تفتقد الآليات الواضحة لاتخاذ القرار.. وخسرت رصيدها الجماهيرى.. والإخوان فضحوا موسى بلقاء الشاطر وحمزاوى فى الحوار الوطنى
الأحد، 09 يونيو 2013 04:49 م