نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرا مطولا لها حول أنفاق التهريب بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة وشبكة الأنفاق الموجودة داخل القطاع نفسه تحت عنوان "شبكة أنفاق الإرهاب فى غزة تتشعب"، موضحة أن الحياة فى القطاع تجرى فوق وتحت الأرض، وأن ظاهرة أنفاق التهريب فى رفح معروفة، كما أنه معروف أن هناك فى داخل قطاع غزة خطوط أنفاق لأهداف عسكرية تؤدى إلى مواقع مختلفة.
وأضافت "يديعوت" أنه يوجد عدة أهداف للأنفاق من بينها "مكان سرى لناشطي الإرهاب" و"تخزين وسائل قتالية ومنتجات أساسية للإمداد بهدف المكوث طويلا فيها عند الطوارئ" و"التمويه والخداع خلال القتال"، إضافة إلى أنفاق معدة لاحتمال اجتياح برى إسرائيلى.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه فى السنوات الأخيرة جرى تحويل بعض الأنفاق لاستخدامها كمواقع إطلاق تحت الأرض، وتم نصب منصات إطلاق فيها، مضيفة أن استخدام الأنفاق لإطلاق القذائف والصواريخ بدأ فى أعقاب الحرب على قطاع غزة، "الرصاص المصبوب" نهاية عام 2008 ، لافتة إلى أن تقديرات كبار المسئولين فى الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة كانت تشير إلى أن منصات إطلاق الصواريخ تشكل أهدافا سهلة للجيش الإسرائيلى بسبب التفوق التكنولوجى الإسرائيلى.
وقالت "يديعوت" إنه فى البداية جربت فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ من مناطق مأهولة، ومن مدارس وحتى من مقابر، إلا أن استهدافها تطلب البحث عن حل آخر، وبالتالى فإن الأنفاق شكلت مخابئ سرية ومأوى للناشطين العسكريين، وكانت أنجح لإطلاق الصواريخ، وخاصة خلال عملية "عامود السحاب".
وادعت "الصحيفة العبرية" أن شبكة الأنفاق التى تستخدم للإطلاق منتشرة فى كل قطاع غزة، مضيفة أنه تم الحفاظ على مسافات كبيرة بين الأنفاق بهدف الحفاظ على القدرة على إطلاق صواريخ أخرى بعد وقوع هجمات من الجيش الإسرائيلى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، قالت، إنها من داخل قطاع غزة قولها إن طريقة إطلاق النار هذه أثبتت نفسها خلال "عامود السحاب"، ولم يحدث وأن قتل أى ناشط خلال مكوثه فى "خندق الإطلاق"، مضيفة أن السؤال عن إطلاق النار هو الشخص الذى حفر النفق، وهو يعمل بموجب قرارات قادته.
وقالت يديعوت، إن مشروع الأنفاق هو مشروع منظم، وإلكترونى ولا يتيح مجالا للقرصنة، حيث إنه منسق بين كافة الأذرع العسكرية للفصائل، بما فى ذلك تسجيل كل الأنفاق فى القطاع، ومسارات الأنفاق، وطرق الدخول إليها والهدف الذى حفرت لأجله".
وأوضحت يديعوت، أن الأنفاق مقسمة إلى أربع مناطق هى شمال القطاع ومدينة غزة ومركز القطاع وجنوبه، مضيفة أن هناك مسئول على كل منطقة ينسق مع نظرائه خلال الاجتياح البرى لتحديد حدود كل منطقة، وأنه يقف شخص واحد عند مدخل كل نفق للحفاظ على السرية، ويكون اسمه سريا، وكذلك مسار النفق، وفقط الحفارون والمسئول عن المنطقة يعرفون التفاصيل.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه يسمح لكل جناح عسكرى بحفر نفق، ولكن فقط بعد التنسيق مع المسئول فى المنطقة، ويستغرق معدل الحفر نحو 4 أشهر، ويتم الحفر غالبا بشكل يدوى وفى ساعات الليل استنادا إلى حسابات دقيقة.
ولفتت يديعوت إلى أن كافة الفصائل حددت كافة مساحة قطاع غزة كمناطق مناسبة ويسمح الحفر فيها لأهداف عسكرية، وعندما يتم حفر نفق قرب الحدود يتم إبلاغ صاحب الأرض وبموجب تنسيق أمنى، بحيث يتم إبلاغ صاحب الأرض بأنه يملك ما عليها وليس ما تحتها حيث يعتبر تحت مسئولية الجناح العسكرى.
وأنهت الصحيفة العبرية تقريرها، بأن كل ذلك يتم بسرية تامة، وأن بعض أصحاب الأراضى يعرفون أن هناك نفقا تحت أراضيهم، ولكنهم لا يعرفون مساره.
يديعوت: شبكة أنفاق التهريب بين غزة ومصر تتشعب.. والأنفاق تستخدم كمكان سرى للمسلحين وتخزين السلاح وملاجئ وقت الطوارئ وللتمويه خلال القتال.. والحفر يستغرق 4 أشهر بشكل يدوى فى ساعات الليل
السبت، 08 يونيو 2013 12:53 م